ملائكة ُ الرحمن ... في بيت خليل الرحمن
كان من سيرة خليل الرحمن إبراهيم – عليه السلام - أنه لا يأكلُ طعاما ً إلا مع ضيف ٍ ، وذلك
لشدة كرمـِه ِ ،
فبقيَ ثلاثة أيام ٍ لم يأته ِ ضيفٌ ، وفي اليوم الرابع بينما
هو يقرأ في الصـُّحـُف ِ –
صحُف إبراهيم – إذ دخل عليه أربعة ُ نفر ٍ
فقالوا : السلام عليك ،
قال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
ورحـَّب بهم وأمرهم بالجلوس ،
فقالوا : نحن ضيوف . فقام إلى سارة وقال لها :
قد أتانا ضيوفٌ صـِـباحُ الوجوه - حـِسان الوجوه -
نـِضاف ُ الثياب ، فقومي اخدميهم ،
فقالت :
كان عهدي بك أغيرَ الناس ،
قال : هو كما تقولين ، إلا أن هؤلاء النفر أبرارٌ
قد سلـَّموا عليَّ سلام
الأبرار الأخيار . ثم قام إبراهيم إلى عجل ٍ سمين
فذبحه وشواه لهم ، فلما نضج وضعه بين أيديهم
على الخـِـوان - ما يؤكلُ عليه – مع خبز ٍ كثير ،
وسارة ُ على رأسهم تنظرُ إليهم ، وإبراهيم يأكل
ولا ينظرُ إليهم ،
فقالت سارة ُ : يا إبراهيم إن أضيافك هؤلاء ِ ما يأكلون .
فقال لهم : لـِمَ لا تأكلون ؟
وداخله ُ الخوفُ من ذلكَ ، وذلك قول الله تعالى :
( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم
وأوجس منهم خيفة ً ) .
ثم قال لهم : لو علمتُ أنكم لاتأكلون لما كنـتُ قطعتُ
هذا العجلَ عن أمه ،
فمــــــدَّ
جبرائيل - عليه السلام - يده إلى العجل
وقال له : قـُمْ بإذن الله تعالى . فقام العجلُ وطلب أمه ،
وجعل يرضعها ،
فاقشعرَّ إبراهيمُ منهم وقال : ( إنا منكم وجلون
قالوا لا تخفْ وبشروه بغلام ٍ عليم )
فطاب قلبه ، وبشروه بإسحاق عليه السلام .
------------
للفايدة