القـريـن ورياضـة اليـوجـا :
ان هذه الطريقة لها طقوس وحركات تكاد تكون حركات عبادة وهي في حقيقتها إتصال بالقرين . وقد عرفت هذه الرياضة منذ العصور القديمة .
فعندما يبدا الشخص في الجلوس والاسترخاء فما يحدث هو الاستعداد لما هو آت والإتصال حتي ينسي ما حوله وينغمس في ذاته ويفكر ويركز في شيئ واحد هو كيف الوصول الي ذلك وعدم الاحساس بما حوله من اصوات الا بوجود الإتصال . ومن العجيب في هذه الطريقة ان الشخص بعد عدة جلسات وتركيز عميق تكون له قوي داخلية كامنة في الانسان تستطيع تحريك الاشياء وثني الاشياء من علي البعد ( مثل ملعقة معدنية ) .
ولا يتم كذلك السحـر للبشر الا بعد زجر القرين وتجنيده في دائرة السحر .
كثير من الناس يعتقد ان تحضير الارواح حقيقة ويمكن للانسان ان يقوم بتحضير الروح والتحدث معها ويستفهم منها بعض اخبار الغيب وما يحدث للانسان بعد الموت وفى هذا البحث سوف نعرف ما اذا كان تحضير الارواح حقيقة ام هو جن او قرين الانسان الذى يبقى بعد موت صاحبه وهو الذى يخرج للانسان ويخبره عن بعض الاشياء التى قام بها صاحبها فى حياته الدنيا .
الحمد لله على نعمه الوافرة ، الحمد لله مخرج الناس من الظلمات الى النور ، خلق الروح وأعجز بها عقول العلماء والأطباء والفلاسفة ، فكانت السرّ المكنون الذي لايعلمه إلا هو ? فقال :" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" الإسراء 85 .
إن هذا الموضوع الذي نعالج اليوم ، هو من المواضيع التي أشغلت أذهان الناس قديماً وحديثاً وخاصة أنهم قد ابتعدوا عن منهج الله تعالى فتلاعبت بهم شياطين الجن عبر التاريخ وأوهموهم أنهم أرواح ، أرواح آبائهم وأجدادهم وصدقوهم بما أملوا عليهم من أخبار فكانت وبالاً عليهم ? قال تعالى :" وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" طه124 / وقال عزَّ وجلّ :" وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ " الزخرف 36
وأخطر ما في قضية تحضير الأرواح هو أن الذي يستحضر القرين يقرأ بعض الطلاسم غير المفهومة عادة ، والذي كان دافعاً لي لكتابة هذا الموضوع ، قصة عجيبة حصلت مع أحد الذين أعرفهم كانوا يقومون بتحضير الأرواح ، عبر طريقة الفنجان والطاولة ،
يقول صاحب القصة : ذات يوم قرأت الطلاسم كالعادة كي يحضر الجني واطرح عليه الأسئلة ، وانتظرت فلم يأت وبعد لحظات وجدت الفنجان قد تحرك ، سألته من معي ؟ فلان !!! وإذا به يجيب وعبر طريقة جمع الأحرف الأبجدية التي على الطاولة ، لا ولكني جني مسلم كنت أراقب ما تفعله و أردت أن أحذرك مما تقوم به ، هل تعلم أنك تقوم بتأليه وتعظيم أحد عفاريت الجن الكافر عبر قرائتك هذه الكلمات المليئة بالشرك ، ألا تتقي الله ؟ وأنت مسلم .
ما الذي يجري عند تحضير الأرواح ؟
إن من يدعي تحضير أرواح الأموات ويزعم أن للأرواح قدرة فائقة على كشف الحاضر والماضي بالإضافة الى التنبأ بالمستقبل ، وكشف الأسرار ، وحلّ المشكلات ، ويعتقد أن الروح هي التي تخاطبه ، فهو في خطر عظيم ، على صعيد العقيدة من ناحية ، أو على صعيد الأذى الذي يتعرّض له .
والحق يقال .. إن كل هذه الادعاءات باطلة من الأساس لماذا
أولاً : هل الروح هي فعلاً التي تحضر ؟! وهل لأحد القدرة على استجلاب الروح من أيدي الملائكة معذبة كانت أم منعمة .
وهل للروح المعذبة خصوصاً القدرة على مخالفة أوامر الملائكة وتخطيهم لتقول لهم هناك من يستدعيني الآن ولا قدرة لكم على منعي من الذهاب .
أنه يقوم باستدعاء روح أحد الأولياء أو الصالحين أو الئمة ليقول للناس أحضرت روح الإمام الأوزاعي ? أو الصحابي فلان ? أو العالم فلان .
كل هذه التساؤلات سنقوم بالإجابة عنها بعون الله تعالى من ضوء القرءان والسنة النبوية المطهّرة وآثار الصحابة رضوان الله عليهم.أولاً : لم يرِد في كتاب الله تعالى ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم شيء يدلّ على إمكانية استحضار أرواح الأموات بالطرق المتعددة التي سنتكلم عنها ويستعمل فيها العزائم الشركية ولم يرد أيضاً استعمال آيات القرءان لاستحضار أرواح الموتى .
فالأرواح منذ اللحظة التي تفارق فيها الجسد تدخل الى عالم جديد هو عالم البرزخ ، حيث تخضع فيه الأرواح لقوانين ونواميس جديدة ، غير التي نألفها في عالمنا المحسوس .
قال الله تعالى :" ومنْ ورائِهِمْ بَرْزَخٌ إلى يومِ يُبْعَثون " المؤمنون 100 ? والبرزخ هو الحاجز بين شيئين ، ويأتي هنا بمعنى مرحلة الإنتظار ما بعد الموت الى قيام الساعة ، وأن أناساً ينعَّمون وآخرين يُعذَّبون في قبورهم كما هو ثابت في القرآن والسنة ، أما في الكتاب فقوله تعالى :" يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" ابراهيم27. وقوله تعالى في حقّ آل فرعون :" النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ " غافر46 .
أما ما ورد في نعيم القبر وأن هناك أرواح منعمة في البرزخ قوله تعالى : " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ". آل عمران169-170
أما ما نستند إليه من السنّة المطهّرة فعن أبي سعيد الخدري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ". رواه الترمذي
وما جاء في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنه قال :" مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين وقال : " إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ، ثم قال بلى : أما أحدهم فكان لا يستنزه من بوله وأما الآخر فكان يمشي في النميمة "
ونعود لنقول ?... إن من كان في حضرة الملائكة وهو يعرض على النار ، ويتعرّض للتعذيب هل يعقل أن أحداً من الناس يستطيع أن يستخلصه من بين أيديهم للتلهي بتفاهات وترّهات .
صحيح أن هناك أرواح منعمة ، وهي طليقة في معظم الأحيان بإذن ربها وتزور أهلها ، ولكن من غير استحضار منا لها ، وتحصل أمور عند القاء بعض الأسئلة على الروح المزعومة تثبت كذب ادعاء محضري الأرواح منها ما تدعيه هذه الروح من أنها في الجنة ومع الأنبياء والصديقين ، مع أن صاحب هذه الروح كان كافراً بالله تعالى في حياته ولم يكن يتم واجباته الدينية ، والمؤمن يعلم علم اليقين أن الله لن يغفر لأحد مات على الكفر وهو القائل سبحانه : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا " النساء48.
فإذا كان من غير المقبول في الدين والعقل أن تدعي نفوسا كافرة بالله أنها تعيش في جنته ، ومن غير المعقول أن الأرواح التي خضعت لقوانين ونواميس جديدة في عالم البرزخ لايستطيع بشر أن يخترقها ويأتي بهذه الروح !! فمن الذي يحضر إذاً ويحرّك الفنجان أو يد الصبي أو ينطق على لسان النائم مغنطيسياً ! ؟
إن الجني أو المارد أو العفريت هو الذي يحضُر و يدعي أنه روح فلان من الأموات و هو كاذب في ادعائه ، وقد يحضر في بعض الأحيان قرين الميت الذي كان يلازمه في الدنيا ، ولذلك عندما تطرح عليه بعض الأسئلة الخاصة بالميت وسيرته فإنه يجيب عنها بوضوح
وغالباً لايستطيع المحضّر أن يحضر جنياً مؤمناً إذ أنه لا سلطان للفسقة والمنافقين ممن يدعون تحضير الأرواح على الجن المؤمن ، إنما يقوم بتحضير الجن الكافر أو الفاسق والذي من طبعه الكذب والخداع والمراوغة لذلك لا يمكن الركون لكلامه ، أو الاعتماد عليه ، ويلمس ذلك بوضوح الذي يتابع صحة الأجوبة التي تتعلق به فيجد كثيراً من الكذب والضبابية في المعلومات التي يدلي بها . ونوع الأسئلة التي يجيب عنها في الغالب هي من علوم الغيب الماضي والحاضر ، ولم يعد بعيداً عن العقل التصديق بخبر صادر عن وكالة أنباء تتكلم عن عملية سطو أو خطف طائرة تحصل في اللحظات التي تذيعها عبر التلفزيون وهي تحصل في آخر بقعة من الأرض ، لأن التكنولوجيا أوصلتنا اليوم عبر الأقمار الاصطناعية الى متابعة جميع ما يجري من أحداث في كل أنحاء العالم ، فمثل هكذا معلومات كانت تنقلها الجن عبر البلاد بلحظات الى الكهنة والعرافين فيستأثرون بقلوب الناس ، أما اليوم فالناس لم يعودوا يتأثروا بهذا النوع من المعلومات .
من علوم الغيب الحاضر مسألة السرقات ، فإن الناس يقصدون السحرة والكهنة للاستعلام عن السرقة ، في هذه الحال ما الذي يجري بالضبط ؟ يأتي صاحب المشكلة وقد حصلت معه في بيته أو مكان عمله ، فيفتح المحضر له مندل ويقوم بطرح الأسئلة على قرين صاحب المشكلة فيخبره بما رأى فإذا فاتته هذه الحادثة ولم يراها استعان بجن ، وقد تتم عملية تبادل المعلومات وقد لا تتم لسبب ما ولذلك لا يحصل المحضر دائماً على المعلومات وإنما يقوم بالمقابل بالتورية والكذب والمماطلة ليسحب أكبر قدر ممكن من المال من صاحب المشكلة .
وليعلم كل من يقصد العرافين أن ما سرق أو فقد له لن يستعيده بأي وسيلة كانت إلا إذا كان مقدراً له أن يعود إليه هذا المال وبهذه الحالة فإن غير محتاج لأن يقصد أحداً من العرافين ، لأنه يؤمن بقضاء الله تعالى وقدره ، و المال سيعود بإذن الله وإلاّ فلو اجتمع كل العرافين والكهنة والسحرة فلن يأتوا بهذا المال ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ، ولذلك إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله .
إن الذين يدعون علمهم بالغيب ضالون ، فالغيب لله : " قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُون بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ" النمل65 والرسل لا يعلمون من الغيب إلا ما أعلمهم الله تعالى ، وقد أمر رسوله أن يعلن هذا :
قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ[ الأعراف188
والجن لايعلمون الغيب ، وقد قبض الله روح نبيه سليمان ، وهو متَّكيء على عصاه ، وكان الجن ينظرون إليه ، ويقومون بالأعمال الشاقة ظانين أنه لا يزال حيّاً ، فلما أكلت دابة الأرض عصاته وخرّ على الأرض تبينت الجن وظهر للناس أن الجنَّ لا يعلمون الغيب ، كما جاء في قوله تعالى :] فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ[ سبأ14
وقد ورد قصة في كتاب مواجهة الجن ( لمنصور عبد الحكيم ) عن أحد جن المندل الذي حضر و بقي متلبساً بالشخص الذي جاء ليستعلم عن سرقة حصلت له فذهب لأحد العرافين الذين يفتحون المندل وكان ما كان فبعد أن حضر جني المندل وتلبس بيده لم يفارقه منذ ذلك الحين ، وبعد معاناة ذهب المتلبس الى أحد الصالحين وقرأ له الآيات الكريمة التي تصرفه عنه ، وجرت محاورة ونقاش أسلم بعدها هذا الجني وخرج منه بإذن الله ،
و غايتنا من القصة أنه لما أراد الجني الخروج سأله الشيخ : نريد أن تخبرنا عن عملك السابق فقال :" أنا عملي كشف الأسرار ، ومعرفة الغائب عن الإنسان في الحاضر ، ومعرفة من قام بالعمل ، وهي مهنة يعرفها بعض الجن الذين تسمونهم خدم المندل .. وليس كل الجن يعرف ذلك فنحن متخصصون مثلكم ، وكل شيء يتم بالتدريب والدراسة ولنا مدرسين يعلموننا كيف نقوم بذلك بدأً من كل جزء فى جسم الانسان حتى كشف الاسرار والكنوز والغائب ، ونحن نعرف الأخبار الماضية فقط ، ولا نعرف أي شيء عن المستقبل فالغيب لا يعلمه إلا الله ." انتهى