أثبت أربعة طلاب من كلية القانون في جامعة الإمارات قدراتهم القانونية في منافسات مسابقة "المحكمة التعليمية"، التي نظمتها الكلية، وتناولت المحاكمة الصورية قضية جنائية، ترافع فيها فريقان من الطلبة، أحدهما يمثل الادعاء "النيابة"، والثاني يمثل "الدفاع"، وجرت المرافعات على النحو المتبع في المحاكم الحقيقية، بحضور المحكمين الذين يتابعون أداء الفريقين، ويدونون ملاحظاتهم، وفي نهاية المحاكمة أعلنت نتائج المسابقة بتحديد الفريق الفائز بالمركز الأول، وأفضل مرافعة دفاع وأفضل مرافعة ادعاء .
يقول د . عبدالله عبدالرحمن الخطيب، مساعد عميد كلية القانون لشؤون التنمية المهنية: تعتبر المسابقة، جزءاً من تدريب الطلبة على مهارات العملية القانونية التطبيقية، من خلال إعداد مذكرات قانونية للدعاوى، والترافع الفعلي وسط أجواء تحاكي المحاكمات الحقيقية، أيضا تهدف المسابقة إلى تدريب الطلبة على مهارات الإلقاء والتحدث والإقناع ومواجهة الجمهور، كما تقيس قدرة الطلاب على التطبيق العملي لمعلوماتهم النظرية،
وبالتالي تقيم جودة العملية التعليمية في كلية القانون، وهي في نفس الوقت تساعد إدارة الكلية في اختيار الطلبة المتميزين لتمثيل الكلية في المسابقات المحلية والدولية، حيث تشارك الكلية في مسابقات عالمية وعربية، وفي محاكمات افتراضية وصورية، مما شجعها على طرح مسابقة داخلية بين طلابها .
ويضيف: "تناولت المحكمة "جناية قتل" حقيقية عرضت منذ أربع سنوات، وأعاد أساتذة الكلية صياغة القضية، وتسلم الطلبة أوراقها وتفاصيلها، ومن ثم بدأ تدريبهم على المهارات التطبيقية بمساعدة أساتذة الكلية، وتم تقسيم الطلبة إلى فريقين يمثل أحدهما الادعاء "النيابة"، ويمثل الفريق الثاني "الدفاع"، وعقدت المحاكمة بحضور فريق من القضاة، مثلهم ثلاثة من أساتذة القانون الجنائي بالكلية، إضافة إلى المتهمين الثلاثة، والشهود الذين مثلهم طلبة الكلية" .
حصلت رقية عبد الحي الهاشمي على المركز الأول، تقول: "اعتبر فوزي بالمركز الأول إنجازاً كبيراً بالنسبة لي، لأن الحصول على نقاط أكثر في هذه المسابقة يعتمد على التميز في مهارتي الإلقاء والخطابة، ولاشك أنني استثمرت هذه الفرصة في إبراز قدراتي القانونية والشخصية أمام أساتذتي وزميلاتي في الجامعة، وأتوقع أن هذا الفوز سيؤهلني للمشاركة في مسابقات محلية ودولية" . وتضيف: "حصولي على المركز الأول كان نتيجة جهد كبير في تحليل القضية ودراستها بتعمق" .
ويتحدث عبدالله سيد الركن، عن مشاركته وفوزه بالمركز الثاني، قائلاً: هذه المسابقة تلبي رغبة الطلبة في الاطلاع على آلية وطبيعة العمل في المحاكم، وتساعدهم في كسر حاجز رهبة الوقوف في ساحة المحكمة، وعلى صعيدي الشخصي هذه التجربة أعطتني خبرة في مجال المرافعة وقراءة المذكرات القانونية، والثقة في مواجهة الجمهور، وكانت معايير المسابقة تعتمد على قوة الإقناع والإلقاء ورد الحجة بالحجة وعدم التردد والإجابة عن أسئلة المحكمين، وتولى تدريبنا د . علاء محيي الدين مصطفى أستاذ مساعد القانون العام في الكلية" .
ويستعرض يوسف أبو غزالة (حصل على المركز الرابع)، الفوائد التي جناها المشاركون في المسابقة، قائلاً: "ساعدت الطالب في توسيع آفاقه القانونية من خلال تعلم أصول المرافعة أمام محكمة صورية، وفهم أسئلة القضاة والإجابة عنها، والرد على دفوع الفريق الآخر، أيضاً المسابقة أتاحت لنا فرصة تقييم جودة مخرجاتنا التعليمية في كلية القانون، إذ إن قاعات الدراسة وحدها لا تكفي لاكتساب مهارات القانون، فمن الضروري في مجال دراسة القانون، توظيف المهارات والمصطلحات التي يتعلمها الطالب في قضايا واقعية .
وتقول إيمان محمد الكلباني: "كان علينا التقيد بأصول وقواعد الإجراءات المتبعة أمام القضاة، وبعد حصولنا على مذكرات الدفاع، قمنا بصياغتها وفقاً لرؤيتنا للقضية وموقفنا منها كمحامين في فريق "الدفاع"، وكانت هذه تجربتي الأولى في مواجهة جمهور كبير، حيث وصل عدد الحضور أكثر من 800 شخص، واكتشفت من هذه التجربة أنني قادرة على كسر حاجز الخجل من الآخرين، ولاشك أن فوزي بالمركز الثالث منحني ثقة أكبر بقدرتي على المرافعة والإلقاء، وشجعني على المشاركة في مسابقات أخرى" .
وتقول مها يوسف الحوسني: "أجمل ما في هذا المسابقة، أنني أثناء المرافعة عشت شعور المحامية، وبذلت قصارى جهدي في إثبات براءة موكلي، ولاشك أن هذه التجربة إضافة حقيقية لكل من شارك فيها، لأنها أعطتنا الفرصة لاكتشاف مواطن القوة والضعف في قدراتنا القانونية والشخصية، واكتساب خبرة عملية في مجال القانون الجنائي، وفي أصول وقواعد الإجراءات المتبعة أمام القضاة، وبالنسبة لي أتمنى تكرار هذه التجربة، وأنصح زميلاتي بخوضها، لأنها ستضيف الكثير لمهاراتهن الشخصية والقانونية" .