عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-2014, 03:18 PM   #8455
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

كم مِنّا مَنْ أسْلم وجهه لله عن إحسان !!
بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة :
حال كثير الناس في تقلبهم مع الله سبحانه وتعالى ؛
كالجن طرائق قِددا ، فمنهم من يسلم وجهه لله مكرها ،
ومنهم مضطرا ، ومنهم لحاجة ، ومنهم مؤقتا ،
ومنهم عادة أو تقليدا ، ومنهم ظاهرا ،
ومنهم .. ومنهم .. ،
ولكن يبقى السؤال الأهم .. كم منّا من أسلم وجهه
لله عن إحسان .
أولا : عظيم منزلة إسلام الوجه لله عن إحسان
منزلة إسلام الوجه لله عن إحسان منزلة عظيمة ،
وقد خصها رب العالمين بآيات تتلى ليلا ونهارا
وسرا
وجهارا ، قال سبحانه :
- (( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ))"[1]" .
- (( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ))
"[2]" .
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي :
((قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
الْآيَةَ، ذَكَرَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّهُ لَا أَحَدَ أَحْسَنُ
دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ فِي حَالِ كَوْنِهِ مُحْسِنًا ;
لِأَنَّ اسْتِفْهَامَ الْإِنْكَارِ مُضَمَّنٌ مَعْنَى النَّفْيِ، وَصَرَّحَ
فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنَّ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ،
وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
" وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى "[3] "
وَمَعْنَى إِسْلَامِ وَجْهِهِ لِلَّهِ إِطَاعَتُهُ وَإِذْعَانُهُ،
وَانْقِيَادُهُ لِلَّهِ تَعَالَى بِامْتِثَالِ أَمْرِهِ، وَاجْتِنَابِ نَهْيِهِ فِي حَالِ
كَوْنِهِ مُحْسِنًا، أَيْ: مُخْلِصًا عَمَلَهُ لِلَّهِ لَا يُشْرِكُ فِيهِ بِهِ شَيْئًا
مُرَاقِبًا فِيهِ لِلَّهِ كَأَنَّهُ يَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَرَاهُ فَاللَّهُ تَعَالَى يَرَاهُ،
وَالْعَرَبُ تُطْلِقُ إِسْلَامَ الْوَجْهِ، وَتُرِيدُ بِهِ الْإِذْعَانَ
وَالِانْقِيَادَ التَّامَّ . )) "[4]".
ثانيا : عظيم مرتبة الإحسان
الإحسان أعلى مراتب الدين - الإحسان ، الإيمان ،
الإسلام - ويتكون الإحسان من شطرين ،
المشاهدة والمراقبة ، والمشاهدة أعلى مرتبة
من المراقبة ، ودليل ذلك حديث جبريل عليه السلام
عندما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم :
ونصه :
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ،
شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ،
ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ،
ووضح كفيه على فخذيه ، وقال :
" يا محمد أخبرني عن الإسلام " ،
فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ،
وتصوم رمضان ، وتحج البيت
إن استطعت إليه سبيلا ).
قال : " صدقت " ، فعجبنا له يسأله ويصدقه.
قال : " أخبرني عن الإيمان ".
قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ).
قال : " صدقت " ،
قال : " فأخبرني عن الإحسان " .
قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ،
فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .
قال : " فأخبرني عن الساعة " .
قال : ( ما المسؤول بأعلم من السائل ) .
قال : " فأخبرني عن أماراتها " .
قال : أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة
العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ) .
ثم انطلق فلبث مليا ، ثم قال : ( يا عمر ،
أتدري من السائل ؟ ).
قلت : "الله ورسوله أعلم " ، قال :
( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) "[5]" .
ثالثا : مفتاح الإحسان
الإحسان يطلق في اللغة على الإتقان والإجادة ،
كقولنا : فلان أحسن عمله ، أي أتقنه وأجاده ،
ومفتاح الإحسان يتكون من ثلاثة أصول :
الأصل الأول : معرفة ومراقبة الاعتقاد والعمل .
الأصل الثاني : معرفة ومراقبة النية ومجاهدتها
وتنقيتها من الشوائب .
الأصل الثالث : فقه علاقة تسلسل الأسباب بالنتائج "[6] " .
رابعا : مناقشة
قد يقول قائل : (( إني محافظ على الصلاة والزكاة والصيام
وغيرها من الواجبات وترك المنهيات عن استسلام
وانقياد لله ؛ فهل ممكن أن أكون مستلما
لله عن غير إحسان ؟ )) .
الجواب :
معلوم أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ،
فإذا قلنا فرَضا ، أنك تصلي منذ أشهر ، فأين أثر
هذه الصلاة على معاملاتك وأخلاقك وتربيتك ....
أي هل أصلحت تلك الطاعات تلك المضغة
التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ،
حين قال :
(( .. ألا وإن في الجسدِ مُضغَةً إذا صلَحَتْ صلَح
الجسدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَد الجسدُ كلُّه ،
ألا وهي القلبُ)) "[7]" .
فإن قال : " تلك الطاعات أصلحت الكثير من أعمال القلب ".
سيقال له : لكل حقيقة علامات تدل عليها ، وسوف نأخذ
الأهم كمثال ، فالإخلاص حقيقة وله علامات تدل عليه ،
ومثله التوكل ، والرضا والخشية والزهد ، والحسد
والغيبة والنميمة والحقد وغيرها من أمراض القلوب ....
فهل تعلم علاماتها ؟؟ . فإذا كنت لا تعلم علاماتها
فمن باب أولى أن تقع في المحظور .
ثم كيف لأعمال الجوارح أن تصلح تلك المضغة
وبالتالي أعمال الجوارح ، والرسول صلى عليه وسلم
قد أوضح بجلاء ، أن صلاح القلب يكون
قبل صلاح سائر الجسد ؟!
خامسا : لمراجعة ديننا ومحاسبة أنفسنا قبل فوات الأوان .
إذا أردت معــــرفة مدى قربك مــــن الله ..
فانـــــــــظر كم مــــــــرة في اليـــــــوم تسلم
وجهك لله عن إحسان ؟! وكما قال الإمام
مالك رحمه الله : (( لن يصلح آخر هذه الأمة إلا
بما صلح به أولها )) "[8]" .
سادسا : الحل
بما أن الكتاب والسنة قد اشتملا على كل معاني
ومقتضيات التوحيد والعبودية وتسليم المسلم لقلبه
وعقــله القاصر لله ؛ فإن كثرة الاستخارة قد اشتملت
على كل ذلك بما تمثله من برهان عملي لهذه المعاني
والمقتضيات"[9] ". فكلما أكثر المسلم من الاستخارة
تبرأ من حوله وقوته ولجأ إلى ربه بالتوكل عليه ،
ورضي بالله ربا وبالإسلام دينا
وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – رسولا ،
فإذا حصل ذلك ذاق طعم الإيمان ، وزاد تمسكه
بالعروة الوثقى وتسليما لله عن إحسان"[10]".
وختاما .. هذا مايسر الله إذ استخرته والخير
ما يسره الله ،.. والحمد لله رب العالمين ..
------------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس