[frame="8 80"]
بحر هذا العالم العقل والعاطفة
إن العقل و العاطفة هما سكان النفس وشراعها
وهي سائرة في بحر هذا العالم.
فإذا انكسر سكان النفس أو تمزق شراعها فإنها
لا تستطيع أن تتابع سيرها مطمئنة، بل إنها
إما أن ترغم على الاستسلام إلى الأمواج تلاطمها
وتتقاذفها يمنة ويسرة، أو تلقى مرساتها فتقف
ساكنة عديمة الحركة في وسط البحر.
لأن العقل إذا استقبل بالسلطان على الجسد قيد
عواطفه، كما أن العاطفة إذا لم يرافقها العقل
كانت لهيباً يتأجج ليفنيها.
فاجعل نفسك تسمو بعقلك إلى مستوى عواطفك،
وحينئذ ترى منها ما يطربك ويشرح لك صدرك.
وليكن لك من عقلك دليل وقائد لعواطفك، لكي
تعيش في كل يوم بعد موتها وتنهض كالعنقاء
متسامية فوق رمادها.
وأرغب إليكم أن تساووا بين العقل و العاطفة
كما تساوون بين ضيفين عزيزين عليكم.
فإنكم ولا شك لا تكرمون الرجل دون المرآة ،
لأن الذي يعتني بالواحد ويهمل الآخر يخسر
محبة الاثنين وثقتهما
[/frame]