يوسف عليه السلام
ليوسف عليه السلام دعاء، كما كان لأبيه يعقوب عليه السلام دعاء، فقد دعا يوسف ربه أن يصرف عنه كيد امرأة العزيز وصاحباتها، وأن يدفع عنه إغراءهن، وقد فضّل عليه السلام السجن على أن ينزلق في الفاحشة. قال تعالى: “قال رب إن السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن وأكن من الجاهلين. فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم” (يوسف، الآيتان: 33-34).
ودعاؤه الآخر، استغفاره لإخوته على الرغم مما فعلوه به. قال تعالى: “قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين” (يوسف، الآية: 92)، وذلك بعد أن تبوأ مكانة مرموقة وعرفهم واعترفوا بفضله عليهم رغم إساءتهم إليه.
ودعاؤه الثالث بعد أن أصبح عزيز مصر واجتمع شمله بأهله وإخوته، فدعا ربه بحسن الختام وأن يتوفاه على الإسلام وأن يلحقه بالصالحين، وأثنى على ربه بما أنعم عليه وذكر فضله قبل أن يدعوه، وفي هذا تعريف لنا بما ينبغي أن نكون عليه من آداب في الدعاء إذا دعونا الله، حيث يجب ألا ننسى أفضال المنعم علينا وأن نحمده ونشكر فضله. قال تعالى على لسان يوسف: “رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليِّ في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين” (يوسف، الآية: 101).
ولشعيب عليه السلام الذي أرسل لقومه أهل مدين دعاء توجه به إلى الله لينصره على قومه الذين كذبوه وتوعدوه أيضاً بإخراجه من قريته، وقد ذكر دعاؤه في قوله تعالى: “وسع ربنا كل شيء علماً على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين” (الأعراف، الآية: 89). وجاءت الإشارة أيضاً الى دعائه في (سورة هود - الآية 88). قال تعالى: “وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب”.
--------------
للفايدة