عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2015, 12:16 AM   #9130
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

معاني غزوة بدر ... المدد بالملائكة
لقد أمد الله تعالى أهل بدر بخمسة آلاف من الملائكة منزلين ومشاركين في القتال، بعد ان ثبت اخلاص المؤمنين وركنوا الى تسليم أرواحهم لله. وإن البعض قد مال الى الحد من مساهمة الملائكة في غزوة بدر وهو نسق من التفكير يحاول دائما ان يستبعد الاعجاز وخرق القوانين وأن يفسر المعجزات تفسيرا أقرب الى الواقعية والموضوعية والسببية الأرضية، متناسيا ان الأمر كله بيد الله وأن خالق القوانين قادر على خرقها وان مفعل الأفعال قادر على تعطيلها وأن جنود الله كثر لا يعدون وأنه سبحانه ان أراد شيئا قال له كن فيكون، ودليل ذلك في القرآن العظيم: “إذ يوحي ربك الى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان” (الانفال 12). أما في السيرة النبوية فقد روى احمد في المسند ان رجلا من الأنصار اسر العباس بن عبدالمطلب فقال العباس: يا رسول الله، والله ما أسرني فقال الأنصاري أنا اسرته يا رسول الله فقال له: اسكت فقد أيدك الله تعالى بملك كريم”.
وقال أبو اسيد الساعدي بعد ان ذهب بصره وكان شهد بدرا:لو كنت اليوم ببدر ومعي بصري لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة. لا اشك ولا أتمارى “الاكتفاء في مغازي رسول الله والثلاثة الحلفاء”.
فالحق سبحانه وتعالى اعلم بحدود العقل البشري وصعوبة استيعابه للمجردات ولعالم الغيب ومكوناته.فتراه عز وجل ينزل علينا قرآنا يصفه ويصف عالم الغيب بصفات اقرب الى عقول البشر مع التأكيد على حقيقة يقينية انه ليس كمثلة شيء. فعرش الرحمن وصفوف الملائكة ونعيم الجنة بأنهار اللبن والعسل وعذاب النار بالمهل والزقوم وخلق الكون بستة ايام واسماؤه الحسنى وصفاته العليا،
كل ذلك يجب ان يؤخذ على محمل المجاز فهو اقرب الى التصور والفهم البشريين مع ضرورة الاعتقاد باستحالة فهم الكيفية والاحاطة بالهوية ومع ضرورة نفي التعطيل والتجسيم.
ومن هذا المنطلق أرسل الله جيشا من الملائكة لدعم المسلمين في غزوة بدر ليكون ذلك على صورة مدد الجيوش في الحياة الدنيا. ولو أراد الله لنزع أرواحهم أو لقطع أعناقهم أو لقتلهم شر قتلة بغمضة عين أو اقل.
ولو تأملنا في هذا الأمر لرأينا ان الحق اكبر وارحم من ان يحقق النصر بالملائكة لاغيا فضل من جاء ليقاتل ويستشهد أو لينصر كلمة الله.
ومن هنا كان وجود الملائكة في غزوة بدر على صورة المدد.أي ان الفعل يرجع بالدرجة الأولى للعصبة المؤمنة المقبلة على الجهاد، فهل من العدالة ان ينسب الفضل للملائكة وينفى عن المؤمنين.
وأية نتائج وخيمة قد تحدثها هزيمة الملائكة للمشركين على ارادة القتال عن المسلمين ما دام الجهاد الحقيقي يبدأ بتسلم الملائكة زمام الأمر.ولو عدنا الى النصوص الواردة في السيرة النبوية لرأينا ان الفعل الملائكي كان دائما يرافق الفعل البشري. فهذا مشرك يسبق الملك بقطع رأسه مؤمنا هم بذلك. وهذا أسير يأسره الملك في لحظة اقبال المؤمن عليه ليأسره. وهذا كافر يهوي سوط الملك على وجهه لحظة رفع المؤمن سيفه ليبطش به.
وفي هذا عبرة عظيمة ومعان حكيمة فعلى الرغم من قدرة الحق على القضاء على جيش الفكر مباشرة ودون مدد من الملائكة أرسل المدد وبآلاف تناسب التصور الانساني للمعارك وللمدد فيها.
وعلى الرغم من قدرة الملائكة بإذن الله أو واحد منهم على جندلة المشركين دون ان يمد المسلمون يدهم. ساير الفعل الملائكي الفعل البشري فسبقه بلحظة أو رافقه حتى لا تخوز العزائم ويلجأ المسلمون الى التسليم المتواكل.
فالمدد الإلهي إنما يأتي مؤيدا للفعل الانساني لا لاغيا له ولا بديلا عنه وهذا كله
مع وجود الرسول صلى الله عليه وسلم في الجانب المسلم. بفضله وشرفه ومقامه الرفيع عند الحق سبحانه وتعالى. وفي هذا درس فهمه المسملون جميعا في كل المعارك التالية.
ان المدد لا يأتي إلا مع الاخلاص واستنفاد الطاقة قدر الاستطاعة، فإن أتى رافق الفعل الانساني ودعمه بدل ان يلغيه ويريح صاحبه. أقول قولي هذا واستغفر الله.
------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس