عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2015, 04:46 AM   #10288
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من فوائد كتاب (تهذيب مدارج السالكين
للإمام ابن القيم)
بسم الله الرحمن الرحيم
1- "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم" أضاف النعمة إليه، وحذف فاعل الغضب لوجوه:
منها: أن النعمة هي الخير والفضل، والغضب من باب الانتقام والعدل، والرحمة تغلب الغضب، فأضاف إلى نفسه أكمل الأمرين، وأسبقهما وأقواهما، وهذه طريقة القرآن في إسناد الخيرات والنعم إليه، وحذف الفاعل في مقابلتهما..
الوجه الثاني: أن الله سبحانه هو المنفرد بالنعم .. فأضيف إليه ما هو منفرد به.. وأما الغضب على أعدائه فلا يختص به تعالى، بل ملائكته وأنبياؤه ورسله وأولياؤه يغضبون لغضبه..
الوجه الثالث: أن في حذف فاعل الغضب من الإشعار بإهانة المغضوب عليه، وتحقيره وتصغير شأنه ما ليس في ذكر فاعل النعمة من إكرام المنعم عليه والإشادة بذكره، ورفع قدره ما ليس في حذفه..
2- قال الفراء: العرب تسمي ما يوصل إلى الإنسان: كلاما، بأي طريق وصل، ولكن لا تحققه بالمصدر، فإذا حققته بالمصدر لم يكن إلا حقيقة الكلام، كالإرادة، يقال: فلان أراد إرادة يريدون حقيقة الإرادة..
3- "وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون" ما أضل الله سبحانه أحدا قط إلا بعد هذا البيان (البيان العام)..
4- من أراد أن تصدق رؤياه فليتحر الصدق وأكل الحلال، والمحافظة على الأمر والنهي، ولينم على طهارة كاملة مستقبل القبلة، ويذكر الله حتى تغلبه عيناه، فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة..
5- وأصدق الرؤيا: رؤيا الأسحار، فإنه وقت النزول الإلهي، واقتراب الرحمة والمغفرة، وسكون الشياطين، وعكسه رؤيا العتمة، عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية، وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: رؤيا المؤمن كلام يكلم به الرب عبده في المنام.
6- اشتملت الفاتحة على الشفاءين: شفاء القلوب، وشفاء الأبدان.
7- كثيرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: {إياك نعبد} تدفع الرياء {وإياك نستعين} تدفع الكبرياء.
8- الناس قسمان: مقر بالحق تعالى، وجاحد له، فتضمنت الفاتحة إثبات الخالق تعالى، والرد على من جحده، بإثبات ربوبيته تعالى للعالمين.
9- سمعت شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية قدس الله روحه يقول: كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟ وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
ومعلوم أن وجود الرب تعالى أظهر للعقول والفطر من وجود النهار، ومن لم ير ذلك في عقله وفطرته فليتهمهما.
10- سر الخلق والأمر، والكتب والشرائع، والثواب والعقاب انتهى إلى هاتين الكلمتين (إياك نعبد وإياك نستعين)..
11- العبادة تجمع أصلين: غاية الحب بغاية الذل والخضوع.
12- تقديم " العبادة " على " الاستعانة " في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل..
13- العبودية محفوفة بإعانتين: إعانة قبلها على التزامها والقيام بها، وإعانة بعدها على عبودية أخرى، وهكذا أبدا، حتى يقضي العبد نحبه.
14- قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: تأملت أنفع الدعاء؛ فإذا هو سؤال العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في: {إياك نعبد وإياك نستعين}
15- لا يكون العبد متحققا بــــ {إياك نعبد} إلا بأصلين عظيمين: أحدهما: متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
والثاني: الإخلاص للمعبود.
16- أهل الإخلاص للمعبود والمتابعة، هم أهل "إياك نعبد" حقيقة، فأعمالهم كلها لله، وأقوالهم لله، وعطاؤهم لله، ومنعهم لله، وحبهم لله، وبغضهم لله، فمعاملتهم ظاهرا وباطنا لوجه الله وحده، لا يريدون بذلك من الناس جزاء ولا شكورا .. بل قد عدوا الناس بمنزلة أصحاب القبور، لا يملكون لهم ضرا ولا نفعا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا..
17- أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته، فأفضل العبادات في وقت الجهاد: الجهاد..والأفضل في وقت حضور الضيف مثلا القيام بحقه.. والاشتغال به عن الورد المستحب، وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل..
18- المتحقق بــ " {إياك نعبد وإياك نستعين} ..هو لله وبالله ومع الله، قد صحب الله بلا خلق، وصحب الناس بلا نفس..
19- {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} أي: مهملا، قال الشافعي: لا يؤمر ولا ينهى، وقال غيره: لا يثاب ولا يعاقب، والصحيح الأمران..
20- فأصل العبادة: محبة الله، بل إفراده بالمحبة، وأن يكون الحب كله لله..
21- بنى {إياك نعبد} على أربع قواعد: التحقق بما يحبه الله ورسوله ويرضاه، من قول اللسان، والقلب، وعمل القلب، والجوارح، فالعبودية: اسم جامع لهذه المراتب الأربع.. فــ {إياك نعبد} التزام لأحكام هذه الأربعة، وإقرار بها، {وإياك نستعين} طلب للإعانة عليها والتوفيق لها، و{اهدنا الصراط المستقيم} متضمن للتعريف بالأمرين على التفصيل، وإلهام القيام بهما، وسلوك طريق السالكين إلى الله بها..
22- أما مرتبة أصحاب اليمين: فأداء الواجبات، وترك المحرمات، مع ارتكاب المباحات، وبعض المكروهات، وترك بعض المستحبات.
23- وأما رتبة المقربين: فالقيام بالواجبات والمندوبات، وترك المحرمات والمكروهات، زاهدين فيما لا ينفعهم في معادهم، متورعين عما يخافون ضرره..
24- الصبر واجب باتفاق الأمة، قال الإمام أحمد: ذكر الله الصبر في تسعين موضعا من القرآن، أو بضعا وتسعين، وله طرفان أيضا: واجب مستحق، وكمال مستحب.
25- شهوة الكبائر معصية، فإن تركها لله مع قدرته عليها أثيب، وإن تركها عجزا بعد بذله مقدوره في تحصيلها استحق عقوبة الفاعل، لتنزيله منزلته في أحكام الثواب والعقاب..
26- التحقيق: أن حركة اللسان بالكلام لا تكون متساوية الطرفين، بل إما راجحة وإما مرجوحة، لأن للسان شأنا ليس لسائر الجوارح.. وكل ما يتلفظ به اللسان فإما أن يكون مما يرضي الله ورسوله أو لا، فإن كان كذلك فهو الراجح، وإن لم يكن كذلك فهو المرجوح..
27- في الحديث: «من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، ففقئوا عينه فقد هدرت عينه».. وهذا إذا لم يكن للناظر سبب يباح النظر لأجله، كعورة له هناك ينظرها، أو ريبة هو مأمور أو مأذون له في الاطلاع عليها..
28- قال تعالى: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} قال مقاتل: استعن عليهم بركبان جندك ومُشاتهم. فكل راكب وماش في معصية الله فهو من جند إبليس.
29- الإيمان نصفين: نصف صبر، ونصف شكر، والصبر داخل في الشكر، فرجع الإيمان كله شكرا..
30- منتهى همة الصادقين أرباب البصائر إلى ثلاثة أشياء:
أحدها: الكشف عن منازل السير.
والثاني: الكشف عن عيوب النفس، وآفات الأعمال ومفسداتها.
والثالث: الكشف عن معاني الأسماء والصفات، وحقائق التوحيد والمعرفة.
وهذه الأبواب الثلاثة هي مجامع علوم القوم. وعليها يحومون. وحولها يدندنون. وإليها يشمرون.
31- شهادة العقل بالجزاء كشهادته بالوحدانية، ولهذا كان الصحيح أن المعاد معلوم بالعقل، وإنما اهتدي إلى تفاصيله بالوحي..
32- البصيرة: تحقُّقُ الانتفاع بالشيء والتضرر به، وقال بعضهم: البصيرة ما خلصك من الحيرة، إما بإيمان وإما بعيان..
33- البصيرة تُنبِتُ في أرض القلب الفراسةَ الصادقة..
34- التوبة بين محاسبتين، محاسبة قبلها، تقتضي وجوبها، ومحاسبة بعدها، تقتضي حفظها..
35- وأما سوء الظن بالنفس فإنما احتاج إليه؛ لأن حسن الظن بالنفس يمنع من كمال التفتيش ..ولا يسيء الظن بنفسه إلا من عرفها، ومن أحسن ظنه بنفسه فهو من أجهل الناس بنفسه..
36- لعل تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه وأشد من معصيته..
37- إنك أن تبيت نائما وتصبح نادما، خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا..
38- منزل التوبة أول المنازل، وأوسطها، وآخرها، فلا يفارقه العبد السالك، ولا يزال فيه إلى الممات..
39- شرائط التوبة ثلاثة: الندم، والإقلاع، والاعتذار..
40- تعظيم الجناية يصدر عن ثلاثة أشياء: تعظيم الأمر، وتعظيم الآمر، والتصديق بالجزاء..
41- المؤمن من نوع الإنسان خير البرية على الإطلاق..
42- قال الله تعالى {وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين - لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين}
أخبر سبحانه أن الناس قسمان: حي قابل للانتفاع، يقبل الإنذار
وينتفع به، وميت لا يقبل الإنذار ولا ينتفع به، لأن أرضه غير زاكية ولا قابلة لخير البتة، فيحق عليه القول بالعذاب، وتكون عقوبته بعد قيام الحجة عليه، لا بمجرد كونه غير قابل للهدى والإيمان..
43- من عرف حقيقة نفسه وما طبعت عليه علم أنها منبع كل شر، ومأوى كل سوء، وأن كل خير فيها ففضل من الله من به عليها، لم يكن منها.. قال تعالى {ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون} فهذا الحب وهذه الكراهة لم يكونا في النفس ولا بها، ولكن هو الله الذي من بهما، فجعل العبد بسببهما من الراشدين..
44- لا يزال (الشيطان) يهون عليه أمرها (الصغيرة) حتى يصر عليها، فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل النادم أحسن حالا منه، فالإصرار على الذنب أقبح منه، ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار..
45- {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} فمغايظة الكفار غاية محبوبة للرب مطلوبة له، فموافقته فيها من كمال العبودية..
46- فإن لم يكن (العبد) في تقدم فهو متأخر ولا بد، فالعبد سائر لا واقف، فإما إلى فوق، وإما إلى أسفل، إما إلى أمام وإما إلى وراء، وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف البتة..
47- (إعلام المقذوف المغتاب): لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه وقذفه واغتيابه، بل يكفي توبته بينه وبين الله، وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه بضد ما ذكره به من الغيبة، فيبدل غيبته بمدحه والثناء عليه، وذكر محاسنه، وقذفه بذكر عفته وإحصانه، ويستغفر له بقدر ما اغتابه، وهذا اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية، قدس الله روحه..
48- تأمل قوله: {يبدل الله سيئاتهم حسنات} ولم يقل: مكان كل واحدة واحدة، فهذا يجوز أن يبدل السيئة الواحدة بعدة حسنات بحسب حال المبدل..
49- توبة العبد إلى الله محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها، وتوبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من ربه، سابقة ولاحقة، فإنه تاب عليه أولا إذنا وتوفيقا وإلهاما، فتاب العبد، فتاب الله عليه ثانيا، قبولا وإثابة، قال الله سبحانه وتعالى {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم - وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم}..
50- الصحيح قول الجمهور: أن اللمم: صغائر الذنوب..
51- كل قول رتب الشارع ما رتب عليه من الثواب، فإنما هو القول التام، كقوله صلى الله عليه وسلم «من قال في يوم: سبحان الله وبحمده مائة مرة، حطت عنه خطاياه - أو غفرت ذنوبه - ولو كانت مثل زبد البحر» وليس هذا مرتبا على مجرد قول اللسان. نعم من قالها بلسانه، غافلا عن معناها، معرضا عن تدبرها، ولم يواطئ قلبه لسانه، ولا عرف قدرها وحقيقتها، راجيا مع ذلك ثوابها، حطت من خطاياه بحسب ما في قلبه، فإن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض، والرجلان يكون مقامهما في الصف واحدا، وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض..
52- ولا يستحق العبد اسم التائب حتى يتخلص من جميع أجناس المحرمات.
وهي اثنا عشر جنسا مذكورة في كتاب الله عز وجل: الكفر، والشرك، والنفاق، والفسوق، والعصيان، والإثم، والعدوان، والفحشاء، والمنكر، والبغي، والقول على الله بلا علم، واتباع غير سبيل المؤمنين.
53- الصحيح أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين، الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصيانا، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة، فهذا كفر أصغر، وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مخير فيه، مع تيقنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر، وإن جهله وأخطأه فهذا مخطئ، له حكم المخطئين.
54- ثلاثة أصول، تقطع شجرة الشرك من قلب من وعاها وعقلها: لا شفاعة إلا بإذنه، ولا يأذن إلا لمن رضي قوله وعمله، ولا يرضى من القول والعمل إلا توحيده، واتباع رسوله.
55- قد هتك الله سبحانه أستار المنافقين، وكشف أسرارهم في القرآن، وجلى لعباده أمورهم، ليكونوا منها ومن أهلها على حذر، وذكر طوائف العالم الثلاثة في أول سورة البقرة: المؤمنين، والكفار، والمنافقين، فذكر في المؤمنين أربع آيات، وفي الكفار آيتين، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية، لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم، وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله، فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدا، لأنهم منسوبون إليه، وإلى نصرته وموالاته، وهم أعداؤه في الحقيقة..
56- زرع النفاق ينبت على ساقيتين: ساقية الكذب، وساقية الرياء، ومخرجهما من عينين: عين ضعف البصيرة، وعين ضعف العزيمة، فإذا تمت هذه الأركان الأربع استحكم نبات النفاق وبنيانه..
57- وأحمدُ طبائع الحيوانات طبائع الخيل التي هي أشرف الحيوانات نفوسا، وأكرمها طبعا وكذلك الغنم، وكل من ألف ضربا من ضروب هذه الحيوانات اكتسب من طبعه وخلقه، فإن تغذى بلحمه كان الشبه أقوى فإن الغاذي شبيه بالمغتذى. ولهذا حرم الله أكل لحوم السباع وجوارح الطير لما تورث آكلها من شبه نفوسها بها، والله أعلم.
58- أجمع العارفون بالله أن التوفيق هو أن لا يكلك الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك.
59- {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} أي: فمغفرتك عن كمال قدرتك وحكمتك، لست كمن يغفر عجزا، ويسامح جهلا بقدر الحق، بل أنت عليم بحقك، قادر على استيفائه، حكيم في الأخذ به.
60- وهو سبحانه يحب موجب أسمائه وصفاته.
فهو عليم يحب كل عليم، جواد يحب كل جواد، وتر يحب الوتر، جميل يحب الجمال، عفو يحب العفو وأهله، حيي يحب الحياء وأهله، بر يحب الأبرار، شكور يحب الشاكرين، صبور يحب الصابرين، حليم يحب أهل الحلم..
61- شهودُ العبدِ نقصَ حالِه إذا عصى ربه، وتغير القلوب عليه، وجفولها منه، وانسداد الأبواب في وجهه، وتوعر المسالك عليه، وهوانه على أهل بيته وأولاده وزوجته وإخوانه. وتطلبه ذلك حتى يعلم من أين أُتي؟ ووقوعه على السبب الموجب لذلك، مما يقوي إيمانه، فإن أقلع وباشر الأسباب التي تفضي به إلى ضد هذه الحال، رأى العز بعد الذل، والغنى بعد الفقر، والسرور بعد الحزن، والأمن بعد الخوف، والقوة في قلبه بعد ضعفه ووهنه ازداد إيمانا مع إيمانه، فتقوى شواهد الإيمان في قلبه وبراهينه وأدلته في حال معصيته وطاعته، فهذا من الذين قال الله فيهم {ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون}.
---------------
يتبــــــع ان شاء الله في ما بعد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس