
عندما لاينفع الندم
/
كثير من الناس حين يسمع أو يقرأ عن ذالكم
الضيف الثقيل الذي ينزل بلا استأذن ويأخذ بلا تردد..
يظن أنه ليس معنياً بهذا الكلام ولابهذا الضيف الثقيل.
. يظن أنما هذا الضيف يحلُ على غيره وينزل على سواه..
بالرغم أن هذا الضيف نزل بمن هم في سنه وفي ريعان الشباب..
ونزل بمن هم أكبر منه واصغر.
. نزل بقريبٍ له أو صديق كان يظن
كما يظن الكثير أنه لاينزل بساحتهم
وإنما هو لسواهم وأنه ما زال لديه فُسحة
من الوقت فهو في فتوة وقوة وصِحة وعافية..
لكنه نزل بلا استأذن ولاسابقِ موعد..
إنه الموت الذي قال عنه ربنا
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
إنه الضيف الذي ينزل فجأةً ودون سابقِ إنذار
{فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}
إنه الموت الذي ليس له زمن مُعين ولا عُمر معين ولا مكان مُعين.
. {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَة}
إنه الموت الذي لايُفرق بين صغيرٍ ولاكبير ولاابيض
ولااسود ولاذكرٍ ولاأنثى ولاغنيٍ ولافقير.
. فأي حال سيكون عند نزوله بنا حالنا؟
وأي ملائكةٍ هي التي ستقبض روحنا؟
وأي ليلةٍ ستكون أولُ ليالينا في حُفرةِ قبورنا؟
هذا السؤال فهل علمت جوابه.. الله وحده العلامٌ
إنه هو الموت الذي لابد أن ينزل بنا شئنا أم أبينا.
متى؟ وأين؟ الله وحده يعلم.
. لكن ماذا أعددنا؟ ماذا عن صلواتنا؟ ماذا عن حالنا مع ربنا؟
ماذا عن فعل الأوامر التي أمرنا الله بفعلها؟
وماذا عن النواهي التي حذرنا ربنا من اقترافِها؟
يقول الفاروق عمر رضي الله عنه:
لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة..
من لايُصلي فليحذر سقر التي لاتُبقي ولاتذر.
هذا سؤالهم:
{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} وذالكم جوابهم
{قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَيقول ابوحازم رحمه الله:
كُل أمرٍ تكره الموت من أجله فاتركه ، ثم لايضرك متى مت!!
من يحافظ على صلاته ويُراقب الله في حركاته وسكناته..
ومن كلما اذنب تاب واناب لايخشى نزول الموت
ما دام على صلاته يحافظ ولنفسه الأمرةُ بالسوءِ يُجاهد..
أخيراً..
أعلم أن الموت الذي تجاوزك إلى
غيرك سيأتي يوم ويتجاوز غيرك إليك
فعلى أي حال؟
-------------
همس الذكريات / بلخزمر