حسب القوافي وحسبي حين ألقيها
أني إلى ساحة الفاروق أهديها
رأيت فـي الدين آراء موفقــــــــــة
وكنت أول من قــرت بصحبتـــــــه
عين الحنيفة واجتازت أمانيها
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها
بنعمة الله حصناً من أعاديها
-
خرجت تبغي أذاها في محمدها
-
فلم تكد تسمع الآيات بالغة
حتى انكفأت تناوي من يناويها
-
وقلت فيها مقالاً لا يطاوله
قول المحب الذي قد بات يطريها
-
ويوم أسلمت عز الحق وارتفعت
عن كاهل الدين أثقالاً يعانيها
-
وصاح فيها بلال صيحة خشعت
لها القلوب ولبت أمر باريها
--
فأنت في زمن المختار منجدها
وأنت في زمن الصديق منجيها
--
كم خفت في الله مضعوفا دعاك به
--
وفي حديث فتى غسان موعظة
--
فما القوي قوي رغم عزته
عند الخصومة والفاروق قاضيها
--
وما الضعيف ضعيف بعد حجته
--
وراع صاحب كسرى ان رأى عمرا
بين الرعية عطلا وهو راعيها
--
وعهده بملوك الفرس أن لها
سورا من الجند والأحراس يحميها
--
رأه مستغرقاً في نومه فرأى
فيه الجلالة في أسمى معانيها
--
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا
ببردة كاد طول العهد يبليها
--
فهان في عينه ما كان يكبره
من الأكاسر والدنيا بأيديها
--
وقال قولة حق أصبحت مثلاً
وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها
--
أمنت لما أقمت العدل بينهم
فنمت نوم قرير العين هانيها
--
في الجاهلية والاسلام هيبته
تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
--
في طي شدته أسرار مرحمة
تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
--
وبين جنبيه في أوفى صرامته
--
أغنت عن الصارم المصقول درته
فكم أخافت غوي النفس عاتيها
------------------
حافظ ابراهيم