بين الكـِـنـْـدي ...... وأبي تمام
حضر يعقوب بن إسحاق الكندي _ المسمى فيلسوف الإسلام
_ مجلس أحمد بن المعتصم _ الخليفة العباسي _
وقد دخل عليه أبو تمام الشاعر
، فأنشده قصيدته السينية المشهورة ، فلما بلغ في مدح
ابن الخليفة إلـــى
قوله :
إقدامُ عمرو ٍ في سماحة حاتم ٍ
في حـِـلـْـم ِ أحنفَ في ذكاءِ إيا س ِ
قال له الكندي : ما صنعتَ شيئا ً ، فقال : كيف ؟
قال : ما زدت َ على
أن شبـَّـهتَ ابن َ أمير المؤمنين بصعاليك العرب .
فأطرقَ ابو تمام ثــــم َّ
قال مرتجلا ً :
لا تـُـنكروا ضربي له ُ مـَـنْ دونه ُ
مثلا ً شرودا ً في النــَّــدى والبا س ِ
فالله ُ قد ضربَ الأقلَّ لنـــــــوره ِ
مثلا ً من المشكاة ِ والنــِّـــــــــبراس ِ
ولم يكن هذان البيتان ِ في القصيدة ِ ، فعجب الكندي
من سرعة ِ بديهته
وقال : هذا الفتى قصيرُ العمر ِ ، لأنَّ ذهنه ُ ينحتُ من قلبه ِ ،
وكان كما قال .
عمرو : عمرو بن معدي كرب ، من أشهر فرسان العرب
في الجاهلي
أدركَ الإسلام وأسلمَ .
حاتم : حاتم الطائي المشهور بالكرم ِ .
أحنف : الأحنف ُ بن قيس ، ضـُـربَ به المثـلُ في الحـِـلم ِ .
إياس : إياسُ بن معاوية ، يـُـضربُ به المثل في الذكاء ِ .
النـَّـدى : الكـَـرَمُ والجود ُ .
الباسُ : البأس ، القوة ُ والشـِّـدة ُ .
والإشارة ُ في البيت الأخير إلى قوله ِ تعالى :
( الله ُ نورُ السموات ِ والأرض ِ
مثلُ نوره كمشكاة ِ فيها مصباح ٌ ...... ) .
-------------
للفايدة