الكرامة العاشرة :
( كرامة النجاة من العذاب والعقوبة )
{ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا } . سورة مريم : 72 .
الذين اطاعوا الله واتقوه فلم يعصوه .
يكتب لهم ربهم نجاة كبيرة .
نجاة فى الدنيا من كل سوء .
نجاة من الأشرار والحساد والضُلاّل .
نجاة من عقوبة الدنيا وعذاب الآخرة .
نجاة به وبجلاله وعظمته وكماله .
نجاة من مضلات الفتن .
نجاة من سخط الله وعقابه .
دعاء ورجاء:
اللهم نجنا من مضلات الفتن ماظهر منها ومابطن .
اللهم اجعلنا من المتقين لنفوز بنجاتك وجناتك يارب العالمين .
الكرامة الحادية عشر :
( كرامة الفوز بالمراد والغاية والمُبْتَغى )
{وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لايمسهم السوء
ولاهم يحزنون } . سورة الزمر : 61
المتقون دائما فائزون .
الا أن الفوز الأكبر يوم القيامة .
فنجاتهم تكون من النار .
لأنهم اتقوا أى ابتعدوا عن الشرك .
وأقاموا الحدود وابتعدوا عن النواهى والتزموا
بأوامر الله.
لايمسهم السوء - نار جهنم - .
ان كان الحزن فى الدنيا قد لازمهم .
فإن اليوم يوم القيامة لا حزن لهم ولا عليهم بل
السعادة والنجاة من النار .
ثم النظر الى وجه الله العزيز الغفار .
دعاء ورجاء :
يارب لَوْ أَنَّ عَذَابِنا مِمَّا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ لَسَأَلناكالصَّبْرَ
عَلَيْهِ ، وَ أَحْبَبْناُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لَكَ .
وَلَكِن يارب سُلْطَانُكَ بالتأكيد أَعْظَمُ .
وَ مُلْكُكَ أَدْوَمُ مِنْ أَنْ تَزِيدَ فِيهِطَاعَةُ الْمُطِيعِينَ .
أَوْ تَنْقُصَ مِنْهُ مَعْصِيَةُ الْمُذْنِبِينَ .
فَارْحَمْنِا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
وَ تَجَاوَزْ عَنِّا يَا ذَا الْجَلَالِوَ الْإِكْرَامِ .
وَ تُبْ عَلَيّناَ ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
الكرامة الثانية عشر :
( كرامة تشريف الله لهم بمقام الصادقين )
يقول ربنا فى محكم تنزيله :
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ
وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ
فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ
الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177)البقرة.
فالخير ليس فى تولية الوجوه عند الصلاة ناحية
المشرق أو المغرب .
وإنما الخير فى الايمان الحق بالله واليوم الآخر
والملائكة والكتاب والنبيين.
وإنما الخير فى الذى ينفق ماله بحب ومودة
واخلاص وصدق لمن يحتاجه.
من الفئات المختلفة – قربى , مساكين , ابناء السبيل ,
السائلين , من فى الرقاب .
وإنما الخير كذلك في الذى أقام صلاته
ووفى بعهده اذا عاهد .
وإنما الخير فيمن صبر فى كل الأحوال
حلوة كانت أو مُرّة .
المتصفون بهذه الصفات هم الصادقون .
المتصفون بهذه الصفات هم المتقون .
فالله الله فى المتقين ... فهم المختصون بالوصف
وربانية التوفيق والعصمة .
ما أجمله من وصف !!!
وما أحلاه من أمل أن نكون من الصادقين !!!
ولم لا ؟
والصدق قد أمر به المولى والنبى الكريم .
الصدق الذى يجعل من التاجر الصدوق صاحب
مكانة مع الانبياء والشهداء .
الصدق ذلكم المقام الذى دعا اليه المولى بقوله :
وكونوا مع الصادقين .
الصدق الذى يكون لصاحبه منجاه .
دعاء ورجاء:
اللهميا مؤنس كل وحيد يا صاحب كلفرِيد ,
يا قريباً غير بعيد يا غالباً غير مغلوب ,
يا بديعالسموات والأرض ياذا الجلال والإكرام ,
لا إله إلا أنت اللهم كنلنا ولا تكن علينا ,
واجعلنا من الصادقين واجعلنا
من المتقين يارب العالمين.
الكرامة الثالثة عشر :
( كرامة تشريف الله بجعلهم أكرم الخلق عنده )
{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } . سورة الحجرات : 13.
لا الأبيض ولا الكبير عند الله هو الأكرم .
لا النسب ولا الوجاهه هى الأكرم .
لا القبيلة ولا العزوة هى المقياس عند الله .
ولا الغنى ولا غيره هو المقياس الأكرم .
بل المقياس هو الأتقى .
وماذا تعنى الكرامة ؟
هى القرب والمكانة من الله الكريم .
هى العزّ والسيادة من العزيز الرحيم .
فكلنا من آدم وحواء .
مهما تشعبت بلادنا وقبائلنا فنحن فى
الانتساب واحد.
فلم يكون الكبْر ؟
وعلامَِ يكون الاستعلاء على الناس ؟
كلنا من تراب .
وكلنا خلقنا من منىًّ يُمنى .
أى أن خلْقَنا ضعيف .
فلا داعى لغطرسة ولا مجال لبهرجة .
فرُبّ أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبرّه .
دعاء ورجاء :
يارباجعلنا ممن تواضع لعظمتك ,
واجعلنا فى أعيننا صغارا وفى أعين الناس كبارا ,
ولاتجعل للكبر ولا الغطرسة علينا سبيلا .
الكرامة الرابعة عشرة :
( كرامة محبة الله )
{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} . سورة التوبة : 4 .
التقوى مُحبِبَة للرب فى العبد التقى .
التقى عند ربه محبوب .
وماذا بعد حب الاله للعبد .
اللهم إنا نشهدك أنا نحبك .
فاجعلنا من المتقين حتى ننال حبك
وحب من يحبك .
وماذا تعنى محبة الله ؟
أتعنى التوفيق .
أم الهداية والرشاد والسداد .
أم هى كل ذلك وأكثر .
الكرامة الخامسة عشر :
( كرامة الفلاح )
{ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} . سورة البقرة : 189 .
التقوى فلاح ونجاح .. والتقى فالح وناجح .
التقوى زيادة واستزادة والتقى مميز دائما وفى ريادة .
التقوى بر وخير وكمال .. والتقى بار وخيّر
ويسعى للكمال الانسانى فى كل صوره .
الكرامة السادسة عشرة :
( كرامة الوِصال والقُربة )
{ وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ } . سورة الحج : 37
فى الحج لاينال الله من الذبائح شيئا.
ولكن الذى يهم ربنا ويعنيه هو الاخلاص فى القصد .
فالذى سيعود على الحاج من الذبح هو صدق نيته
واخلاصه لله وحده .
وهذا هو الخير الذى سيحصده .
فاخلاصه لربه فى الذبح سيكتب له ويسجل .
وسيلقاه عند ربه فى ميزانه يوم القيامة .
فكأن تحقيق التقوى – باخلاص العمل –
هو الفيصل فى قبول الله .
دعاء ورجاء :
اللهمارزقنا الاخلاص لك وحدك لاشريك لك
ولاتجعل فى ذبائحنا ولا سائر
طاعاتنا شيئا لأحد غيرك , ربنا تقبل منا
انك أنت السميع العليم ,اللهمحصّن
أعمالنا من الرياء وطهّر قلوبنا من الكبْر والعجب ,
حتى ننال منك كل قرب ووصل وخير .
الكرامة السابعة عشر :
( كرامة الفوز بالجزاء اذا أصابتهم المِحنة )
{ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ
أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} . سورة يوسف : 90
التقى لايضيعه الله .
التقى مُحسن قد أحسن علاقته بربه .
التقى لأنه نال معيّة ربه فهو لايضيع _
كما قالت السيدة هاجر لابراهيم :
اذن لن يضيعنا الله .
التقى يفوز بأجر تقواه .
دعاء ورجاء :
يارب أتراك تضيّعنا ونحن عبيدك .
يارب أتراك تضيعنا ونحن الأذلاء إليك .
يارب أتُراك تَضيعنا ونحن نحبك .
يارب أتراك تضيعنا ونحن ماعبدنا غيرك .
يارب أتراك تضيعنا ونحن ماركعنا لغيرك .
يارب أتراك تضيعنا ونحن ما سجدنا لغيرك .
يارب أتراك تضيعنا ونحن ما سألنا غيرك .
يارب أتراك تضيعنا ونحن قد صمنا لك .
يارب أتراك تضيعنا ونحن الفقراء اليك .
يارب أتراك تضيعنا فعلى أى باب نقف .
يارب أتراك تضيعنا أتراك تضيعنا
أتراك تضيعنا !!!!!!!
( ياربأقسمنا عليك ألا تُضيّعنا )
الكرامة الثامنة عشر :
( كرامة قبول الصدقة )
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} . سورة المائدة : 27 .
التقى هو من يتقبل الله صدقته .
التقى هو المخصوص بالقبول من الله .
ليس كل انفاق مقبول ولكنه من التقى مرضىٌ عنه
من ربه ومقبول باذن الله .
-------------
يتبــــــع بادن الله نعالى