عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-2014, 08:16 PM   #8491
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الإيمان شجــــــــــرة ...
أخصب مثل للإيمان ـ لمن أراد الفقه في الدين ـ هو مثل الشجرة.
لكل شجرة جذر يختفي في الأرض لا يراه الناس ولكنهم يؤمنون بوجوده ويحكمون على الشجرة جودة أو رداءة بما يجدونه فيها من جذوع وأغصان وأوراق وثمار وظلال معتبرين أن حياة الشجرة فوق الأرض إنما مردها إلى حياة جذرها المختفي فيها دون أن يحتاج واحد منهم إلى فحص ذلك الجذر بيده أو ببصره فإذا ألفوا رداءة في ثمر الشجرة أو ورقها فإنهم لا يترددون في نسبة ذلك إلى الجذر.
( ما إختفى في الشجرة هو أصل حياتها وموتها وما ظهر منها هو ثمرة لتلك الحياة أو ذلك الموت ).
ذلك هو مثل الإيمان. فهو جذر في القلوب لا يرى ولكن ترى آثاره وهي الدالة على حياته أو موته. لا يحتاج الناس إلى إجراء عمليات جراحية للكشف عن مناسيب الإيمان في القلوب ولكن يكفيهم الأثر في اللسان واليد ليعلموا ذلك بما يكفيهم في هذه الحياة أما العلم الحقيقي المطلق فهو عند ربك سبحانه لا يظهره قبل يوم القيامة
كلمات بينات في الإيمـــــــــــــان ...
الكلمة الأولى : الإيمان درجات وهذا هو الإيمان الحق
قال تعالى : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ".
وقال سبحانه : " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ".
وقال في موضع ثالث : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ".
وقال في موضع رابع أخير : " إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ".
ثمرات الإيمان الحق هي :
سماهم مرة بأنهم " المؤمنون حقا " ومرة بأنهم " الصادقون ". فهو الإيمان الحق الصادق.
أ ــ الإيمان بالرسول إيذانا بإتباعه وبتحكيمه وإستئذانه سيما في مثل طوارئ الخندق.
ب ــ وجل القلوب وإزدياد وتجدد مناسيب الإيمان فيها بذكر الله وذكر آياته.
ج ــ التوكل.
د ــ نبذ الإرتياب والإحتفاظ بإيمان حق صادق قوي يقهر الشدائد ولا تقهره الشدائد.
ه ــ السجود والتسبيح والدعاء خوفا وطمعا وإيثار راحة الروح على راحة البدن في توازن.
و ــ الصلاة.
ز ــ الإنفاق ( سماه مرتين إنفاقا وسماه مرة أخرى جهادا بالمال ).
ح ــ الجهاد بالنفس.
ط ــ نبذ الإستكبار عن الله سبحانه بنبذ الخضوع له وعن الناس بإلتزام خلق التواضع وخفض الجناح.
الكلمة الثانية : للإيمان حلاوة من وجدها تمرغ في الجنتين ومن حرمها له جنة واحدة.
قال عليه الصلاة والسلام : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار".
أبلغ مثال لحلاوة الإيمان هي :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماء من سقم.

أبلغ مثال لذلك هو الطعام الشهي اللذيذ المسيل للعاب الشبعان بله الجوعان ولكن يأكله المريض فلا يجد فيه حلاوة ولكن لا بد منه لإقام أوده.
من وجد حلاوة الإيمان في هذه الدنيا ـ سيما في ذروات العسر ـ فقد تفتحت له جنة الدنيا فهو يتمرغ فيها والناس من حوله يتألمون لألمه لا يعرفون أنه يجد في ألمه نعيما.
الكلمة الثالثة : أشقى المؤمنين من لم يكسب في إيمانه خيرا ..
قال تعالى : " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ".
آية ظهور الشمس من مغربها ( الصحيحان ). النفس الأولى التي لا ينفعها شيء يومها هي النفس التي آمنت عند ظهور تلك العلامة. النفس الأخرى هي التي آمنت قبل ذلك ولكن لم ينفعها إيمانها بسبب إنفصاله عن الطاعة والإتباع أو بسبب شبهات أثخنته.
أي : إستوى يومها الكافر مع المؤمن الذي بذر جذرا فلم ينبت جذعا ولا غصنا ولا ورقا.
الكلمة الرابعة : الإيمان عمل وهو عمل مفهوم معقول له حكمة وأثر
لما سئل عليه الصلاة والسلام عن أفضل العمل
قال: (( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل:ثم ماذا؟ قال: حج مبرور)).
ولما سئل مرة أخرى في موضع آخر قال : " الصلاة لوقتها إلخ ..".
الإيمان إذن عمل وهو ليس كذلك في الحقيقة ولكن أنزل منزل أثره والحكمة منه فهو أمر يبعث على العمل. كما ينتج الجذر الحي ثمرة حية.
الإيمان إذن عمل مفهوم معقول له حكمة وأثر .. بين هذ الحديث لبه وهو أن المؤمن الموحد لربه سبحانه توحيدا لا شرك فيه فهو عبده خلقا وهو عبده أمرا ( ألا له الخلق والأمر) وهو يعمل في " دار " سيده الحق في هذه الدنيا و يعمل ويؤدي ثمرة عمله وسعيه إلى ربه الحق سبحانه.
ذلك هو مقصد الإيمان وتلك هي علته وحكمته وذاك هو أثره المطلوب ..
الكلمة الخامسة : الإيمان زوجان لا يفترقان أو حبان خليلان ..
قال عليه الصلاة والسلام : " الصبر نصف الإيمان " وقال كذلك : " الطهور شطر الإيمان".
مما يؤيد ذلك أن القرآن الكريم فصل في موضع واحد الإيمان عن العمل الصالح وعوضه بالصبر فقال : " إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات ".
الصبر نصف الإيمان لأنه يجمل الباطن ويزين القلب ويصحح النية ثم يجيئ النصف الثاني ( الطهور ) ليجمل الظاهر ويزين القالب ويصحح البدن.
المؤمن تاجـــــــــــــــــــــــــــر ...
لم يذكر القرآن الكريم التجارة بالمعنى المجازي إلا في موضعين هما
" إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور " و
" يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم : تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ".
مادة التجارة الرابحة مع الله سبحانه :
أ ــ تلاوة القرآن الكريم ( التلاوة مقصودة لذاتها زكاة ولأجل غيرها تدبرا وفقها ).
ب ــ إقام الصلاة.
ج ــ الإنفاق في كل الأحوال بحسب ما تقتضيه مصلحة المنفق عليه.
د ــ الإيمان بالله ورسوله. ( الإيمان بالرسول معناه : إتباعه بعد الإيمان به ).
ه ــ الجهاد في سبيل الله بالمال وبالنفس
هل إلتقطت الدرس؟
الإنفاق في سبيل الله سبحانه يقع عليه التركيز في الموضعين : موضع المؤمنين حقا كما مر بنا قبل قليل وموضع التجارة مع الله سبحانه. هناك ذكر 3 مرات واحدة منها بصيغة الجهاد بالمال وهنا ذكر مرتين واحدة منها بالصيغة ذاتها.
التجارة مع الله سبحانه عمادها نفع الناس في هذه الدنيا ماديا ومعنويا.
أركان التجارة في الدنيا هي أركان التجارة في الدنيا إبتغاء الآخرة.
الركن الأول : رأس المال . يحتاج التاجر في الدنيا يبتغي الآخرة إلى رأس مال بمثل ما يحتاج التاجر في الدنيا يبتغي الدنيا.
مصادر رأس مال تاجر الآخرة :
أ ــمعرفة الله سبحانه.
قال سبحانه : " إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده "
وقال سبحانه : " ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله " وقال سبحانه على لسان لقمان : " يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله "
وقال سبحانه في موضع آخر : " و يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ". إلخ ..
من أراد الفلاح في تجارته مع ربه سبحانه لا بد له أن يتعرف على مقام ربه سبحانه وكذلك في الدنيا لا يعقد التاجر عقدا مع طرف آخر إلا بعد أن يطمئن على ربحه. الله الذي " إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " يعرف بنفسه ليطمئن المؤمن على مصير تجارته معه فهو يتاجر مع من يطوي السماء كطي السجل للكتب ومن كل شيء هالك إلا وجهه .. من يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ومن يقلب الليل والنهار ..
ب ــ النظر في الكون. قال تعالى : " إن في خلق السماوات والأرض وإختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ".
كما أقسم سبحانه بكل مظاهر الكون والزمن وبث آياتها في كتابه بغرض التفكر من مثل الفجر والصبح والشمس والضحى والعصر والشفق والليل والقمر والنجم وبتضاريس الأرض من جبال شم وبالأنعام من إبل إلخ .. فالكون بخلقه المادي والإنساني والحيواني والزمني .. مادة يستقطع منها الإنسان رأس ماله.
ج ــ النظر في التاريخ. أي في القصة والمثل بالتعبير القرآني. عقب على قصة يوسف عليه السلام بقوله " لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب " وقال في أولها " نحن نقص عليك أحسن القصص". وأورد زهاء أربعين قصة .. من محور القصة والمثل في القرآن الكريم ينحت الإنسان له رأس مال يضارب به ويستمثر فيه.
د ــ البرهان العقلي الباهر القاهر. قال تعالى : " أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة " وقال سبحانه في موضع آخر : " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " كما دعا إلى التعقل والتدبر والمقارنة وإتباع البرهان أبدا والكفر بالدجل فقال سبحانه " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا".وقال عن الإمثال : " وما يعقلها إلا العالمون". وقال معلقا الإيمان على العلم :" إنما يخشى الله من عباده العلماء " ..
الركن الثاني : حقول الإستثمـــــــــــــــــــــار ..
حقول الإستمثار لرأس المال لا تحصى ولا تعد لأنها تتجدد ولكن :
أ ــ لها أصول قارة ثابتة منها إنبناء النفس على الحق. قال عليه الصلاة والسلام : " أوثق عرى الإيمان : الحب في الله والبغض في الله ". ومنها حديث عكاشة الطويل عن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة دون حساب ولا عذاب " الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ". ومنها تزكية النفس بالعبادة المفروضة " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر". ومنها ما يتعلق بالجماعة وبالناس " وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وقوله " إنما المؤمنون إخوة " والجهاد بالقرآن الكريم لتحصيل مكرمات الأمة الواحدة الخيرية من مثل العلم والشورى والقوة والميزان والشهادة على الناس والتواصي بالحق وبالصبر وبالمرحمة وإقامة الإمامة العادلة أداء للأمانة وتوفير الأمن للناس إلا المحارب "المؤمن من أمنه الناس " إلخ ..
ب ــ لها فروع لا تحصى لأنها تتجدد مع تجدد الإبتلاءات والأيام. وقد شملها قوله سبحانه " وإفعلوا الخير " وقوله "وتعاونوا على البر والتقوى " أدناها إماطة الأذى عن الطريق وهي بضع وستون شعبة أو أزيد من ذلك ...
الركن الثالث : تجارة توفر الأمن للمستقبــــــــــــــــــــــل ..
بمثل ما يؤمن التاجر في الدنيا لنفسه ولذريته تقاعدا معيشيا هنيئا مريحا بعد عجزه وبعد موته .. يفعل التاجر مع الله سبحانه ولقد حدد النبي الأكرم ذلك عليه الصلاة والسلام في ثلاثة حقول إستثمارية مستقبلية عظمى من بناها في محياه ظلت تدر عليه الحسنات بعد عجزه وموته كذلك.
قال عليه الصلاة والسلام : " إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية وعلم بثه في صدور الرجال وولد صالح يدعو له ".
الصدقة الجارية هي الوقف ( الحبس ) ولو كانت على كلب كما فعل المسلمون في التاريخ الماضي حبسوا أوقافا على الكلاب السائبة كما تكون بالإشتراك بينهم " من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطا بنى الله له قصرا في الجنة " مفحص القطا لا يتسع لقدم واحدة لمصل واحد ولكن يشيد كل مسلم مفحص قطا ليتسع لآلاف من المصلين.
مشاريع الإستثمار الدائم الذي لا ينقطع ريعه إذن بعد العجز وبعد الموت هي :
أ ــ تقوية المجتمع الأهلي ليقوم على شأنه المادي بنفسه وينشئ مشاريع الخير بنفسه.
ب ــ إشاعة العلم وما يستتبعه من فقه وبرهان وبحث وتقدم ورخاء وتطور مدني وعسكري.
ج ــ الأسرة الصالحة وعمادها المرأة التي تلد الولد من أمشاجها وتغذيه بخلقها.
أليست تلك هي دعائم التقدم والإزدهار والرقي في كل مجتمع؟
الركن الرابع : الإيمان رأس مال يتجدد فيزهر .. أو يبلى فيفلس
بمثل ما يتعرض تاجر الدنيا للإفلاس ثم للسجن والعقوبة يفعل بتاجر الآخرة إذا أفلست قيمه الدينية ومثله الروحية وأبهر دليل على ذلك حديث المفلس المعروف " الذي يأتي ربه يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج .. يأتي وقد ضرب هذا ولطم ذاك وأكل مال هذا وظلم ذاك ..".
إفلاس التجارة مع الله سبحانه يكون بالإفلاس القيمي خلقا مع الناس وظلما لهم فليس المفلس من ظلم نفسه في تجارته مع الله سبحانه في صلاته وعبادته لأن ذلك مغفور ولكن المفلس من ظلم الناس في أعراضهم وأنفسهم وأموالهم ..
وهو رأس مال قد يتعرض للنقض جملة وتفصيلا ولا يكون ذلك إلا بالشرك الأكبر ولكن تنقض منه كل كبيرة وصغيرة بقدرها عزما في القلب وقوة في الجارحة وقرائن أخرى .. فالشرك الأكبر ناقض والذنوب نواقص ( بالصاد لا بالضاد ).
وهو إيمان يتعرض للتجديد كذلك. تجدده الطاعة ويجدده الإخلاص وتجدده الجماعة إلى غير ذلك من مجددات رأس مال الإيمان.
وأخيــــــــــــــــــــــــــــــــــرا ...
فإن الناس في تجارة الدنيا متفاوتون مختلفون وكذلك تجار الآخرة " فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ". وبذا تكون منازلهم في الجنة تبعا لمنزلة تجارتهم في الدنيا مضافا إليها نياتهم " أصحاب الميمنة " و " السابقون ".
وكذلك تختلف مقامات بعضهم عن بعض في تجارة الدنيا خوفا وأمنا وقوة وضعفا فهذا مؤمن آل فرعون وتلك إمرأة فرعون .. في يم مضارب الظلم الأكبر ولكنهم سادة تجار الآخرة لا يسبقهم صلاح الدين الذي أوتي من القوة ما جعله يصد الغزاة بقوة الحديد .. معنى ذلك هو أن الزمان لا يحدد الأجر ولكن يتحدد الأجر بالعمل أبدا وقبل ذلك بالإخلاص.
وهذا شاب يهودي يرعى غنما لأهل خيبر أسلم ضحى ودخل الجنة بإستشهاده ظهرا ولم يصل ولم يصم وذاك مؤمن من الأصحاب رضع من الحلمة التي رضع منها ذو النورين وأبو السبطين فأرتد في آخر لحظة فذهب إيمانه وعمله سدى وهباء منثورا .. معنى ذلك أنه ليس للكم دور كبير ولكن العبرة بالخواتيم ..
إيمانك إذن هو رأس مالك في حياتك وحياتك هي الفرصة الوحيدة الصغيرة القصيرة متاحة لك لتضمن سعادة لا شقاء فيها ولا بعدها أبدا أو شقاء لا سعادة فيه ولا بعده أبدا ..
إيمانك .. رأس مالك .. إسأل عنه نفسك في الغداة والعشي وقل : هل أنا مؤمن؟ أين الدليل على إيماني؟
فإن قالت لك نفسك : تؤمن بالله و... أو تصلي و..
فقل لها : كذبت. لو كانت تلك أمارات إيمان لما أقر الفاروق على أمارات الحديث موضوع هذه الموعظة.
إيمانك .. رأس مالك .. يقف في سبيله اليوم ما لم يقف في سبيله بالأمس فجدد أسلحة المقاومة إذ لم يفهم مسلم واحد أن رباط الخيل مقصودة لذاتها ولكن حيزت القوة المعاصرة في كل عصر.
إيمانك .. رأس مالك .. مخه هو : إياك نعبد وإياك نستعين. فإن ضمنت لربك عبادة قلبية لا شرك فيها .. وإستعانة به وحده لا شريك له بلسانك وجارحتك في كل شأن من شؤون حياتك وفي كل حال من أحوال حياتك .. ضمن لك الجنة فلا تفرق بين العبادة والإستعانة.
إيمانك .. رأس مالك ومكتوب عليك أن تكون تاجرا فأعرف من أين تأتي برأس مالك وأين تستثمره وكيف تجدده وتتجنب الإفلاس والإنقاض والإنقاص وكيف تبني لك تقاعدا هنيئا مريحا دائما بعد الممات.
--------------------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس