عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2015, 10:54 AM   #8944
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لقصــــــــــة
عقل الإنسان الآخر قلعة منيعة يحاول المحاور اقتحامها للسيطرة على مقاليد القرار بغية إحداث تغير إدراكي معين في مملكة عقلية لا يملكها. فإما أن يعرف مفاتيحها فيدخلها بهدوء وفاعلية، وإما أن يحطم أسوارها فارضا آراءه على الآخرين بالقوة والعنف الفكري المرفوض.
ومن المفاتيح السحرية للاتصال الفكري "وسيلة القصة" التي تنساب إلى العقول بسلاسة منقطعة النظير، تفرض ما تريد دون أن تزعج المريد، يحبها الجميع، ويقبلها الصغير والكبير.
قصة موسى عليه السلام
قصة موسى عليه السلام ذات مراحل عمرية مختلفة. تبدأ من ولادته إلى أن نجح في دعوته كنبي ورسول عليه السلام، وهذه المراحل العمرية المختلفة لموسى عليه السلام حيث كان كتاب -الله عز وجل- ينقلنا من مسرح الأحداث في مكان معين إلى آخر مع قوم آخرين..وذلك كله كي نأخذ العبر والاستفادات في حياتنا بمشيئة الله تعالى. ومن هذا المنطلق الفكري لأهمية القصص القرآني خاصة، والقصة بشكل عام، علينا الاهتمام باستخدام ملكة الوسائل الاتصالية (القصة) بأنواعها في صناعة شبابنا واستثمار فن المتعة الخاص بها في توجيه العقول والقلوب والسلوك إلى ما يرضي الرب جل وعلا.
قصة يوسف عليه السلام
القصة وسيلة تربوية تسحر القلوب قبل العقول، وهي سلاح ذو حدين يغير الإدراكات والمفاهيم برقي اتصالي واحترام لذاتية المقصوص عليه، فإن كان في الخير، وجّه البشرية وطاقاتها لمساحة الإنتاج والنجاح ثم السعادة. وإن كان في الشر وجّه اللحظة العمرية الإنسانية للسقوط في مستنقع الفشل والتعاسة. والناظر إلى عصرنا يجد أن القصة هي الوسيلة الأولى في الإيصال الفكري لجميع الأعمار ولجميع المستويات والنبيه يدرك أن القصص النموذجي الكامل هو القصص القرآني الذي يحتوي على المعلومة الكاملة النافعة المواظبة لطريقة الاتصال السحرية التي تغزو العقول دون استئذان.
من هذا المنطلق الفكري لأهمية القصة القرآنية تناولنا قصة يوسف عليه السلام، مؤمنين أن حياة يوسف عليه السلام نموذج حياة نتعلم منه الكثير كل حسب ما قدر الله تعالى له الاستفادة من هذا النبع الذي لا ينضب.
الجزء الخامس: مستحقات طالب العلم
لم ينل العلم شرفا في التاريخ ومنزلة أعلى من منزلته في الدين الحق، ولكن لطالب العلم مستحقات علينا أن نوفرها له وهي كثيرة، ومن أهمها تعليمه المنهجية العلمية في التفكير ومن ثم عوائق التفكير. ومن هذه المستحقات: المنهج العلمي، التفكير، الاستعدادات الفطرية لطالب العلم، حفظ المعلومات وأثر التعليم في الصغر، مجاهدة النفس، ترويح النفس والصحة النفسية لطالب العلم.
إرشادات تربوية للمعلم
من أكثر البشر قيمة على الأرض بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والوالدين هو المعلم. هذا الإنسان الذي بيده – بمشيئة الله تعالى – عقول الناس يوجهها حيث يشاء، فإن كان راقيا متحضرا متعلما ذا أخلاق قرآنية استطاع أن يصوغ المستقبل صياغة حضارية تليق بقدراته الرائعة. وإن كان متخلفا جاهلا مستهترا بمهنته مغيب الضمير صاغ المستقبل صياغة تنبثق من قدراته المهترئة. ولذلك كان لزاما على المعلم أن يدرك أهمية ذاته بالنسبة للعالم، وخطورة مسؤوليته أمام الله تعالى وأمام الناس، وإلا فليترك هذه المهنة لمن هو أهل لأرباحها.
وكان لزاما على المجتمع أن يرفع من شأن المعلم ويقدره في أعلى المقدرين في المجتمع. ومن هذا المنطلق الفكري لأهمية المعلم نقدم هذا الكتاب نتكلم فيه عن بعض الإرشادات الخاصة بالمعلم، سائلين المولى أن يجعل معلمنا أفضل معلم، يملك القدرة على صياغة الإنسان المستقيم المنتج الذي يفيد ذاته ويفيد وطنه، ويفيد العالم أيضا.
الجزء السادس: أمراض القلوب
يحرص الإنسان على سلامة بدنه وينفق الكثير من الجهد والعناية للمحافظة على صحته الجسمية ويتفنن بذلك مع أولاده ويحرص كل الحرص على تربيتهم الصحية دون أن يشعر أن الصحة القلبية وسلامة الصدور تشكل أهم أمان دنيوي وأخروي، لذا كان لزاما على العامل أن يهيئ البيئة الصحية لقلبه بخلوه من أمراض القلوب، كالغضب المذموم والحقد والحسد والكبر والعجب وسوء الظن والشح والرياء والغرور وحب الدنيا والهوى، ليكون أقدر على التفكير الصحيح ومن ثم يملك الحنكة في إعداد علاقة سوية مع الإنسان الآخر من خلال فريق الدنيا الإنساني مبتدئا بنفسه ثم بأسرته ثم بدوائره ثم بمجتمعه الصغير ثم الكبير ليعمر الدنيا من منظور صحة وجمال قلبه وعقله ليرى الوجود جميلا راجيا الآخرة الأجمل.
الحقد بين جناحي الغضب والحسد
يحتاج الإنسان أن يتعايش في المجتمع مع أخيه الإنسان، يتواصى معه بالحق ويتواصى معه بالصبر، ولكن كثيرا ما تحدث مشاحنات قلبية تقتل علائقنا الجميلة بل قد تحولها إلى جحيم أسود بسبب احتراق معلومة أثناء انتقالها بين العقول عن طريق غضب مذموم أكل الأخضر واليابس ثم تفاقم ليصبح حقدا يتغذى على أعصاب الإنسان وطاقاته ثم تفاقم ليصبح حسدا يتمنى زوال النعم عن الآخرين باعتراضه على حكمة الله تعالى في توزيع الأرزاق فيدخل الحاسد في دائرة الكبائر ويقتل طاقاته الإنتاجية بنفسه ثم يقضي على قدرته الإبداعية بالتركيز على نعم الغير. نعم..كل ذلك يبدأ بغضب مذموم وثورة مؤقته لم نلق لها بالا، وكلمة ساءت صياغتها أو أسيء فهمها لتقوم الدنيا وتقعد في عراك نفسي ثم عراك مادي ضحيته القلوب المحبة. إلى حياة سعيدة بعيدة عن أمراض القلوب ندعوكم معنا لمعرفة العلاج من ديننا الحنيف.
العجب باب للكبر
الذات الإنسانية ميدان للمعارك النفسية بين قواها المختلفة في مساحة الخير والشر والإيجاب والسلب، ومما تطرب له النفس الأمّارة بالسوء ومستشاراها الهوى والشيطان العجب بالنفس وإرجاع الفضل لها في الإنجازات والنجاحات مشبعة بذلك حاجتها لوجبة ضارة تشتهيها تؤذي بها ذاتها التي فطرت على حب الخير وتقفل على نفسها أبواب الحكمة والمشورة معتقدة أنها الأفضل، فإذا لم يتدارك العاقل ما يجري في داخله من مشاحنات وعالجها بحنكة الطبيب الماهر تحول هذا المرض القلبي إلى مرض أخطر هو مرض الكبر – والعياذ بالله – ليشارك في صفة لا تليق إلا بالله وحده تعالى ويجنح بنفسه إلى الكبائر ليحقق شخصية الكسول الذي يريد أن يصل إلى ما وصل إليه الآخرون زيفا وانتفاخا. أخي...أختي...ابني...ابنتي..تعالوا معي نعالج قلوبنا ونتعايش معا في دنيا الإسلام الجميلة راجين حياة أجمل في سرمد الآخرة بمشيئة الله تعالى.
الـــــــريـــــاء
جبل الإنسان على حب الربح، ومن هذا المنطلق الفكري يعتبر المرائي ضيق الأفق يركض وراء سراب محض ينفق للوصول إليه معظم رؤوس أمواله الذهنية والوجدانية والمادية والزمنية، حيث لهث وراء مدح الناس أو الهرب من مذمتهم أو الطمع فيما عندهم، غافلا عن فضيحته المحققة بإذن الله تعالى بين البشر. ولكن مع هذه الحقائق المرة، ما زال ضحايا الرياء هم الأغلبية في هذه الدنيا، إلا من رحم ربي، فالرياء مرض خبيث يتسلل في ظلام النفس ليفسد على المرء حياته وآخرته، وعلى الكيّس أن يتسلح بالعلم ثم بمجاهدة النفس للتخلص منه بعد الاستعانة بالكريم - جل وعلا. أخي..أختي..ابني..ابنتي..تعالوا نتعلم سويا ما هية هذا المرض تشخيصا وأسبابا وعلاجا راجين المولى أن يرزقنا مجاهدته في حيز الواقع، ويرزقنا الإخلاص والصواب في كل نفس نتنفسه في هذه الحياة لتكون هذه الأنفاس لنا وليست علينا.
الهــــــوى
يشهد العالم فوضى فكرية رهيبة في مختلف البقاع والأديان على وجه الأرض يدركها الناظر إليها من خارج الإطار. فالمشكلة لا تكمن في الاختلاف الفكري الطبيعي بين البشر ولكن تكمن في القرار الهوائي البعيد عن الرشادة الحيادية للفكر، فالمنهجية العلمية في التفكير تقتضي معرفة عوائقها والتي من أهمها مرض الهوى المدمر للقرار، ومستعمر العقل والعدو اللدود للذات والذي يعشق أن يعيش في العقل ساعيا لسجنه وسحب مقاليد صناعة القرار الرشيد من يديه واستبداله بقرار هوائي أرعن في غير صالحه.
في هذا الكتاب..سنتعلم كيف نقضي على الكلمات المهترئة (لا أملك المزاج) و (لا أهوى ذلك) و (لا أملك الحق) وعلى غيرها من الأعراض المرضية لعدو العقل الأزلي (الهوى).


ســــــوء الظــــــن
إن المرض القلبي سوء الظن سبب لكثير من الخلافات بين بني الإنسان، وهو عبارة عن إصدار حكم مبني على سبب ظني، ولكن نحن مأمورون بالحكم على الظاهر – ما لم تثبت الإدانة – والله سبحانه يحكم على سرائرنا.
يقول أحد السلف: "من أصلح سريرته أصلح الله علانيته".
إلى قلوب خالية من سوء الظن ندعو أنفسنا وندعوكم لمعرفة هذا المرض تشخيصا وأعراضا وأسبابا وعلاجا وتدريبا عمليا استهدافا لحياة جميلة ممتعه منتجة ناجحة سعيدة في ظلال الدين الحق.
الشـــــــــــح
الشح مرض قلبي خطير والعاقل يدرك أن هذا المرض ينتج إنسانا شحيحا. والشحيح إنسان قبيح وضعيف عن قيادة ذاته، قبيح في جوهره وفي مظهره، يشح بما لا يملك ليمنع عملية التقدم في ذاته وفي الدنيا، مكروه من الله ومكروه من العباد، ضعيف لا يستطيع أن يقود طاقاته، ألعوبة بيد الشح يقوده حيث يغذي أورامه الخبيثة القاتلة لمحبة الآخرين له، وخسائر الشحيح تكون فادحة مع خالقه تعالى، ومع ذاته، ومع الإنسان الآخر، ومع الموقف. عزيزي القارئ تعال معي نتعلم سويا أعراض هذا المرض وأسبابه وكيفية علاجه من صيدلية الدين الحق، مدركين أنه مرض لا يفارق الإنسان مطلقا حتى في حالة الإيثار في الإنفاق آملين أن نكون من المفلحين.
حــــــب الـــدنيـــا
نعيش في الدنيا ولا نعرف كيف نتعامل معها. هل نحبها؟ هل نقبل عليها؟ هل نكرهها؟ هل ندبر عنها؟ وما المقياس الصحيح الذي يجعلني أتمتع بدنياي دون أن أفقد آخرتي؟ وهل حب الدنيا مرض قلبي؟ هذا كله يمكن الإجابة عنه إذا ما وضحت الرؤيا أمام الإنسان. هل الدنيا هدف لذاتها؟ أم هي وسيلة لهدف نهائي نبتغي الوصول إليه؟ لذا نقول: من عزف عن الدنيا بقلبه وبذل أسبابها المتقنة بجوارحه أتته راغمة بجمالها.
الغـــــــــــرور
الغرور مرض قلبي، وخداع عقلي يمنع التقويم الصحيح للذات، وتسجيل مبالغ فيها في سجل ميزانية المغرور، ليصدر قرارات غير عادلة في حق نفسه، تؤثر على علاقاته مع الناس. واللبيب من عدل مع نفسه، ومع غيره وجعل ذلك مقدمة لائقة بفن صناعة علاقة إنسانية راقية تناسب مهمته التكليفية فوق الأرض. عزيزي القارئ..أدعوك لنتسيّح سويا في رحلة فكرية قصيرة نتعرف سويا على هذا المرض بهدف تجنبه، سائلين المولى أن يحفظ للأمة قلبها السليم الموحد.
------------
يتبــــــــــــــع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس