[ابو مشاري المجلد]

(وانتهت أيام العيد وإن كثرت مكدراتها)

د. خالد بن سعد الخشلان


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فانتهت أيام العيد وكانت بحمد الله عامرة بالتواصل والتزاور بين اﻷقرباء
واﻷرحام في أجواء تظللها نعم الله التي ﻻنحصي لها عدا:
أمن مستتب
ورغد عيش
وعافية سابغة
وألفة ومحبة
غير أن مما كدر هذه اﻷفراح ( فضلاً عما حصل و يحصل للأحبة في غزة )
منكر بدأ يزداد انتشارا يوما بعد يوم وﻻ تكاد تخلو منه أسرة إﻻ من رحم الله
وهو مما يخشى من عواقبه الوخيمة إن استمر الوضع على ذلك.
إنه منكر التبرج والتكشف
بل والتعري في أوساط النساء:
الكبيرات والصغيرات
المتزوجات وغير المتزوجات
وهو أمر في غاية الخطورة إن لم نتداركه فأخشى أن يحل بنا شيئ من عذاب الله
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)
ويقول صلى الله عليه وسلم:
(فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء).
إنه في الوقت الذي يتسابق فيه نساء المسلمين في بلدان أخرى إلى الحجاب
ويعدن إلى العفة والحشمة تسارع كثير من نسائنا إلى التبرج والتعري حتى أصبح
بعض بناتنا ونسائنا يستحي قريبهن من النظر إليهن من شدة التعري
وسط صمت اﻵباء بل ورضاهم أحيانا
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
إن كل تفسخ وتبرج تقع فيه البنت أو الزوجة يقع على الزوج واﻷب
واﻷخ الكبيرنصيب من إثمه في يوم :
طويل وقوفه
شديد حره
دقيق حسابه
خطير مآله
إني ﻷتعجب أحيانا :
هل ماتت الغيرة في قلوبنا؟
هل صار التعري تقدما ومدنية؟
هل يؤمن من أن يحرك الشيطان نوازع الشر وبواعث الفتنة في نفوس بعض الشباب بسبب هذا التعري حتى ولو مع المحارم؟
والمآسي من القصص المؤلمة في هذا الباب نسمعها كثيرا.
كشف الصدور
وظهور أجزاء من اﻷثداء
وكشف أعلى الظهر
ولبس البنطال الذي يظهر تقاطيع البدن ويحجم العورة
ولبس القصير
ولبس الشفاف
بل لبس ما تظهر معه العورة أحيانا
(واعذروني أيها اﻷحبة على هذا)
وغير ذلك مما يتحدث به الناس ويشاهد
كلها والله مشاهد مؤلمة
محزنة
ﻻترضي الله
وﻻرسوله وذلك لحرمتها
وليست من لباس المؤمنات وإنما من لباس من ﻻخير فيه
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما......
ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ﻻيدخلن الجنة وﻻيجدن ريحها وإن ريحها ليو جد من مسيرة كذا وكذا)
إني أحملكم أيها اﻹخوةاﻷحباب أيها اﻷعزاء
من آباء
وأزواج وإخوة
وأحمل نفسي معكم مسؤولية مواجهة هذا التعري والتكشف في أوساط نسائنا
فلنتعاون جميعا
ولنتواص
على الخير
ولنلزم نساءنا
وبناتنا
وزوجاتنا
وأخواتنا
لباس الستر
لباس الحياء
لباس الحشمة
لباس العفاف
حتى ولو كن بنات صغيرات
فهو والله مع كونه واجبا شرعيا
مما يزيدهن:
جماﻻ
وبهاء
وأناقة على الحقيقة.
وقبل ذلك وبعده:
يحفظهن في الدنيا من الشرور
وفي اﻵخرة من دعوة الثبور
إني والله أحب لكم من الخير ما أحب لنفسي
وأخشى عليكم من العذاب ما أخشى على نفسي
والدنيا زائلة
والموت ياتي بغتة
والحساب شديد وعسير
ويوم القيامة ستتعلق برقبتك
زوجتك
وبنتك
وأختك
وقريبتك
وتقول يارب :خذ لي حقي منه
لقد كان يراني على المنكر فلم ينهني
يقول تعالى(لن تنفعكم أرحامكم وﻻأوﻻدكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير)
اللهم الطف بنا جميعا
ووفقنا للقيام بمسؤولياتنا تجاه أنفسنا
ونسائنا
وزوجاتنا
وبناتنا
وقراباتنا
واجعلنا ممن عنيتهم بقولك (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم
ذريتهم وماألتناهم من عملهم من شيئ كل امرئ بما كسب رهين)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
وكتبه الفقير إلى عفو ربه/
خالد بن سعد الخشلان
اﻷستاذ في كلية الشريعة في الرياض
وإمام وخطيب جامع حي بدر في الشفا
١٤٣٥/١٠/5