عرض مشاركة واحدة
قديم 26-01-2015, 02:20 PM   #9045
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الخلق الحميد والسمعة الحسنة
في مآثر السيرة النبوية الشريفة
تداعت قريش (لحلف الفضول) والمتحالفون هم: بنو هاشم، وبنو المطلب، وبنو أسد بن عبدالعزيز، وبنو زهرة بن كلاب، وبنو تميم بن مرة، وقد تحالفوا وتعاقدوا ألا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه وكانوا على من ظلمه، حتى ترد إليه مظلمته،
وتم ذلك الحلف في دار عبدالله بن جدعان التميمي، وشهده محمد بن عبدالله، وقال فيه بعد الرسالة: لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبدالله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت به في الإسلام لأجبت.
وسبب حرب الفجار أن النعمان بن المنذر كان يبعث كل سنة قافلة من الحيرة إلى عكاظ تحمل المسك وتأتي بديلاً عنه بالجلود والحبال وأنسجة اليمن المزركشة، فعرض البراض الكناني نفسه ليقود القافلة في حماية قبيلة كنانة، وعرض عروة الهوزني نفسه كذلك على أن يتخطى إلى الحجاز طريق نجد، واختار النعمان عروة، فأحفظ ذلك البراض فتبعه وغاله وأخذ قافلته، فهدت هوازن للأخذ بالثأر ولحقت بقريش قبل أن يدخلوا الحرم فاقتتلوا وتراجعت قريش حتى لاذت من المنتصرين بالحرم، فأنذرتهم هوازن الحرب بعكاظ المقبل، وقد ظلت هذه الحرب تنشب بين الفريقين أربع سنوات متتابعة انتهت بعدها بالصلح.
إن اتصال النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة لا يزال إلى يومنا هذا سراً من الأسرار فكيف عرفت به خديجة. ولماذا اختارته وفضلته على غيره من شباب بلدها وهو الفقير البائس.
وما سر الحكايات التي كانت تروج عن أمانته وصدقه، وما هو سببها؟ لأن المفروض في مثلها أن ترتبط بحوادث وقعت، وأخبار وأعمال صدرت عن محمد وانتشرت بين الناس.
غير أن النتيجة المنطقية لكل هذا، هو أن خديجة تعرفت إلى محمد أو استمعت إلى أخباره، وصدقه وإخلاصه وأمانته، من أشخاص اتصل بهم محمد، وعرفوا فيه الأمانة والإخلاص والصدق.
ولما كانت السيدة خديجة امرأة تاجرة، فقد كان من مصلحتها الاعتماد على شخص تؤمن بإخلاصه وصدقه، وكان الشخص الذي وقع اختيارها عليه محمد بن عبدالله، فقربته إليها واستدعته إلى بيتها وكلفته السفر بتجارة لها إلى الشام، ففعل وعاد موفقاً ناجحاً، فاعتزمت الزواج به، وعرضت الأمر عليه فلم يرفض.
ويبدو أن محمداً تحدث إلى أعمامه في هذا الموضوع، فخرج معه عمه حمزة بن عبدالمطلب حتى دخل على خويلد بن أسد والد خديجة، فخطب ابنته لابن أخيه.
وفي بعض المصادر أن عائلة محمد جميعها كانت موافقة على الزواج، وكذلك كان محمد وخديجة.
وفي الخامسة والثلاثين من عمر النبي صلى الله عليه وسلم، كان هدم قريش للكعبة وتجديد بنائها، وقد قسموا العمل فيها على قبائل قريش، حتى إذا وصلوا إلى مكان الحجر الأسود اختصموا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه، واشتد النزاع بينهم،
ثم اتفقوا على تحكيم محمد بن عبدالله، فلم يختلف عليه أحد، فبسط رداءه ووضع عليه الحجر الأسود، وطلب من الرؤساء أن يمسك كل رئيس بطرف منه، وأمرهم أن يرفعوه، حتى إذا حاذى موضعه أخذ بيده فوضعه مكانه.
ولا شك أن من يحاول التأريخ لمحمد بن عبدالله وذلك بعد عودته من زيارة الشام ومشاهدته ما كانت تنعم به من آثار الروم والغساسنة لا بد له أن يتساءل عن أثر هذا الاتصال الأول بالحضارة الشامية في هذا الشاب الصاعد الذي يتوق للتغيير والتجديد.
فقد كان من أثرها في نفسه أن أطلق بصره حقاً في بيعها ومعابدها وقصورها وقبابها، وانكشفت له أرضها عن جمال بارع وطلعة جديدة لم يكن له بهما بعد، عهد في صحراوات الحجاز، فهل أشجته هذه الروعة الجديدة، وهل فتحت قلبه هذه الرياض الماتعة، أم تملكت مشاعره صحراوات الحجاز وضواحي مكة ورمالها، فكانت عنده أشد أنساً، وأكثر استساغة.
وكيف أمضى محمد اليتيم سنواته الأولى وطفولته العذبة فقد كان له أصدقاء يخالطونه ويخالطهم ويأنسون إليه ويأنس إليهم.
فكيف كان شأن اليتيم بين السنة التاسعة والخامسة والعشرين من عمره وكيف استوى محمد في الخامسة والثلاثين والشائعات تملأ مكة، وشعاب مكة، وتتحدث عن استقامته وجميل خلقه، وصدق أمانته.
وهي شائعات تستبقها أعمال وفضائل ومكارم صالحات، معروف أمرها ملموس شأنها.
ذهب محمد يرعى الغنم في ماضيات أيامه قبل البعثة، فكيف كان باستطاعته أن يتصل بالناس هذا الاتصال الوثيق، بحيث تفطن لأمره خديجة بنت خويلد، فتكلفه الاتجار لها. فنحن لا نجد في كتب السيرة شيئاً عن أخباره الأولى، وكل ما يمكننا قوله هو أن اليتيم كان راعياً في نشأته وتاجراً في شبابه، وان صدقه وأمانته، اشتهرا بين الناس فدعته خديجة إلى العمل لها، حتى إذا وفق في عمله، وأرضاها في تجارته، ورأت في معاملته مصداق ما حدثها الناس عنه، عرضت عليه الزواج بها، فاتسقت عندئذ لليتيم حياة جديدة ناعمة.
فإذا انتهينا من تصوير حياة أيام فتوته، فنحن أمام مرحلة رجولته وهي تبتدئ بزواجه وتنتهي ببعثته، ولا يعرض لها المؤرخون، إلا لما أعاد الحجر الأسود إلى مكانه في الكعبة الشريفة في مكة المكرمة.
وفي مرحلة الرجولة بدأ النبي يفكر تفكيراً جدياً في العوالم التي حوله، والأسرار التي تغمر العالم. فاتجه إلى التعبد في غار حراء يبحث عن الحقيقة ويفكر في أسرار الكون العميقة والعظيمة. ولا يزال غار حراء سراً من الأسرار، ولا يزال تعبد الرسول فيه لغزاً من ألغاز الحياة،
فالرسول كان يأوي إلى الغار ما بين حاشيتي النهار، نائماً حيناً، ومفكراً حيناً آخر أما تعبده وتهجده وتقليب بصره في السموات، إنما كان في الليل، والقمر مشرق، والهواء رطب عليل، والسماء غارقة في أنوارها، يأتي الغار ما بين حاشيتي الليل منتشياً على سفح الجبل مولياً وجهه شطر السماء، كأنما هو يحاول الاتصال بها، والتحدث إليها، وما يزال هذا شأنه حتى تلمس أشعة الشمس شعوره المرسلة على جبينه وكتفيه.
إلى ذلك، فقد كان محمد أمياً ما نعلم أنه قرأ أو كتب على وجه التحقيق، وإذا كانت مكة قد تأثرت ببعض الآراء والأفكار الفلسفية التي حملت إليها من العراق وغير العراق، فإنه لم تقم فيها نهضة علمية، ولا كان في جزيرة العرب كلها من المعارف غير قرض الشعر، ودرس الأنساب.
ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان فصيح اللسان، جذاباً في حديثه وأقواله، فإنه كان قليل الميل للشعر، ولعل سبب ذلك ما كان يتعلق به الشعراء من الكذب والإغراق والمبالغات، وهو ما كان ينكره ويحتقره ويزدريه، كما أن الشعر الجاهلي في نظره كان يمثل الوثنية وعادات الجاهلية وهذا ما أبغضه إليه.
----------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس