قـِصـَرُ الرِّجال ِ ..... ليس عيبا ً
كان الشاعر كـُـثــَــيَّرُ عـَزَّ ةَ ( نـُسـِـبَ إلى محبوبته عـزَّ ة َ )
دميم َ الخـِلقة ِ ، دخل ذات يوم ٍ على الخليفة عبد الملك بن مروان فــــي أول
فقال : أنت كـُُــثــَيــِّرُ عزَّ ة ؟ قال : نعم ، فاقتحمه -
وقال : " تسمع بالمـُعـَيدي خيرٌ من أن تراه " ،
فقال : يا أمير المؤمنين ، كل
إنسان ٍ عند محـلـِّـه ِ رَحبُ الفناء ِ ، شامخُ البناء ِ ،
تـَرى الرَّجـُـلَ النحيفَ فتزدريهِ
وفي أثوا به ِ أســـدٌ هصـــــورُ
ويـُعجـِبـُـكَ الطـَّـريرُ فتبتليـــــــهِ
فـَيـُـخلـِفُ ظنـَّـك الرجلُ الطـَّريرُ
بـُغاثُ الطير أطولها رقابــــــــا ً
ولم تـَطـُـل ِ البـُـزاة ُ ولا الصقورُ
ضـِعافُ الأ ُسـْـد ِ أكثرها زئيـــرا ً
وأفتكـُها اللوا تي لا تــَــــــــزيـرُ
وقد عـَظـُمَ البعيرُ بغير لـُـــــــب ّ ٍ
فلم يستغن ِ بالعـِظـَم ِ البعيــــــــرُ
فما عـِظـَمُ الرِّجال ِ لهم بـِـزَيــــن ٍ
ولكنْ زَينهم حســـبٌ وخـِـــــــيرُ
فقال عبد الملك : قاتـَـلهُ الله ! ما أطول َ لسانهُ ،
وأ مدَّ عـِـنانهُ ، وأوسعَ جـَنانه ،
إني لأحسبهُ كما وصف نفسه .
الطـَّرير : حـَسـَنُ الهيئة ِ والمنظر .
البغاثُ : ضـِعافُ الطير .
البـُـزاة ُ : نوع ٌ من الصقور .