عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2015, 09:14 PM   #8883
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ٱعْتَصِمُوا بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّ‌قُوا
لا يكتفي الإسلام أن تكون صالحًا بمفردك، بل يجب أن تكون أيضاً مصلحًا لغيرك، وهذه قضية يغفل عنها كثيرٌ من أهل الإسلام، فإنّ إصلاحك لنفسك وإصلاحك لغيرك من قواعد الإيمان . قال سبحانه في وصف المؤمنين: " وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ،يَأْمُرُ‌ونَ بِٱلْمَعْرُ‌وفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ‌وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَ‌سُولَهُۥٓ ،أُولَـٰئِكَ سَيَرْ‌حَمُهُمُ ٱللَّهُ ،إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿71" (سورة التوبة).
إنّ هذه من أعظم صفات أهل الإيمان: 1) موالاة بعضهم بعضًا. 2) أنّهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .
إنّ قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي تعتبر إصلاحًا منك لغيرك هي أصل من أصول الإسلام. فمن الواجب عليك أن تكون صالحًا بذاتك ومصلحًا لغيرك، وإذا لم تعمل على إصلاح غيرك لم تفهم حقيقة الإسلام. فقد وصف الله المسلمين بصفة ثابتة،
وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويجب أن يكون ذلك وفق الضوابط الشرعيّة.إنّ القرآن يخاطب الأمّة الإيمانيّة خطابًا عامًّا :"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)(ال عمران) .هذا خطاب من الله لعباده المؤمنين، فإن كنت مؤمنًا فإنّ هذا الخطاب يخصّك: " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا"
إن الله يريد منّا أن نتمسّك بدينه وأن نكون حين تمسُّكِنا بدينه مجتمعين، لا يريد منَّا أن يعمل كلٌّ منّا بمفرده. " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا"،
وهذا يدلّ على حرمة التفرّق والخروج عن الاجتماع. إذًا يجب علينا أن نكون على دين الله، وأن نكون مجتمعين على الدين، وأن نعمل مجتمعين لإعلاء دين الله.انظر إلى هذه المعاني السامية التي فقدتها الأمّة اليوم، ما عادت الأمّة تعمل اليوم وفق مراد الله... ما عادت الأمّة اليوم تعمل لإعلاء كلمة الله مجتمعة... بل أصبحنا نرى الأمة في تخبّط وتفرّق وضياع." وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) (المائدة)إنّ الله يخاطب المؤمنين بهذه الآية، ويطالبهم بالتعاون على البرّ والتقوى، وهذه قاعدة من قواعد الإسلام، أن تكون الأمّة متعاضدة، متعاونة ومتكاتفة.يريد الله منّا أن تتآلف قلوبنا حقيقةً لا شعارات،
يريد الله أن تتآلف قلوبنا في الله وعلى الله ومن أجل الله، وليس مجرّد شعارات فارغة كما هو حال الأمّة اليوم. إنّ العمل الجماعيّ دليل على صدق إيمانك. إنّ حرصك على إخوانك المسلمين - ولا أقول على أبناء حزبك - إنّما على كلّ المسلمين، لأنّ المسلم أخو المسلم.
فإن لم تكن جادًّا، وتعمل جادًّا لإنقاذ نفسك وإخوانك المسلمين من عذاب أليم فلن يكون عندك فهم حقيقي لكتاب الله وسنّة رسوله.قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الثابت : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلّها في النار إلاّ واحدة " قالوا: من هي يا رسول الله ؟ قال: "الجماعة " وفي رواية:" ما أنا عليه وأصحابي.".من كلّ هذا نقرّر أنّ الإسلام دين جماعيّ وليس ديناً فرديًّا. التفرّق مصيره الهلاك.
والتوحّد على كلام الله ومراده، وعلى ما يرضي الله، مصيره النجاة.قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: " مثل المؤمنين في توادّهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمّى والسهر" صحيح مسلم .
يعني أنّ المؤمنين يجب أن يكونوا في واقعهم متوادّين ، متعاطفين ومتراحمين، وهذا يجسّد العمل الجماعيّ والوحدة الجماعيّة، والأمّة كيان واحد لا كيانات متعدّدة متناحرة ومتنافرة. " اذا اشتكى منه عضو" يعني اذا اشتكى منه فرد واحد تداعى المجتمع لتداعي هذا الفرد.الإسلام لا يريد منّا أن نكون متفرّقين، لا يريد منّا أن نعمل كلّ على هواه، كلّ على اجتهاده وفكره.
إنّ من أبرز شروط الإسلام أن تتخلّى عن فكرك، أهوائك، وعن ذاتك، وأن تتخلّى عن كلّ ما يبعدك عن الله ، حتّى لو كان هؤلاء أباك وأمّك وإخوانك ، فمن أجل الله، وأن تستسلم لله(" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)" ) (التوبة) .
عمل الإسلام على تحريم كلّ ما من شأنه أن يفرّق بين المسلمين ،فالإسلام أمرنا أن نكون يدًا واحدة، جماعة واحدة في طاعة الله سبحانه، وحرّم علينا أن نتفرّق في دينه، ولذلك عمل على تحريم كلّ ما من شأنه أن يخالف بين قلوب المؤمنين. قال تعالى " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "(46) (الأنفال) .
لقد جعل الله غزوة أحد ، وما أعظمها من غزوة !! جعلها الله عظة وموعظة ونبراسًا للمؤمنين وبيّنها في القرآن، انتصر المؤمنون في بداية الغزوة على الكفّار، ثم تحوّل نصرهم إلى فشل. لماذا ؟ فقط لأنّ عددا قليلا من المسلمين خالفوا أمر أميرهم واستعجلوا النزول قبل أن يأتيهم أمر الرسول صلّى الله عليه وسلّم. نتيجة لهذه المخالفة انهزم الجيش كلّه وكان قائده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فتصوّر يا أخي هذا المعنى : جيش فيه الرسول صلّى الله عليه وسلّم وكبار الصحابة رضي الله عنهم أجمعين يهزم بسبب مخالفة عدد قليل منهم لأمر الرسول وأمر أميرهم، فالخلاف والنزاع فيه الفشل والهزيمة والهلاك.ممّا يجعل القلب يعتصر ألمًا أن نتصوّر واقع أبناء الأمّة لنرى كم منهم شاردين ومعرضين عن طاعة الله والرسول. كم هناك من المسلمين الذين هم حقيقة لا يعلمون ما الإسلام ولا يتّبعون الإسلام، فمن لهؤلاء ؟
إن لم نعمل معًا على إنقاذ أنفسنا وإنقاذ إخواننا فمن يعمل ؟ ان الله سيسألنا يوم القيامة عن تقصيرنا في حقّ أنفسنا وفي حقّ إخواننا العصاة. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ "(6) (التحريم) .لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا يخاف الناس من العمل الجماعيّ ؟ لماذا يخافون التوحيد والوِحدة ؟
لماذا لا يعمل المسلمون على أن يكونوا جسدًا واحدًا ؟ لأنّ كلّ منّا يريد أن يوحّد الأمّة على مزاجه هو، على أصوله هو، على مراده هو... إنّ الأمّة لن تتوحّد على اجتهاد عمرو ولا زيد ، الأمّة لن تتوحّد إلاّ على ما يوحّدها. إنّ البعض يقول: إنّ توحّد الأمّة أمر مستحيل؟!! إنّ هذا لم يفهم كلام الله ولا كلام رسوله بأنّ الإسلام يفرض علينا أن نتوحّد " وَٱعْتَصِمُوا بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّ‌قُوا " ،
كيف يأمر الله الأمّة بما لا تستطيع - حاشا لله - إذا كان الإسلام قد أوجب علينا الاجتماع،معنى ذلك أنّنا قادرون على الاجتماع. الاجتماع لا يكون ما دام التحزّب وفكر الحركات قائمًا في الأمّة، حركات قوميّة، ثقافيّة ، سياسيّة، وحركات دينيّة وحركات وحركات . ماذا نتج عن هذه الحركات ؟؟ والله إنّ الأمّة لتخرج من مصيبة إلى أخرى. لن تحصل لنا الوحدة والعزّة إلاّ بالتوحّد على دين الله بأصليه : الكتاب والسنّة. قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم " إنّي قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا : كتاب الله وسنّة نبيّه " ( صحّحه الألبانيّ صحيح الترغيب والترهيب) .
من أهمّ ما يحتاج إليه المسلمون في هذا الزمان ، الإسلام دين الاجتماع، الإسلام دين التعاون، الإسلام دين التكافل، الإسلام دين الترابط، الإسلام دين المحبّة بين كلّ من ينتمي إلى هذا الدين. لذلك حرّم علينا الإسلام أن نفترق ونختلف فنفشل ونهزم. إنّ من أهمّ عوامل نصرتنا هو الاجتماع على دين الله، وعدم التفرّق والتحزّب ، فلن تتوحّد الأمّة إلا بالتوحد على محكم الكتاب والسنّة، وعدم اتباع ما تشابه منه ، يقول تعالى : " هُوَ ٱلَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ مِنْهُ ءَايَـٰتٌ مُّحْكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَـٰبِ وَأُخَرُ ‌مُتَشَـٰبِهَـٰتٌ ، فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَآءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِۦ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱلرَّ‌ٰ‌سِخُونَ فِى ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَ‌بِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ‌إِلَّآ أُولُوا ٱلْأَلْبَـٰبِ" ﴿ال عمران 7 ﴾ .
--------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس