قال العلامة عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله - :
" كن حافظا للسر , معروفا عند الناس بحفظه ؛ فإنهم إذا عرفوا منك هذه الحال , أفضوا إليك بأسرارهم , وعذروك إذا طويت سر غيرك الذي هم عليه مشفقون , وخصوصا إذا كان لك اتصال بكل واحد من المتعادين , فإن الوسائل لاستخراج ما عندك تكثر وتتعدد من كل من الطرفين , فإياك إياك أن يظفر أحد منهم بشيء من ذلك تصريحا أو تعريضا .
واعلم أن للناس في استخراج ما عند الإنسان طرقا دقيقة , ومسالك خفية , فاجعل كل احتمال – وإن بعد – على بالك , ولا تؤت من جهة من جهاتك ؛ فإن هذا من الحزم .
واجزم بأنك لا تندم على الكتمان , وإنما الضرر والندم في العجلة والتسرع , والوثوق بالناس ثقة تحملك على ما يضر "
" الرياض الناضرة " , لابن السعدي (210)