الجزء الثاني : الحقوق الاجتماعية
هي ضريبة الاجتماع بالإنسان الآخر والتي تمثل مصاريف الشركة إثر ممارسة عملها في المجتمع لتجني بعد ذلك الجنة الموعودة لعمران العلائق الإنسانية من خلال فريق العمل.
حق الوالدين – ادفع مصاريفك لوالديك
أكبر مديونية يدفعها الإنسان تجاه أهم مخلوقين بعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ليتمرس ذلك البار على الانضباطية في سلوكياته منذ نعومة أظافره، متخرجا من المحضن الأول، عالما كيف يعمل أبويه برقي حضاري ليكون سفيرا مشرفا لهما في عالمه الخارجي، وليجني أفضل الربحيات المغرية العاجلة والآجلة.
حق الأرحام والجار والمعلم:
حقوق اجتماعية تلي حق الوالدين يدفع صاحبها مديونيته حسب أولوية الحق، فمن أعطى أرحامه حقوقهم بوصلهم، وصله الله تعالى من عنده، وحمى ظهره من ضربة الغريب الموجعة، وظفربسلامة القلوب اللازمة للحياة السعيدة المنتجة. ومن أعطى جاره حقه فقد حصل على الأمان الاجتماعي الضروري للحياة الإنساني الناجحة، ودرب نفسه على الاجتماع بمن حوله من البشر على اختلاف أجناسهم وطبائعهم، ومن أعطى المعلم حقه وتعلم وتدرب على كيفية التأدب معه انتفع بعلمه بإذن الله تعالى متمتعا بعلاقة راقية تنساب من خلالها المعلومات القيمة من المعلم إلى المتعلم ليعمرا الكون معا بالعلم والعمل بعون من الله تعالى.
حق الصاحب والكبير:
يحتاج الإنسان إلى معرفة ماهية درجات الأخوة الإنسانية ليعرف كيفية تسديد الحقوق كل حسب درجته، ساعيا بهذه المعرفة إلى الحصول على القدرة العملية للانضمام إلى فريق العمل أيا كان موقعه، وأداء دوره المتقن في ذلك الفريق باغيا الإنتاج والإعمار في بيئة نموذجية تتكامل فيها الأدوار والأفكار، كما لا بد للإنسان من معرفة حق الكبير وتسديد فواتير الأقدمية في الحياة وما تحتويه من خبرة حياتية تقدم مجانا للقادم الجديد إلى عالم الدنيا.
الجزء الثالث : الآداب الاجتماعية
هي اللياقة الحضارية للعامل في إطارهذا الدين والتي تمثل الصياغة الجمالية للعلاقات المظهرية بين الإنسان وأخيه الإنسان. ولجمال العلاقة ولباقتها هناك آداب، وهذه الآداب هي آداب الطعام والشراب، آداب الضيافة والسلام، آداب الاستئذان والمجلس والحديث، وآداب المزاح، وعيادة المريض
الجزء الرابع : الأساليب والوسائل التربوية
نحن نعلم أن الاختلاف بين البشر شيء لا بد منه لأسباب كثيرة، وفي هذا الدين نتعلم تقنية غزو العقول والسياحة الفكرية مبتعدين عن الجدال والمراء، مستخدمين أساليب ووسائل تربوية مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي لا تعرف الخلل ولا الزلل، حتى تكون هذه العقول منسجمة متعاونة تستفيد من القدرات المختلفة حسب القانون النبوي "كل ميسر لما خلق له".
ونتعلم من هذا القسم من المنهج بأننا لا نملك عقول الآخرين ولكن نملك فقط الطرق على باب العقول بلياقة حضارية تناسب صاحب الدار مبتعدين عن ألم المطرقة في الطرق.
الأساليب التربوية في القرآن والسنة
يملك الإنسان كمية من المعلومات ويحتاج إلى إيصالها إلى الإنسان الآخر حتى يتسنى له إعداد علاقة مفيدة معه تسعده في حياته وتحثه على الإنتاج والعمل،
ولكن كثيرا ما تتعرقل المعلومات أثناء مسارها في الوصول لقصور في تقنية قيادة المعلومة عبر المسالك العقلية بين المتواصلين، ولذا كان لزاما على الإنسان أن يتعلم ثم يتدرب على كيفية إيصال المعلومة وذلك بتعلم أساليب التواصل الفعال من الكتاب والسنة التي لا تعرف التجربة ولا الخطأ...... بسلامة الحديث وقوة الكلمة ونوعيتها تشكل جزءاَ مصيرياَ في حياة الإنسان علينا أن نؤديه بإتقان.
أسلوب الذات وسياسة الباب المفتوح
العقل منزل الأفكار المغلق، لا يملك إذن الدخول إليه إلا صاحبه – بعد الله تعالى – ومن الفطنة معرفة فن طرق الباب، وفن الاستئذان للدخول في زيارة قصيرة إلى تلك العقول المحبوبة إلى قلوبنا، مستهدفين الإصلاح والمساعدة والتغيير للأنفع، مدركين أن للمنزل الفكري بابا مفتوحا دائما خاصا به اسمه أسلوب الذات يقصّر علينا المسافات والأزمان والهوة في إقناع الآخرين.
حاورنييقتطع الكلام نسبة كبيرة من لحظاتنا العمرية فوق الأرض، والمتحضر اللبيب هو من اختار أن يكون كلامه حوارا مع الناس وتجنب أن يكون كلامه جدالا أو شجارا. والحوار الصحي مطلب قرآني نبوي، ومن الكياسة أن نتعلم فن الحوار قبل قيادة اللسان وتوجيهه لغرف الكلمات من القاموس الكلمي لصاحبه. وهنا سنتعلم بعض تقنيات فن الحوار استهدافا لإتقان صناعة العلاقة الإنسانية المنتجة.
الاعتراف بالخطأ خلق الإنسان بطبيعته المجبولة على الخطأ لحكمة ربانية عظيمة. فإما لإضافة خبرة جديدة، أو لمحدودية علم الإنسان
أو لحاجته لأخيه الإنسان في النصيحة. ومن الحكمة إدراك الخطأ والاعتراف به حتى لا يضيّع المخطئ زمنه الأرضي بالمماطلة بل الإسراع بمعالجة الخطأ وإكمال الطريق وتوفير الجهود وحمايتها من الهدر والبعثرة في الدفاع عن النفس الأمارة بالسوء والتي تعشق التمسك برأيها الغبي الضار. وفي هذا الإصدار سنتعلم أهمية استخدام المقولة الحكيمة (أنا آسف).
الموعظة لغة القلوب
الهدف الأكبر واضح وهو رضا الله عز وجل والفوز بالجنة. والوسيلة للوصول إلى ذلك الهدف واضحة أيضا،
ألا وهي السير على الصراط المستقيم. ومع ذلك يحتاج الإنسان إلى التواصي مع أخيه الإنسان لإصلاح العطب أثناء المسار.
إن الموعظة لغة القلوب وهي إحدى الوسائل التربوية لنقل المعلومة بين العقول لإصلاح الخلل الواقعي للعامل أثناء المسار
فالموعظة وسيلة رائعة لإصلاح تفكير الإنسان، ومن ثم قراراته وسلوكياته في الحياة.
وتستمد الموعظة قوتها من الكتاب والسنة كوسيلة لنقل المعلومات، كما أخذت الموعظة حيزا فعالا في التاريخ يمكن أن يكون لنا رصيد خبرة في الأداء نتعلم منه كيفية إحداث التغيير الإدراكي في العقول دون استخدام ألم المطرقة.
لذا، سنتعلم تقنية الوعظ التي لا غنى عنها قبل أن نبدأ عملية الوعظ.
النصحية لغة العقول
يعيش الإنسان في خضم من التناقضات الحياتية سواء كان ذلك في ذاته، أو في ظروفه الواقعية، يرى التغيير بأم عينه من حال إلى حال مدركا أن دوام الحال من المحال، فيسعى جاهدا لإزالة الضباب عن الحقائق يساعده في ذلك هدفه الجلي -رضا الله تعالى والفوز بالجنة - ليستثمر كل لحظة من حياته وجهده باستخدام الوسائل والخبرات التي تحقق ذلك الهدف المصيري في حياته، والكيس من أدرك أن تحقيق هدفه لا يكون إلا بالتواصي مع أخيه الإنسان لتتكامل الأفكار وتتكامل الطاقات في فريق منسجم متآزر متآخ يشد بعضه بعضا على الصراط المستقيم إلى الهدف المنشود، وأصل التقدم في الذات والمسار هو استقبال المعلومة الصحيحة والتي أحد قوالبها العقلية "وسيلة النصيحة". نعم النصيحة وسيلة رائعة لإيصال المعلومة النافعة وإزالة الزيغ والضباب عن الحقائق والخبرات المفيدة.. بل هي مسار عقلي يجبر النقص البشري على مستوى الفرد..
ولكنه مسار يحتاج إلى تقنية في الإيصال. سنتعلم هنا ماهية النصح وكيفية إيصاله إلى من نحب بأسلوب عقلي يناسب رقي الدين الحق مؤمنين بأن جماع الدين كله في النصيحة كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم -
القصـــــة
عقل الإنسان الآخر قلعة منيعة يحاول المحاور اقتحامها للسيطرة على مقاليد القرار بغية إحداث تغير إدراكي معين في مملكة عقلية لا يملكها. فإما أن يعرف مفاتيحها فيدخلها بهدوء وفاعلية، وإما أن يحطم أسوارها فارضا آراءه على الآخرين بالقوة والعنف الفكري المرفوض. ومن المفاتيح السحرية للاتصال الفكري "وسيلة القصة" التي تنساب إلى العقول بسلاسة منقطعة النظير، تفرض ما تريد دون أن تزعج المريد، يحبها الجميع، ويقبلها الصغير والكبير.
قصة موسى عليه السلام
قصة موسى عليه السلام ذات مراحل عمرية مختلفة. تبدأ من ولادته إلى أن نجح في دعوته كنبي ورسول عليه السلام، وهذه المراحل العمرية المختلفة لموسى عليه السلام حيث كان كتاب -الله عز وجل- ينقلنا من مسرح الأحداث في مكان معين إلى آخر مع قوم آخرين..
وذلك كله كي نأخذ العبر والاستفادات في حياتنا بمشيئة الله تعالى. ومن هذا المنطلق الفكري لأهمية القصص القرآني خاصة، والقصة بشكل عام، علينا الاهتمام باستخدام ملكة الوسائل الاتصالية
(القصة) بأنواعها في صناعة شبابنا واستثمار فن المتعة الخاص
بها في توجيه العقول والقلوب والسلوك إلى ما يرضي الرب
جل وعلا.
قصة يوسف عليه السلام
القصة وسيلة تربوية تسحر القلوب قبل العقول، وهي سلاح ذو حدين يغير الإدراكات والمفاهيم برقي اتصالي واحترام لذاتية المقصوص عليه، فإن كان في الخير، وجّه البشرية وطاقاتها لمساحة الإنتاج والنجاح ثم السعادة.
وإن كان في الشر وجّه اللحظة العمرية الإنسانية للسقوط
في مستنقع الفشل والتعاسة.
والناظر إلى عصرنا يجد أن القصة هي الوسيلة الأولى في الإيصال الفكري لجميع الأعمار ولجميع المستويات والنبيه يدرك أن القصص النموذجي الكامل هو القصص القرآني الذي يحتوي على المعلومة الكاملة النافعة المواظبة لطريقة الاتصال السحرية التي تغزو العقول دون استئذان.
من هذا المنطلق الفكري لأهمية القصة القرآنية تناولنا قصة يوسف عليه السلام، مؤمنين أن حياة يوسف عليه السلام نموذج حياة نتعلم منه الكثير كل حسب ما قدر الله تعالى له الاستفادة من هذا النبع الذي لا ينضب.
--------------
للفايدة