طاووس ...... يعظ ُ الخليفة َ
قـَـد ِمَ هشام بن عبد الملك حاجا ً إلى بيت الله الحرام ،
فلما دخل الحرم ، قال : ائتوني
فقيل : يا أمير المؤمنين ! قد تفانوا ، قال : فمن التابعين ، فأتـِيَ
فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه ، ولم يسلـِّمْ بأمير المؤمنين
أي : لم يقل له : يا أمير المؤمنين ، ولم يقل له : يا أبا فلان -
وقال : كيف أنت يا هشام ُ ؟ فغضب من ذلك غضبا ً شديدا ً
بقتله ِ ، فقيل له : يا امير المؤمنين أنت في حرم الله وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا يكون ذلك . فقال : يا طاووس ، ما حملك على ما صنعتَ ؟
خلعت َ نعليك بحاشية بساطي، ولم تسلم عليَّ بيا أمير المؤمنين ،
بإزائي بغيرإذني ، وقلت َ يا هشامُ ، كيف أنتَ ؟
فقال له طاووسُ : أما خلعُ نعالي بحاشية بساطك َ فإني أخلعها بين يدي رب العزةِ كلّ يوم ٍ
خمس مراتٍ ، فلا تعاتبني ولا تغضب عليّ ،
وأما قولـُكَ : لم تـُسلـِّم عليَّ بإمرةِ المؤمنين
فليس كلُّ المؤمنين راضينَ بإمرتكَ ، فخفتُ أن أكونَ كذابا ً ،
وأما قولك : لم تكنني ، فإنّ الله
عزَّ وجلَّ سمـّى أنبياءه ، فقال : يا داود ، ويا يحيى ، ويا عيسى ، وكنـَّـى أعداءه ُ فقال:
( تبت يدا أبي لهبٍ وتب ) ،
وأما قولك : جلستَ بإزائي ، فإني سمعتُ أمير المؤمنين
أبي طالبٍ رضي الله عنه يقولُ : إذا أردتَ أن تنظر إلى رجل ٍ من أهل النار فانظرْ إلى
رجل ٍ جالس ٍ وحوله ُ قومٌ قيامٌ .
فقال له : إني سمعتُ أمير المؤمنين
عليّ بن أبي طالب ٍ يقولُ :إنَّ في جهنم حيـَّـات ٍ وعقاربَ
كالبغال ِ تلدغ ُ كلَّ أمير ٍ لا يعدلُ في
رعيـَّـته ِ ، ثم قام َ فخرج َ .