عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-2014, 09:48 AM   #8487
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ومن مواطن استعمالِه المتعددة والمتنوعة:
1- دعوة الجاهل: فهو في حاجة للرفق والاهتمام، وتعليمه ما يفيده عن طريق ترغيبه بالعلم.
2- دعوة من تجهل حاله، ولا يُعرف مستوى إيمانه (قوةً أو ضعفًا)؛ حيث يعمل الداعية على كشف حاله باستثارة عواطفه وكوامن نفسه؛ ليحدد الداعي حاجته، ويختار الأسلوب الذي يناسبه.
3- دعوة أصحاب القلوب الضعيفة؛ كالنساء، والأطفال، واليتامى، والمساكين، وغيرهم.
4- دعوة الآباء للأبناء، والأبناء للآباء، ودعوة الأقارب والأرحام والأصدقاء فيما بينهم.
5- في مواطن ضعف الدعوة والشدة على المدعوين؛ ليحرك الداعية مشاعر المعادين، ويستميل قلوبهم لدعوته، فيستجيبوا له، أو يخفف من شدتهم وبطشهم.
2. المنهج العقلي:
يعتمد على الأساليب الدعوية التي تدعو للتفكر والتدبر والاعتبار، ويتميز بـ:
1- اعتماده على الاستنتاجات العقلية والقواعد المنطقية والفطرية.
2- عمق تأثيره في المدعوين، ورسوخ الفكرة التي يوصل إليها عن طريقه؛ إذ ليس من السهل تغيير القناعة والأفكار.
3- إفحام الخصم المعاند.
من أبرز أساليبه:
1- المحاكمات العقلية والقياس بجميع أشكاله:
• كقوله تعالى: ﴿ أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 13].
• وقوله صلى الله عليه وسلم في الأمر بحفظ العورة، حينما قال الصحابي رضي الله عنه: يا رسول الله، فإن كان أحدنا خاليًا؟ قال: ((فالله أحق أن يستحيا منه من الناس))[4].
• وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم للشاب الذي يستأذن في الزنا: ((أتحبُّه لأمك؟))، قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأمهاتهم...))[5].
• وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((وفي بُضْعِ أحدِكم صدقة))، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجرٌ؟! قال: ((أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه فيه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر))[6].
• وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا نسي فأكل وشرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه))[7].
2- الجدل والمناظرة والحوار: فالمجادلة بالحسنى من الأساليب الدعوية التي أمرَنا بها الله، فقال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]، وقال: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [العنكبوت: 46].
3- ضرْب الأمثال بأنواعها، صريحة كانت أو كامنة، يقول تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21].
ومن الأمثلة: قوله تعالى: ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾ [البقرة: 17].
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المدَّهنِ في حدود الله، والواقع فيها، مثل قوم استهموا سفينة...))[8].
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن فارق الجماعة شبرًا، فقد خلع رِبقة الإسلام من عنقه))[9].
4- القصص التي يغلب عليها الجانب الفكري وتساق من أجل الاعتبار بها:
يقول تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [يوسف: 111].
وقال تعالى: ﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 176].
من مواطن استخدامه:
1- عند إنكار المدعوين للأمور الظاهرة، والبدهيات العقلية:
قال تعالى: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾ [الطور: 35].
وقال: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ [الأنبياء: 22].
2- مع المعتدِّين بعقولهم وأفكارهم من المدعوين؛ لأنهم أسرع من يتأثر بالمنهج العقلي السليم.
3- مع المنصِفين من الناس، البعيدين عن التعصب لآرائهم، والمتجردين من الأغراض الخاصة.
4- مع المتأثِّرين بالشبهات، والمخدوعين بالباطل، وغيرهم.
وأخيرًا المنهج الحسي:
وهو يعتمد على المشاهَدات والتجارِب؛ ولذلك يطلق عليه مصطلح (المنهج العلمي)، ويتميز بـ:
1- سرعة تأثيره؛ لاعتماده على المحسوسات.
2- عمق تأثيره في النفوس البشرية؛ لمعاينتها الشيء المحسوس.
3- سَعة دائرته؛ لاشتراك الناس جميعًا في أنواع الحس أو بعضها.
4- يحتاج في استخدامه في كثير من المواطن إلى خبرة واختصاص، ولا سيما إذا كانت الدعوة لطبقة العلماء المتخصصين في العلوم التطبيقية.
من أبرز أساليبه:
1- لفت الحس إلى التعرف على المحسوسات، للوصول عن طريقها إلى القناعات:
كقوله تعالى: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾ [الذاريات: 20 - 23].
وقوله تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53].
2- أسلوب التعليم التطبيقي: كما فعل صلى الله عليه وسلم في دعوته لتعلم الصلاة والحج، فقال: ((صلوا كما رأيتموني أصلي))[10]، وقال: ((خُذوا عني مناسككم))[11].
3- القدوة العملية في تعليم الأخلاق والسلوك: كما جعل اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم قدوة عملية للمؤمنين، فقال: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
وكذلك قال لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].
4- تغيير المنكر باليد وإزالته أمام صاحب المنكر، وهذا من أقوى درجات الإنكار، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده...))[12].
كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بالأصنام المحيطة بالكعبة لما فتح مكة، حيث طعنها بعود في يده، فتساقطت على وجهها، وبعث سراياه إلى الأوثان (اللات، والعزى، ومَناة) فكُسرت.
5- تأييد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام بالمعجزات الحسية والخوارق، كما حدث مع كثير من الأنبياء السابقين، ومع رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن مواطن استخدامه:
1- تعليم الأمور التطبيقية العملية والدعوة إليها، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في تعليم الوضوء والصلاة والحج.
2- يستخدم في دعوة العلماء والمتخصصين في العلوم التطبيقية التجريبية، ويعين على ذلك الاستدلال بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ومراعاة عدم التوسع في استخدام النصوص الشرعية لتأييد النظريات العلمية والفرضيات، ويكتفى بالاستشهاد بها على الحقائق العلمية الثابتة، وبأسلوب مناسب.
3- يستخدم في دعوة الجاهلين للسنن الكونية، والمنكرين للبدهيات العقلية.
مخرج:
قال ابن تيمية: "والله - سبحانه وتعالى - قد أمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأمر بالشيء مسبوق بمعرفته، فمن لا يعلم المعروف لا يمكنه الأمرُ به، والنهي عن المنكر مسبوق بمعرفته، فمن لم يعلمه لا يمكنه النهيُ عنه"[13].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بلِّغوا عني ولو آية))[14]-------------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس