عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-2015, 05:09 AM   #9247
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفائدة الثامنة: كيف تنزّل القرآن على النبي r
لقد أنزل الله عز وجل القرآن الكريم لهداية البشر وتعريفهم على طريق السعادة في الدنيا والآخرة، وليكون معجزة خالدة على مر الدهور، لذلك فقد كان تنزله على كيفية خاصة تختلف عن تنزلات الكتب السماوية الأخرى، فتلك الكتب نزلت جملة واحدة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام،
أما القرآن الكريم فأنزل على مرحلتين:
· التنزيل الأول: أنزل القرآن الكريم جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا وذلك تعظيماً لشأنه عند الملائكة الكرام

· التنزيل الثاني: ثم أنزل من بيت العزة إلى رسول الله r منجما-مفرقاً-علىمر ثلاثة وعشرين عاماً ، حسب الوقائع والأحداث.[10]
الفائدة التاسعة: مكانة اللّغة العربية وفضلها
إن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية للمعاني،التي تقوم بالنفوس فلهذا أُنزل أشرف الكتب بأشرف اللّغات على أشرف الرسل بسفارة أشرف الملائكة ، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض ، وابتدأ إنزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان ، فكمل من كل الوجوه .[11]
واللّغة العربية لغة أهل الجنة وهي أجمل اللّغات ، ففيها 4 مليون مفردة ومشتقة.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” إن تعلم اللّغة العربية من الدين، وأنه فرض واجب لفهم مقاصد الكتاب والسنة ومراد الشارع من خطابه ، فان فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهمان إلا بفهم اللّغة العربية ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ” .
الفائدة العاشرة: فضل القرآن على اللّغة العربية
لقد نزل القرآن باللغة العربية القرشية والتي ذابت فيها كثير من ألفاظ اللّغات الأخرىولغات القبائل المجاورة، وكلّها أضيفت إلى لغة قريش ، فقوّت من شأنـــها وأزالـت الركاكة والغثاثة التي كانت موجودة في لغة القبائل الأخرى ، فحفظ القرآن بذلك اللّغة العربية وجعلهــا حية.
الفائدة11: هل كل ما في القرآن عربي؟
لقد وردت في القرآن الكريم مئات الألفاظ بغير لغة الحجاز ، منها الفارسية واليونانية والآرامية والكلدانية و الحبشية والحميرية والعبرية والسريانية والمصرية وغيرها ممّا صنّف فيه بعض العلماء وجمع هذه الألفاظ مرتبة على حروف المعجم
لكن كل هذه الألفاظ إنما صارت عربية بكثرة الاستعمال وشيوعه، وهو أمر طبيعي مع كل لغات العالم التي تدخلها ألفاظ من غير أصلها وتندرج فيها ، وهو ما يعتبر دليلا على حيوية هذه اللّغة ومرونتها
والصحيح أن القرآن الكريم كلام عربي فليس فيه إلا اللغة العربية،وإن وجد فيه كلمات ظاهرها غير عربي فقد قال العلماء أنها معرّبة أي منقولة إلى العربية ، أو أنها مما تتوافق فيه اللغتان وذلك مثل : سندس وإستبرق وغيرها .
وقال أبو عبد الله القاسم بن سلام (بعد أن حكى القول بوقوع الألفاظ غير العربية عن الفقهاء، والمنع عن أهل العربية): ” الصواب تصديق القولين جميعاً وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء، لكنها وقعت للعرب فعربتها بألسنتها وحوّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية ثم نزل القرآن،وقد اختلطت هذه الأحرف بكلام العرب فمن قال: إنها عربية فهو صادق،
ومن قال: إنها أعجمية فهو صادق، ومال إلى هذا القول الجواليقي. وابن الجزري. وآخرون.”
الفائدة12: ذكر اللٌغة العربية في أول السورة له ما بعده
لقد امتدح الله عز وجل القرآن الكريم بأنه أنزل بلسان عربي مبين، و سورة يوسف عليه السلام خير مثال على غنى اللغة العربية إن على مستوى الألفاظ و المباني، أو الرموز والمعاني. و من ذلك استعمال اللفظ الواحد بمعاني و دلالات مختلفة حسبما يقتضيه المقام ،بل اختصاص القرآن بمعاني لم يُسبق إليها ومنها : الرؤية والرؤيا ، المراودة ، الأكل الضلال، الرب ، الإحسان ، وغيرها كثير ، مما سنشير إليه في موضعه إن شاء الله تعالى.
الفائدة13:غاية إنزال القرآن الكريم التدبر والعمل
لقد امتدح الله عز وجل في هذه الآية ” العاقلين ” كما فعل في آيات أخر في القرآن الكريم، فوصف المتدبرين لآياته ب ” أولي الألباب ” تارة، و” أولي النهى ” تارة أخرى، وجعل غاية العقل الفهم، بوصفه ” لعلكم تعقلون”، ” لعلكم تتفكرون “…
ومن ثـَمَ يتبين لنا أن القرآن الكريم ليس كتابا مقدساً يوضع على الرفوف قصد التبرك أو ليتخذ زينة للمكتبات، أو حتى تفتتح وتختتم به المجالس، وإنما أُنزل القرآن ليُقرأ ويتلى ، ثم يُتدبر ، ثم ليُعمل به وفق الوجه الصحيح.
الفائدة14:مكانة العقل في الإسلام
لقد جعل الله عز وجل العقل مناط التكليف، أي أن العاقل هو الذي تجب عليه الأحكام الشرعية، وذلك ظاهر من الحديث المشهور: ” رفع القلم عن ثلاث
ومن القواعد المعلومة أيضا أنه لا يعارض صريح معقول صحيح منقول، غير أنه ينبغي الإشارة إلى أن بعض الفرق قد غالت في العقل حتى قدٌمته على النقل ، كما أن بعض الوضٌاعين اختلقوا أحاديث كلها مكذوبة في فضائل العقل .
فيجب أن ننزل العقل منزلته التي أنزلها القرآن وهو أنه وسيلة لفهم النصوص وفق قواعد وضوابط محددة، لا إفراط ولا تفريط.
الفائدة15: هجر القرآن أنواع
قال ابن القيم :هجر القرآن أنواع : أحدها هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه، والثاني هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به، والثالث هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه والرابع هجر تدبره وتفهمه والخامس هجر الاستشفاء والتداوي به وكل هذا داخل في قوله ” وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا”.
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}) 3 (
أوجه الاستدلال من الآية :
نتساءل عن سر تسمية سورة يوسف عليه السلام بأحسن القصص وكذا عن سر عدم تكرارها في القرآن الكريم وعن الغرض من القصص القرآني عموما. ثم نبيّن استغناء القصص القرآني عن المرويات الإسرائيلية كما نقف عند التعريف بالوحي وأقسامه ، ونتحدث عن براعة الانتقال من المقدمة إلى مطلع القصة
كما نستلهم من الآية مكانة النبي r عبر تعبيرها عنه بالغفلة ، لنصل إلى الحديث عن البيان التاريخي في السورة .
الفائدة 16: لماذا سمّيت سورة يوسف أحسن القصص؟
سمّيت السورة أحسن القصص لأنه ليست قصة في القرآن تتضمن من العبر و الحكم ما تتضمن هذه القصة ، وبيانه قوله في آخرها : لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب .وقيل : لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين والملائكة والشياطين والجن والإنس والأنعام والطير، وسير الملوك والممالك ، والتجار والعلماء والجهّال ، والرجال والنساء وحيلهن ومكرهن ، وفيها ذكر التوحيد والفقه والسير، وتعبير الرؤيا والسياسة والمعاشرة وتدبير المعاش ، وجمل الفوائد التي تصلح للدين والدنيا
ووجه أحسنيتها اشتمالها على حاسد ومحسود. ومالك ومملوك. وشاهد ومشهود، وعاشق ومعشوق. وحبس وإطلاق. وخصب وجدب. وذنب وعفو. وفراق ووصال. وسقم وصحة. وحل وارتحال. وذل وغز، وقد أفادت أنه لا دافع لقضاء الله تعالى ولا مانع من قدره وأنه سبحانه إذا قضى لإنسان بخير ومكرمة فلو أن أهل العالم اجتمعوا على دفع ذلك لم يقدروا وأن الحسد سبب الخذلان والنقصان. وأن الصبر مفتاح الفرج. وأن التدبير من العقل وبه يصلح أمر المعاد إلى غير ذلك مما يعجز عن بيانه بنان التحرير.
زيادة على ما فيها من أنواع التنقلات من محنة إلى محنة ، ومن محنة إلى منحة ومنّة ، ومن ذل إلى عز ومن رقّ إلى ملك ، ومن فرقة وشتات إلى اجتماع وائتلاف، ومن حزن إلى سرور، ومن رخاء إلى جدب، ومن جدب إلى رخاء، ومن ضيق إلى سعة ، ومن إنكار إلى إقرار ، فتبارك من قصّها فأحسنها ووضّحها وبينّها.
----------------
يتبــــــــــــع أن شاء الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس