[ابو مشاري المجلد]

“سدرة بطحان” تؤرخ لزيارة الـ 5 عقود الملكية


تحرير - محمد البيضاني - الباحة

السبت 31/05/2014


“سدرة بطحان” تؤرخ لزيارة الـ 5 عقود الملكية
على الرغم من أن موقع الباحة جعلها واسطة عقد بين محافظات المنطقة، ولها تاريخ ضارب في القدم، إلا أن زيارة الملك سعود لها قبل نصف قرن تمثل تاريخًا فارقًا لها، حيث أفاض على الجميع بكريم سخائه ونبل عطائه بالنقود والكسوة، بعد تحمله عناء السفر وجلوسه يومًا كاملًا تحت سدرة بطحان الواقعة بمركز بيده أثناء توجهه إلى الباحة.
وأضحى تاريخ الزيارة راسخًا في الأذهان، ولا تزال عبارة «كسوة الملك سعود» تتردد على ألسنة الأهالي حتى الآن، فحينما يذكر حدث ما، يُسأل هل كان قبل أو بعد الزيارة الميمونة.
ولا تزال أحداث الزيارة عالقة في الذاكرة وراسخة في الأذهان، لا سيما عند كبار السن، الذين يفخرون بمعاصرتهم لهذه الزيارة الميمونة، التي قام بها الملك سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن - يرحمه الله- لمنطقة الباحة في عام 1374هـ أي منذ 56 عامًا.
وتزامنت زيارة الملك سعود للباحة في وقت كانت الظروف الحياتية صعبة جدًا ليس لسكان الباحة فحسب، بل لجميع سكان المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت، إذ لم تزدد بعد عائدات البترول وليس هناك موارد دخل جيدة للدولة.
والملك سعود أدرك بفطنته وحنكته التي استمدها من مدرسة مؤسس كيان هذا الوطن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن احتياج الأهالي للأساسيات كالمال والملابس وبالفعل أفاض بسخاء على جميع الأهالي شبابًا وشيبانًا رجالًا ونساءً حتى الأطفال أيضًا حظوا بعطفه وسخائه وكرمه.
وقد استقبلوا مليكهم ذلك الحين بالحب والشوق والسرور وأقاموا له سرادق الاحتفالات بحسب إمكاناتهم الضعيفة والمحدودة.
ويشير المؤرخ الأستاذ محمد ربيع الغامدي إلى أن زيارة الملك سعود بدأت بالسوسية تقع في شمال محافظة العقيق، حيث شهد حفل قبيلة الزُهران وهم من غامد وبعدها حفلة قبيلة بني بشير من زهران.
وأضاف أن الملك سعود واصل سيره عبر طرق ترابية وعرة وضيقة إلى عدد من القرى العقيق، الباحة، الظفير، ورغدان، وبني ظبيان، وقرى القرن، وبني سالم، وبلجرشي، وبالشهم، والرهوة، وبني كبير، ورهوة البر، وبني سار، وبني بشير، وبني جندب، ووادي قريش، والمندق.
وذكر أن زياراته - يرحمه الله- استغرقت ثمانية أيام شملت معظم أنحاء سراة الباحة، مبينًا أنه شارك أهالي المنطقة جميعهم أفراح الاستقبال والاحتفاء، حيث أقاموا حفلًا كبيرًا ابتهاجًا بالملك وضيوفه الكرام.
وأضاف أن السيارة، التي كانت تقل الملك سلكت طريقًا وعرًا عبر مجرى وادي قوب، وحين صعب على السيارة التي كانت تقل الملك - يرحمه الله- الصعود إلى مقر الحفل سارع عدد من رجالات قرية رغدان بحمل السيارة - والملك بداخلها، والذي سر بذلك الموقف الحميمي من الأهالي.
وقال: «في الحفل ألقيت القصائد الشعرية والكلمات الخطابية التي تعبر عن مدى فرحة الأهالي بلقاء مليكهم، بعدها عبر الأهالي عن عظيم فرحتهم بتنظيم العرضة الشعبية وإكرام الملك وضيوفه بوجبة الغداء».
وأفاد بأن الملك سعود أفاض على الجميع بكريم سخائه ونبل عطائه بالنقود والكسوة، وودعوا مليكهم ليعود بعدها إلى مقر إقامته بالقرب من الظفير.
المزيد من الصور :


“سدرة بطحان” تؤرخ لزيارة الـ 5 عقود الملكية