[frame="8 80"]
إذا اشتريتَ بوقتك المعاصي كنت كمن قال الله :
((أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ
تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ))
أي: رغبوا الضلالة رغبةَ المشتري بالسلعة ،
والمشتري يدفع
الثمن لشراء السلع ،
وتأمل التمثيل فقد جعل الضلالة ، التي هي غاية
الشر كالسلعة
، وجعل الهدى الذي هو غاية الصلاح بمنزلة الثمن ،
فإذا بذلت وقتك للمعصية كأنك بذلت الهدى أمام الهوى
الموجب
للردى ، وتأمل هذا الصنيع مع صنيع الذين يرجون
تجارة لن تبور ويعمرون أوقاتهم بالقرآن والطاعات
فقال تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ
وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً
لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ
إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ )) فاحرص أن تكون من الرابحين
وإياك أن تكون من الخاسرين الذين قال الله فيهم :
((قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِين)) .
[/frame]