رد: دفتر التقييدات
الصدع بالحق أمام الناس
كان أحد قضاة إشبيلية شديد الغلظة، مرهوب الجانب، وكان إذا وصل قام إليه الشهود والطلبة بأجمعهم؛ إجلالاً أو تصنّعاً أو مداراة لغلظته، إلا أبا محمد بن جمهور ( ت 592 هـ )، فلم يكن يقوم لقيامهم، ولا يتحرّك بحركتهم، فقال له القاضي بصورة الإغلاظ والإنكار : ولِمَ لا تقوم لي مع صنفك عند قيامهم لي !
فقال أبو محمد بن جمهور : لمّا علمتُ منكَ أنك تحب ذلك وتريده، كرهته منك، وكرهتك لأجله، فإنا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : " من أحب أن يتمثّل له الناس قياماً فليتبوَّأ مقعده من النار " . فواللهِ لولا الضرورة التي لزمت من تعلّق حقوق المسلمين بشهادتي عندك ما جئتكَ ولا رأيتك !
فكان لهذا القول موقع في النفوس، تناقلته الألسنة وتداولته الأزمنة .
" صِلة الصِّلة " لابن الزبير الغرناطي ( ت 708 هـ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|