[frame="8 80"]
إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً
تفسير قوله تعالى
{ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّا }
القول في تأويل قوله تعالى :
{ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18)
قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا 19}
فخافت مريم رسولنا إذ تمثل لها بشرا سويا
وظنته رجلا يريدها على نفسها
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين
قال : ثني حجاج عن ابن جريج
{ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّا }
قال : خشيت أن يكون إنما يريدها على نفسها .
حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو قال : ثنا أسباط
عن السدي
( فتمثل لها بشرا سويا ) فلما رأته فزعت
منه وقالت :
{ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّا }
فقالت : إني أعوذ أيها الرجل بالرحمن منك تقول :
أستجير بالرحمن
منك أن تنال مني ما حرمه عليك إن كنت ذا تقوى
له تتقي محارمه
وتجتنب معاصيه لأن من كان لله تقيا فإنه يجتنب ذلك .
ولو وجه ذلك إلى أنها عنت : إني أعوذ بالرحمن منك إن
كنت تتقي الله
في استجارتي واستعاذتي به منك كان وجها .
كما حدثنا ابن حميد قال : ثنا سلمة عن ابن إسحاق
عمن لا يتهم
عن وهب بن منبه
{ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّا }
ولا ترى إلا أنه رجل من بني آدم .
حدثنا أبو كريب قال : ثنا أبو بكر عن عاصم قال :
قال ابن زيد :
وذكر قصص مريم فقال : قد علمت أن التقي ذو نهية
حين قالت
{ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18)
قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا 19}
فقال لها روحنا : إنما أنا رسول ربك يا مريم أرسلني
إليك
لأهب لك غلاما زكيا
[/frame]