27-03-2015, 12:35 AM
|
#9599
|
كبار الشخصيات
|
رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
موقعة المذار:
بسبب ما حدث لجيوش فارس السابقة فقد أرسل (أردشير) كسرى فارس في ذلك الوقت جيشًا آخر بقيادة قارن بن يرقانس، وكان من القواد المهرة، فتوجه من الشمال من مدينة المدائن بحدود نهر دجلة حتى يصل إلى خالد بن الوليد، ولم يدر بخَلَده مطلقًا أن يجد في مواجهته خالد بن الوليد صاعدًا إليه.
كان خالد بن الوليد قد توجه شمالاً غربي نهر دجلة حتى مرَّ بحصن المرأة وحصن الرجل، وفتح مدينتين صغيرتين هما: (زندوارد) و(هرمزجرد) وصالح أهلهما على الجزية، ثم علم أن جيش "قارن" يتقدم من المدائن شرق دجلة ناحية الجنوب قاصدًا إياه.
فما كان من خالد بن الوليد إلا أن عبر نهر دجلة عن طريق بعض السفن التي اغتنمها من مدينة الأبلة، وتوجه شمالاً لمواجهة جيش "قارن" الذي لم يعلم بعدُ بهذا الأمر!
وعلى الجانب الآخر كان جيش "قارن" قد عبر نهرًا صغيرًا عند قرية المذار، ثم عسكر في هذا المكان (المذار)، ورتب جيشه فجعل نفسه على المقدمة، وجعل على ميمنته قباذ وعلى ميسرته أنوشجان، اللذين كانا على مجنبتي هرمز في موقعة كاظمة، التي قُتل فيها هرمز.
وإلى المذار أيضًا قد توجه جيش خالد بن الوليد وهو على التعبئة نفسها التي كان عليها منذ خرج من النباج، حيث مسلمة بن حارثة في المقدمة، وعاصم بن عمرو التميمي في الميمنة، وعدي بن حاتم الطائي في الميسرة.
التقى الجيشان في منطقة المذار، وقد خرج قارن يدعو للمبارزة فتسارع إليه خالد بن الوليد ومعقل بن الأعشى، فلحقه معقل قبل خالد فالتقت سيوفهما فَقَتَلَ معقلُ قارنًا في أول لقاء في المعركة تمامًا كما حدث في موقعة ذات السلاسل!!
وقد زاد ذلك من معنويات المسلمين وزعزع من معنويات جيش فارس، فتقدمت ميمنة المسلمين بقيادة عاصم بن عمرو التميمي وقتل أنوشجان قائد ميسرة الفرس، وبالمثل قتل عدي بن حاتم الطائي قباذ قائد الميمنة!!
وقد تبع ذلك هزيمة ساحقة للفرس قتل فيها منهم ثلاثون ألفًا، وغرق كثيرٌ ممن فَرَّ يريد العودة والعبور، وأخذ المسلمون يجمعون الأسلاب والغنائم من الجنود الفرس!!
وتجدر الإشارة هنا إلى التفريق بين الغنائم والأسلاب، أن الغنائم هي ما يجمع من الجيش بعد القتال من خيول وأسلحة وما إلى ذلك، أما الأسلاب فهي ما يأخذه المحارب مما على قتيله في الحرب.
وقد وزع خالد بن الوليد الأسلاب لمن سلبها، ووزع الغنائم عليهم، وبعث الخمس إلى أبي بكر الصديق في المدينة، وقد كان نصيب الفارس في هذه المعركة أيضًا ألف درهم، كما كان في موقعة كاظمة.
وكانت هذه هي أول مرة يجتاز المسلمون فيها نهر دجلة، وأول موقعة ينتصر فيها خالد بن الوليد شرق نهر دجلة.
الفرس وخطة الكماشة:
علم (أردشير) كسرى فارس في ذلك الوقت بانتصار جيش المسلمين في موقعة المذار، فأرسل جيشًا آخر بقيادة بَهْمَن جاذويه، وهو ممن تم شرفهم في جيوش فارس ومن كبار قادة الجيش.
وفي خطه شبيهة بخطة أبي بكر الصديق لفتح فارس توجه بهمن ناحية المذار حيث خالد بن الوليد، وفي الناحية الأخرى أرسل أحد قواده وهو أندرزغر إلى منطقة الولجة على حدود الجزيرة العربية، فيكون أندرزغر من خلف جيش خالد، وبهمن من أمامه فيحصراه في المذار بين فكي كماشة.
وصلت هذه الأخبار إلى سمع خالد بن الوليد -وهو ما زال بالمذار- عن طريق عيونه، وقدَّر هذه الخطة قدرها وأدرك خطورة تحرك الجيشين، فما كان منه إلا أن آثر التخلي عن كل ما اكتسبه من أرض شرق دجلة وما استحوذ عليه، والرجوع والتقهقر إلى منطقة الولجة لملاقاة أندرزغر.
وكان هذا الصنيع من قِبل خالد من صميم الحكمة وحسن التدبير؛ لأنه لو كان أصر على التمسك بما تحت يده لكان أتاه جيش بهمن من الشمال وجيش أندرزغر من الجنوب، والله أعلم بعاقبة الأمر حينذاك.
خالد ونجاح الخطة المضادة:
في الولجة كان قد نزل خالد بن الوليد، وقد وجد أن ميدان المعركة أرض منبسطة ليس فيها أشجار ولا مستنقعات، فعمل على خطة لمقابلة أندرزغر؛ حيث صفَّ قواته كما هي خطته المعهودة في ذلك، ثم أخفى خلف الجيش -وبعيدًا عن أرض المعركة- قوتين منفصلتين إحداها بقيادة بُسْر بن أبي رهم، والأخرى بقيادة سعيد بن مرة.
وبدأت المعركة واقتتل المسلمون والفرس قتالاً شديدًا، وصبر الفريقان لبعضهما حتى اقترب الليل وما زالت النتيجة لم تُحسم، وما زال خالد بن الوليد يخبِّئ قوتيه ويصبر عليهما حتى يَنهك عدوه ويَجهد.
وحين تيقن بلوغ الجهد ونفاد الصبر من الجيشين أمر خالد بن الوليد القوتين الكامنتين في الخلف بالالتفاف في دورة واسعة حول جيش فارس من الخلف، من حيث كانوا يتوقعون وينتظرون المدد من بهمن.
وفي مفاجأة مذهلة ومروعة وجد الفرس جيشي المسلمين على رءوسهم، فاختلط أمرهم ودبت الهزيمة في أوصالهم حتى لم يعد يعرف أحدهم -كما يقول الرواة- مقتل صاحبه، وقد عملت سيوف المسلمين في رقابهم، ومَنَّ الله على المسلمين بنصر مُؤَزَّر في منطقة الولجة.
موقعة أليس ونهر الدم:
في موقعة الولجة كان قد قُتِلَ اثنان من أبناء زعماء نصارى العرب، هما ابن عبد الأسود وابن جابر بن بجير، وكانا من قبيلة بكر بن وائل، ولما علمت قبيلة بكر بن وائل بذلك اشتد غيظها وحنقها على المسلمين، وكاتبت الفرس على الاشتراك معهم في قتال المسلمين.
وكان أن جهز نصارى العرب جيشًا كبيرًا وتجمعوا به في أُلَّيْس، وإلى أُلَّيْس أيضًا كان قد توجه أربعون ألف مقاتل من مدينة أَمْغِيشيا (معظم أهل المدينة تقريبًا، وهي على بعد أربعين كيلو مترًا من أُلَّيْس)؛ لينضموا إلى من اجتمع بها لحرب المسلمين، وكان أن انضاف إليهم مقدمة جيش بهمن وعلى رأسها جابان الذي أرسله بهمن لنفس الغرض.
وبهذا تكون أُلَّيْس هذه قد جمعت معظم أهل أَمْغِيشيا، إضافة إلى جيش الفرس بقيادة جابان، وبالإضافة أيضًا إلى نصارى بكر بقيادة جابر بن بجير وعبد الأسود، وبينما كان بهمن في طريقه إلى (أُلَّيْس) علم بمرض أردشير فرجع إلى المدائن فمكث بجواره ولم يشترك في هذا التحالف، وقد اجتمع للفرس في أُلَّيْس أكثر من مائة ألف مقاتل على رأسهم جابان ومن بينهم نصارى بكر بن وائل، وأيضًا أَمْغِيشيا وكانت تحت الحكم الفارسي.
كان خالد بن الوليد وجيشه -كما نعلم- ثمانية عشر ألف مقاتل؛ إذ لم يفقد في هذه المعارك عددًا يذكر وظل كما هو، وكان قد علم -وهو في الولجة- بتجمع هذه الجيوش له في أُلَّيْس، فعمد إليها وكأنه يبحث عن الفرس في كل مكان.
وفي أُلَّيْس قال نصارى بكر بن وائل لجابان: اجعلنا على المقدمة فنحن أعلم بالعرب وأقدر على قتالهم منك. فأجابهم جابان: لَئِن صدقتم لنجعلنكم عليها. وهنا ثار الفرس وقالوا: كيف ترضى لهؤلاء الأجلاف أن يقولوا لك: إنهم أفضل منا في قتال العرب وتوافقهم على ذلك؟! فرد عليهم جابان قائلاً: "إن كان لنا النصر فهم تحت إمرتنا، وإن كان للعرب (المسلمين) النصر فهم فداؤنا". وكان أن جعل جيشه في المؤخرة، وجعل نصارى بكر في المقدمة، فجعل جابر على يمينه وعبد الأسود على يساره، ومقدمة الجيش من أَمْغِيشيا.
جابان وخالد.. ضعف وشجاعة:
برغم أن جابان كان قائدًا محنكًا إلا أنه كان صاحب شخصية ضعيفة، فقد صادف وصول خالد بن الوليد وجيشه أن الفرس قد أعدوا طعام الغداء وجلسوا إليه، وعندها أمرهم جابان بأن يتركوا الطعام ويستعدوا للصدام مع المسلمين، ولكنهم عصوه وخالفوا أمره ظنًّا منهم أن ذلك سيعني للمسلمين أنهم لا يعتنون ولا يحفلون بهم.
وما إن انتهى إليهم خالد بن الوليد وقد رتب جيشه حتى خرج أمام الصف فنادى: "أين جابر؟ أين عبد الأسود؟" فجبنوا حتى خرج رجل يدعى مالك بن قيس، وكان أيضًا من زعماء بكر بن وائل، فقال له خالد بن الوليد: "يابن الخبيثة، ما جرأك عليَّ من بينهم وليس فيك وفاء؟!" يعني قتلك لا يَفِي بما أريد، ثم ضربه ضربة واحدة قتلَتْه!!
وعلى الفور زحف عليهم خالد بن الوليد وأقامهم عن طعامهم وأجبرهم على الحرب، فكان أن دارت رحاها واشتد سعيرها، بين جيش المسلمين وقوامه ثمانية عشر ألف مقاتل على رأسهم خالد بن الوليد بحكمته وقوته وشجاعته، وجيش جابان الذي يتكون من خليط من العجم والعرب وقوامه أكثر من مائة ألف مقاتل على رأسهم قائد ضعيف هزيل (جابان).
في لحظات فارقة وفي أشد من أي قتال سبق اقتتل المسلمون وجيش جابان قتالاً شديدًا مريرًا، وصبر كل من الطرفين للآخر، وصمد كل منهما لعدوه في محاولات مستميتة ظلت الحرب فيها سجال، حيث لم تثقل بعد أيّ من الكفتين، حتى شق ذلك على المسلمين.
وهنا نذر خالد بن الوليد نذرًا فقال: "اللهم إن لك عليَّ إن منحتنا أكتافهم ألا أستبقي منهم أحدًا أقدر عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم".
وكأن الله I كان ينتظر هذا النذر، فما أن انتهى خالد من دعائه حتى مالت الكفة لصالح المسلمين، وبدأت صفوف جابان تتضعضع فانكشفوا للمسلمين وقد منحهم الله أكتافهم، فنادى خالد في الجيش: "الأسر الأسر إلا من امتنع".
فأخذ المسلمون يأسرون ما استطاعوا من الفرس والعجم، يسوقونهم سَوْق البعير، حتى جمعوا منهم سبعين ألف أسير جُلُّهم من أَمْغِيشيا، وقد حبس خالد الماء عن الفرات، ثم وضعهم على حافته وقد وَكَّلَ بهم من يضرب أعناقهم فيه حتى ظلوا في ذلك ثلاثة أيام، ثم فتح عليهم الفرات فصار من أثر دمائهم أحمر قانيًا، فسُمِّيَ لذلك "نهر الدم"، وظل على ذلك قرونًا طويلة، حتى ذكر ابن بطوطة (القرن الثامن الهجري) في رحلاته أنه مَرَّ على نهر الدم، ذلك الذي وقعت حوله موقعة أُلَّيْس.
وبذلك أرهب خالد بن الوليد الفرس إرهابًا شديدًا، وفَتَّ في أعْضَادِهم هم ومن حالفهم، وقد وصلت أخبار ذلك النصر إلى أبي بكر الصديق في المدينة فأعجب إعجابًا شديدًا ببأس خالد بن الوليد، وأثنى عليه ودعا له بالتوفيق.
أَمْغِيشيا وفتح دون قتال:
(خريطة تبين موقع أَمْغِيشيا من أُلَّيْس)
قبل أن تصل أنباء تلك الهزيمة القاسية إلى المدائن، وفي محاولة لعدم منح الفرس الفرصة في الاستعداد والتجهيز، كان أن توجه خالد بن الوليد إلى أَمْغِيشيا على مسافة أربعين كيلو مترًا من أُلَّيْس، والتي قتل من أهلها في أُلَّيْس حوالي أربعين ألفًا، فوجدها خاوية من أهلها، وذلك من حين علموا بتوجه خالد إليها، وقد تركوا فيها أموالهم وأمتعتهم!
وإرهابًا للفرس وتهوينًا من شأنهم حين دخل أَمْغِيشيا (وكانت مدينة عظيمة البنيان مرتفعة القصور) أمر خالد بن الوليد بهدمها بالكامل، وكل ما كان في حَيِّزِها.
وقد أصاب المسلمون من السبي والغنائم فيها ما لم يصيبوه في معاركهم من قبل، فكان نصيب الفارس ألفًا وخمسمائة درهم، وكان من بين السبي رجل يدعى حبيبًا وكان نصرانيًّا، وقد أسلم حبيب هذا وأنجب غلامًا، كان هو الحسن البصريإمام التابعين.
وقد وصلت أنباء أَمْغِيشيا إلى أبي بكر الصديق فقال: "يا معشر قريش، عدا أسدكم (يعني خالدًا) على الأسد (يعني فارس)؛ فغلبه على خراذيله (يعني فرائسه)، أعجزت النساءُ أن يلدن مثل خالد".
وإلى هنا يكون قد تمَّ للمسلمين النصر في كاظمة، ثم الأبلة فالمذار فأُلَّيْس فأَمْغِيشيا، انتصارات تتلوها انتصارات، والحُلم هو الحيرة وقد بدت على الأبواب.
كانت هناك رغبة جامحة تراود خالد بن الوليد في الوصول إلى الحيرة؛ إذ منها سينطلق أميرًا على الجيشين -إذا وصل أولاً- في فتح المدائن عاصمة الفرس، وهذه الرغبة لم يعد الفرس غافلين عنها خاصة مرزبان الحيرة، الذي أيقن أنه صار في فوهة المدفع، وأن الدائرة لا شك عليه، خاصة بعد ما وصل إلى سمعه خبر أَمْغِيشيا وتبين مسار خالد.
معركة المقر وعودة المياه:
وكان خالد بن الوليد يجمع السفن في أَمْغِيشيا ليتوجه بها شمالاً عن طريق نهر الفرات تجاه الحيرة؛ خوفًا من أن يتعطل سيره على الأرض، خاصة والفصل ربيع حيث يفيض نهرا دجلة والفرات، حيث تصعِّب آثار الفيضان سير الإبل على الأرض.
وبهذا الأمر علم آزاذبه مرزبان الحيرة، فقرر أن يقوم بحيلة دفاعية من أجل أن يحول دون أن يبلغ خالد بن الوليد مأربه، فكان أن أرسل ابنه على رأس فرقة من الجيش إلى مكان يسمى المقر جنوبي الحيرة، وأمره بسد نهر الفرات وتفجير الأنهار الأخرى الفرعية، فلا تستطيع سفن خالد بن الوليد مواصلة السير.
وبالفعل قام ابن آزاذبه بما أمره أبوه؛ فجنحت سفن خالد بن الوليد في النهر حتى ارتاع المسلمون لذلك، إذ إنهم لم يتعودوا ركوب البحر الذي لم يدلفهم إليه بيئتهم الصحراوية.
وقد استنتج الملاحون -وهم من أهل البلاد- أن هذا لا يعدو إلا أن يكون من صنيع جيش فارس بسدهم الفرات، وتفجيرهم الأنهار عند المقر، مما جعل الماء يسلك غير سبيله.
وما إن سمع خالد بن الوليد من الملاحين تعليلهم حتى أخذ فرقة من الخيالة وتوجه من تَوِّهِ إلى المقر بهدف إعادة فتح مجرى الماء لإنقاذ سفن المسلمين في نهر الفرات، وعند المقر قابلته طليعة من طلائع ابن آزاذبه فأبادهم عن آخرهم، ثم تقدم نحو القوة الأساسية لجيش ابن آزاذبه فوجدها على فم الفرات في المقر، فاشتبك معهم حتى هزمهم هزيمة ساحقة وقتل ابن آزاذبه.
ثم تقدم خالد بن الوليد وفتح الفرات وسد الأنهار الفرعية، فعاد الماء إلى مجراه، وتقدمت سفن المسلمين مرة أخرى في اتجاه الحيرة، وتقدم هو بنفسه ومن معه من الفرسان حتى وصل إلى الخورنق جنوب الحيرة على مقربة منها.
وفي الوقت الذي قُتِل فيه ابن آزاذبه ووصل خالد إلى الخورنق كان أردشير كسرى فارس قد مات في ذلك الوقت في المدائن، الأمر الذي فَتَّ كثيرًا في عضد (آزاذبه)، فما كان منه إلا أن فر بجيشه شرق الفرات راجعًا إلى المدائن، وتاركًا الحيرة لأهلها يدافعون عنها.
وفي الحيرة كان هناك حصن كبير يعد من أقوى حصون فارس الجنوبية وهو قصر (الخورنق)، وكان يملكه النعمان بن المنذر الذي كان أميرًا على الحيرة قبل هذه الفترة، وقد بناه له مهندس رومي يُدعى (سنمار) في عشرين سنة، حتى لم يكن في التاريخ مثله منعةً وحصانةً وإبداعًا، ولما أتم بناءه صعد به النعمان إلى أعلى القصر وألقاه من فوقه ليقتله؛ وذلك حتى لا يبني مثله لغيره، وقد صار هذا مضرب الأمثال، فكان العرب يقولون: "جزاء سنمار".
وقد وصل خالد بن الوليد إلى هذا القصر المنيع وفتحه بسهولة، والذي كان من الممكن أن يحتمي به آزاذبه لولا ضعفه وخيانته لفارس، ثم تقدم ناحية الحُلْم، ناحية الحيرة أكبر مدن فارس الجنوبية، والتي لو فتحت لأصبح سهلاً على المسلمين التقدم إلى المدائن عاصمة الفرس.
------------------
للفايدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
|