عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2014, 01:36 AM   #8414
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

سبحانك ربي ما أعظمك
رأيت مشهدا عجيبا أثار في نفسي الكثير
من التأملات
و الحقائق
لم أملك نفسي إلا و أنا أردد أمامها
( ألا سبحانك ربي ما أعظمك ) !!
رأيت كلبين يتعاركان في الحديقة المقابلة لنا
أحدهما كلب مسعور و الآخر كلب ضال
جاء يتعدى على ملكيته و يضايق زوجة ذاك الكلب
المسعور
فما كان من الأخير إلا أن أنشب أظفاره و أسنانه في عنق
الأول و جسمه
حتى رحمته و أشفقت عليه أن يهلك
و ما زال الكلب المسعور يعارك الضال حتى أجلاه في
النهاية عن أرضه .
و لم يلبث قليلا حتى دخل الحديقة شيخ مسن
أزعجه عواء تلك الكلاب المسعورة
فما هو إن رأيته حتى قلت ليوشكن الكلب المسعور
أن ينقض عليه
فما عجبت إلا للكلاب جميعها ولّت هاربة في غمضة
عين ، بما فيهم ذلك الكلب المسعور
ولّى و هو يعوي عواء استرحام
و قد كان منذ قليل ينبح الكلب الآخر في غطرسة
و تجبر .
فتأملت في حال الإنسان كيف كرمه الله ووضع له
الهيبة في قلوب بقية المخلوقات ، حتى و إن بلغ من العمر
أرذله
و لكن أكثر الناس لا يشكرون
ثم تأملت كيف أنه هو هو ذلك الإنسان قد يقف عاجرا
أمام بقة أو عثة
يجوس خلال الفراش بحثا عنها فلا يفلح
و كيف أن قرصة بعوضة صغيرة قد تلزمه الفراش
أو يتورم منها جسده و هو يتأوه ألما …
۞ ذلك تقدير العزيز العليم۞
ثم تأملت كيف أن الكثير قد يتقمص – أعزكم الله –
دور ذلك الكلب المسعور
فتراه ينبح الضعفاء و ينشب في المستضعفين أظفاره
القذرة
ثم هو أمام أولى الأمر منافق مداهن يمرغ أنفه بتراب
الزلفى و القربى إليهم
فيعوي في استعطاف و يهان ففلا يملك إلا أن يدير ظهره و يلوذ بالفرار .
و رأيت كيف أن من البشر من يقبل أن يعيش كالكلب الضال
يضرب على خد فيدير الآخر في ذلة و انكسار يقبل
المهانة و الذل
يرضى أن يمد إليهم الآخرون أيديهم ليقبلها في خضوع
و حضرني قول محمد إقبال
لو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفا لما أقدم على الظلم
و قوله كذلك لأبناء الهند إبان الاحتلال الإنجليزي :
إنكم ملايين عديدة من البشر و لو كنتم ملايين الذباب
لأوشك طنينكم أن يصم آذان الإنجليز
و كذلك عجبت لأمر أنثى الكلب إذ كانت أول من
لاذ بالفرار لما أبصرت الشيخ
و تعجبت لعظيم حكمة الله و إعزازه للإنسان ،
إذ لم يكرمه بالعقل فحسب
بل و حتى في الغرائز الطبيعية التي يتشارك فيها مع
غيره من المخلوقات
و منها هنا غريزة الأمومة
فلا نرى أمّا تؤثر نفسها بالسلامة على أولادها
أو تطيب نفسها إذ تفر من الخطر دون حتى أن تنظر
من ورائها
و قس على ذلك غرائز أخرى كثيرة كإشباع الجوع
و حتى الذهاب إلى الخلاء …
۞ و قليل من عبادي الشكور۞
ألا سبحانك ربي ما أعظمك
سبحان ربي الأعلى الوهاب
سبحانك ربنا ما خلقت هذا باطلا فقنا عذاب النار
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
----------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس