قصة واقعية حدثت قبل أيام
خرجت من بيتي صباحا للذهاب الى البقالة المجاورة لشراء الخبز الطازج
وبجوار منزلنا يقع مجمع مدرسي حكومي
لفت نظري طالب جالس تحت شجرة بجوار المدرسة ينتظر ان يفتح الباب
لم القي له بالا وذهب للبقالة وفي عودتي وجدته في مكانه ورأيت الدمع ينساب من عينيه
جلست بجوارة ورفعت رأسه
وقلت له وش فيك ياولدي
!!
عسى الامر خير
نظر لي بتعجب
قال ولدك
قلت نعم انت مثل ولدي
قول لي فيك شي
ناقصك شي
هل تعرض لك أحد
قال لا
قلت طيب ممكن اعرف ايش فيك
!!
انت جالس تبكي
قال أبكي لأن العام الدراسي بيخلص وتنتهي الدراسة
قلت المفروض تفرح
قال وين افرح
ماعرفت الفرح منذ ست سنوات
استويت بجستي وقلت ليه
قال مابي ارجع للبيت
هنا عائلتي وأهلي وإذا قفلت المدرسة أبوابها سأعبش في حزن وعذاب
قلت ليش
قال اسمع ياعم
!!
أنا يتيم
توفي أبي وأمي في حادث قبل ست سنوات
وانتقلنا للعيش عند عمي
عمي اللذي لايعترف بنا انا وأختي
وزوجته تعاملنا بجفاء
لايسالونا عن حالنا ولايهتمون بأمرنا
تعيش ببيتهم مثل الغرباء
ابنائهم اصغر منا ولديهم الملابس الجديدة والجوالات والغرف الخاصة ول وسائل الترفية
نحن نعيش في تعاسة
ماتشوفني ياعم جالس لحالي عند باب المدرسة
بعد صلاة الفجر من الساعة خمس يجي عمي ويرميني عند الباب ويروح ينام
وعياله يوديهم السواق الساعة سبع
مع كل هذا انا اجد المدرسة خير لي من بيت عمي
وانزل رأسة وقام يبكي
!!
قلت شوف ياولدي
هذا رقم جوالي واذا الدنيا ضاقت بوجهك اتصل بي
وسوف اكون لك مثل ابوك
واذا ناقص عليك شيء انا اتكفل فيه
وذهبت من عنده
ودمعتي على خدي من الأسى والألم
!!
احبتي انه اليتيم
يعيش بيننا وحوالينا
يحتاج لاحتواء وعناية أكثر من ابنائنا وبناتنا
يكفيه ألما فقد والدية
يكفية ألما فقد الحنان والعطف والحضن الدافيء
!!
اتقوا الله عباد الله فيما تحت أيديكم من الأيتام
فوالله مايكرمهم الى شهم وكريم وذو خلق ودين
ولايهينهم الا ناقص دين ورجولة
ومانفعلة بماتحت أيدينا من الأيتام سوف يعود على أبنائنا
!!
فالحياة لاتدوم والاعمار بيد الله ولانهلم متى نفارق هذه الدنيا
فالنحسن الى الأيتام ونشفق عليهم ونداري دمعتهم
فلعل الله يرحم أبنائنا ذات يوم برحمتنا لهم
!!
الله سبحانه وتعلى قال في سورة الضحى
"فأما اليتيم لاتقهر"
لانقهره بالكلام الجارح
لانقهره بالإزدراء