الموضوع: صراحة الرأي
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-06-2015, 12:29 PM
الصورة الرمزية الراس الصغير
الراس الصغير الراس الصغير غير متواجد حالياً
 






الراس الصغير will become famous soon enough
7 صراحة الرأي

صراحة الرأي



كم في النفوس من عبارات صامتة، وفي القلوب من معانٍ كامنة!



نُظهر خلاف ما نُبدي في أحيان كثيرة، وقلة هم الذين يتحدثون عن آرائهم الشخصية،
سواء في أمورهم الشخصية أو أمور الحياة العامة، فالذي يكتم آراءه،
ويجعلها صدى صدره، وهواجس نفسه،
ولم يتحدث بها في هذه الحياة، ويعزز من وجوده الإنساني ورأيه البشري،
فما الفائدة من عيشه في هذه الدنيا؟ لأن رأيك لا بد أن يكون له تأثير،
سواء على نفسك أو على مَن حولك، ولا سيما إذا كان الرأي عن معرفة وخبرة.



أُلوف من البشر إذا سئلوا عن آرائهم قالوا: ما لنا من الأمر شيء! أموات غير أحياء!



بينما نجد أن القرآن يربي على تقدير الذات بحسن التعبير
عن الرأي الذي يخدم الفرد والمجتمع في أمور دينهم ودنياهم:

﴿ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴾ [الزمر: 64]،
﴿ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ [الكافرون: 2]،
﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162].



ويذم القرآن الانصهار بلا رأي ولا قناعة،
قال الله: ﴿ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ﴾ الآية [البقرة: 113]،
وفي الأثر: ((لا يكون أحدكم إمعة...)) الحديث.



نعم، قد تكون مؤيدًا لرأي ما، ولكن لا بد من القناعة بهذا الرأي،
وليس لضعف وخنوع ولنفوذ صاحبه... إلخ.



والعجب حينما يكون لرأيك أثر محمود ولكنك تصمت!



"الصمت حكمة" حيلة يحسن استخدامها الجبناء.



وبطبيعة الحال وجهات النظر لا تأتي إلا بعد علم ومعرفة واطلاع وخبرة ودراية،
ولا يلزم أن يكون رأيك عن علم؛ لأنه رُبَّ حكيم بتجارب الحياة ألهمته سداد الرأي،
ولمجالات العلوم والفنون أهلها المتخصصون،
ولا يعنيني هذا، وإنما الذي يعنيني هو شؤون الحياة الواسعة،
فهي متنوعة الآراء والقناعات، فما أحوجنا لصراحة!



ومن حكم أحد الفلاسفة: أنا أفكر إذًا أنا موجود، فهل أنت موجود؟
إذًا... اقرأ، تأمل، فكر، ناقش، اكتب، أنتِج... إلخ.



بهذه تعزز من ذاتك، وتصقل رأيك الشخصي، وتزداد خبرتك ورجاحة عقلك.



لأنك مسلم، وهكذا ينبغي أن يكون كل مسلم؛ لينهض بنفسه أولاً،
وبأمَّته ثانيًا، وإليك بصوت من الماضي يشق طريق الحاضر، ليقول لك المتنبي:

الرأي قبل شجاعة الشُّجعانِ هو أولٌ وهي المحل الثاني
فإذا هُمَا اجتمعا لنفسٍ مِرَّةٍ بلغتْ من العلياء كلَّ مكانِ



فالرأي شجاعة، بل فاق الشجاعة؛ لأن الجبان إذا شعر بالخوف يعجز عن النطق،
وأما الشجاع فهو ينطق بكل ثقة، رغم المحنة والخوف.

م/ن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
لا اله الا الله
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس