عرض مشاركة واحدة
قديم 28-10-2014, 08:48 PM   #8261
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عائشة بنت الصديق
ليس هناك شيء أصعب على المرأة العفيفة من أن تتهم في عرضها وشرفها، وليس هناك موقف أشد على الرجل من ان يتكلم الناس على زوجته ويطعنوا في عفتها، وهو يعلم أنها طاهرة طهارة ماء المزن.
ولكن مع ذلك نجد امرأة شريفة زكية مثل السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما تعرضت لمثل هذا الموقف،
وذلك في غزوة بني المصطلق، حيث عاد الرسول صلى الله عليه وسلم من الغزو الى المدينة، وأثناء تحرك القافلة لم يتأكد من ان عائشة زوجته معهم أم لا.
ما حصل ان عائشة كانت قد خرجت آنذاك الى مكان كانت قد قضت حاجتها فيه، وسقط منها عقدها، فعادت لتبحث عن عقدها، وعندما رجعت لم تجد الركب فنامت مكانها لعل أحدا منهم يتذكرها فيعودون ويأخذونها.
وفي أثناء ذلك صادف وجود صفوان السلمي متأخراً ايضا فلمح وجود امرأة، ولما تأكد قال لا حول ولا قوة إلا بالله ظعينة رسول الله.
ثم أمرها ان تركب ناقته عائدا بها الى المدينة، فركبت وهي لم تنطق ببنت شفة خجلا وحياء وهو كذلك.
حتى وصلا المدينة فسألها الرسول عن سبب تأخرها فقالت كذا وكذا فصدقها الرسول لانه يعرف أنها الصديقة الطاهرة بنت الصديق.
لكن قام جماعة مثل عبدالله بن أبي رأس المنافقين ومسطح وحسان وحمنة بنت جحش ذهبوا يتحدثون عنهما، وكان أشنعهم عبدالله بن أبي الذي قال: والله ما نجت من صفوان ولا نجا صفوان منها.
هذه الكلمات طبعا كانت خناجر يتلقاها رسول الله في قلبه من أصحابه، لكنه لا يستطيع في الوقت نفسه ان ينفي لعدم وجود بينة.
فلم يكن منه الا ان يعرض عن عائشة وهي أحب
نسائه الى قلبه.
أما عائشة ففي البداية لم تعلم ان الناس يتحدثون عنها، وعندما علمت أصابتها الحمى والرسول معرض عنها فذهبت الى بيت والديها لعلهما يخففان عنها.
وكانت أمها تحاول ان تخفف عنها قائلة: أي بنية خففي عليك الشأن فوالله لقلما كانت حسناء عند رجل يحبها ولها ضرائر الا أكثرن عليها.
ظلت كذلك والرسول اذا سأل عنها لا يزيد على القول: كيف تيكم؟ وكان محتارا في أمرها، وبعد ذلك سأل رسول الله زوجته زينب بنت جحش عنها فقالت: لم أر شيئا بعيني فلا أقول عنها الا خيرا.
وسأل أسامة بن زيد فقال مثل ذلك، ثم سأل علياً بن أبي طالب فقال: النساء غيرها كثير.
عندئذ علم ان عائشة ما ارتكبت جريمة والناس ظلموها فقال وهو غضبان: أيها الناس ما بال رجال يؤذنني في أهلى والله ما علمت منهم الا خيرا،
ثم ذهب الى عائشة وطلب منها ان تتوب الى الله فقالت وهي ميتة من البكاء: والله لا أتوب مما ذكرت والله يعلم انني بريئة، لا أقول الا ما قال يعقوب فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، ثم كأنها انتظرت الوحي وعندها أبواها.
وبعد قليل رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم يتغشاه ما كان يتغشاه عند نزول الوحي فعلمت ان الوحي ينزل عليه فلما سري عنه قال: أبشري يا عائشة لقد أنزل الله براءتك في القرآن ثم قرأ قوله تعالى: “ان الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم، والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم. لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين، لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون” الى آخر الآيات من سورة النور.
عندئذ سرت عائشة وطلبت منها والدتها ان تقوم وتشكر الرسول فقالت: لا والله لا أشكر الا الله الذي برأني.
-------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس