مـَـلـِـكٌ عظيم ٌ ....... ليس لأبوابه ِ حـُجـَّاب ٌ
جرتْ عادة الملوك على الحرص الشديد في اتخاذ واختيار أشدَّ الرجال ليقوموا بأعمال الحراسة
أمام وحول قصورهم و أعنف الحراس بالوقوف على أبوابهم حتى لا يـُدخلوا إلىمجلس
الملك إلا الخواص ومـَنْ يوثقُ بهم حرصـا ً على سلامة الملك ووقته الثمين ، ولا يمكن لعامة
الناس الدخول إلآ بعد إذن ٍ مسبق ٍ ، وقد لا يسمح ُ لهم بذلك .
أما ملكُ الملوك فإن أبوابه مـُفتحة ليلاً ونهارا ً ، أمام العباد دون تمييز بين الغني والفقير ،
او الأمير والأجير ، فالكل أمامَ الله تعالى سواسية ٌ ، ولا تفاضل بينهم الإ بالتقوى والعمل الصالح.
هذا الملك العظيم يدعو عباده إلى الدخول إلى رحابه خمسَ مرات ٍ في اليوم والليلة ، وهو سعيد ٌ
بقدومهم عليه ، يـُـقبلُ عليهم بوجهه الكريم ، فيفيضُ عليهم مــــن رضوانه وبركاته ما تقر بهم
عيونهم ، وتسعد به نفوسهم .
إن جلساء الملوك لا يسأمون من حديثهم والجلوس
إليهم ، بل ربما فاخر بعضهم بعضا ً بعدد
المرات التي يؤذن لهم فيها بالدخول إلى مولاهم لينال
بعد المدح شيئا من حطام الدنيا ومتاعها .
اجل أخي المسلم ، مولانا جل وعلا يدعونا باستمرار للقائه ِ والجلوس في رحابه متى شئنا دون
كلل ٍ أو ملل ، وأعطانا الإذن بتحديد مكان لقائه وزمانه ، ومكننا من الدخول في مجلسه المقدس
والخروج منه متى شئنا ( في غير صلاة الفريضة ) ، ونعني بها السنن والنوافل .
فلنبادر أخي المسلم لاغتنام قضاء الأوقات في الطاعات وما يرضي ربنا جل وعلا ولنقف ببابه ِ
بتذلل ٍ وخضوع ، ولنمرَّغ ْ جباهنا على أعتابه ،
ففي ذلك الذل عز ٌلنا ، وفي ذلك الخضوع شرف
لنا ، حتى لا نقع فيما وقع فيه إبليس عليه اللعنة عندما رفض الأمر الرباني بالسجود كبرا ً وغرورا ً ،
فكان من الخاسرين .
----------------
للفايدة