قد تجدهم رائعين يلبسون ملابس وردية رائعة ,
يحسدهم من يراهم ,
وهم يتقاسمون بينهم طعامهم وحاجياتهم ,
يمسكون بايدي بعضهم وهم يذهبون الي مدرستهم ,
حقائبهم ذات شكل واحد ,,
تسريحة شعرهم واحدة,
لا يرغبون الا ان يكون نسق شكلهم واحد ,
يحبون بعضهم كثيرا ,
يحافظون علي بعضهم يتفقدون انفسهم,
يدرسون سويا , يلعبون سويا ,
يكبرون سويا ,
ولكن .....
بعدما يكبرون يختلف الحال ,,
يصبح احدهم تاجرا ,
والاخر مدرسا ,
والاخر طبيبا,
والرابع عاملا ,
واخرهم بدون عمل ,
تلهييهم الدنيا وتشغلهم .
وينتبه كل واحد الي نفسه وتغره الدنيا ,
فلا يلتفت الي صديق عمره وشقيقه ,
وينسي طفولته,
وينسي روضته ومدرسته,
وايامه الطفولية ,
وينسي كيف كان يقبل جبين شقيقه الاكبر منه,
وينسي الصغير كيف كان يعتذر لاخيه الكبير ,
فالاخ التاجر يرفض ان يلحق اخيه الذي لا يعمل , بعمله ,
والمدرس الذي تعلم علي حساب اخوته يرفض ان يدرس ابناء اخوته ,
والطبيب يكره ان يعالج اطفال اخيه ,
والصغير يكره الكبير ,
والكبير لا يحب الخير للصغير ,
لا ندري هل تغيرت لدنيا واصبح الصيف شتاءا .
ام ان العام اصبح عشرة اشهر ,
ام ان الاسبوع صار ثمانية ايام ,,
ماذا جري ,
ام ان النفوس ابتعدت عن الله ,
ام ان الانانية صارت وتربعت علي قلوبنا ,
ام اننا صلينا صلاة الجنازة علي
الايثار ؟
والاخوة ؟
ورابطة الدم والدين ؟
ذلك المال ,,
لعنه الله ,
فتنة الدنيا ,
الذي يجعل الاخ يكره اخاه ,
والابن يكره اباه ,
والزوج يطمع في زوجته ,
والجار الفقير ينظر الي جاره الغني ,
الذي يشتري الطعام بكثرة وياكل بعضه ,
ويرمي الباقي الكثيرالذي يشبع جيرانه الفقراء لمدة اسبوع ,
فيزيد ..
الحقد..
والغل..
والضغينة..
والكراهية..
والحسد ,
هذا المال هو سبب لذلك كله ,
لم يدر الانسان ان سيسال عن المال ..
من اين اكتسبه..
وفيم انفقه ..
فليتق الانسان ربه..
وليؤد حق الله في ماله .