السلام عليكم
لم يكُن يدور في خَلَدِ رجلٍ يظُنُّ نفسه متفائلاً " مثلي" ، قضى ما يزيد عن الـ 15 عاماً من حياته العملية في مدنٍ صغيرة ومتوسطة، نائية أو شبه نائية ، كان يتنقل فيها من أقصى حدودها لأقصاها في أقل من ربع ساعة ، أن فرحته بالنقل لمدينة كبيرة تتميز بالحركة والنشاط وتنوع نمط ومشارب الحياة فيها كمدينة "جِــدِّة "، سوف لن تكتمل ، ولربما عاجلها " الوأد " !!
ولسببٍ كان يسمع شيئاً منه وعنه ، لكنه ما انفك يهوّنه .. !!
زحااام " عروس بحرِنا الأحمر " (( في جميع الشوارع والطرقات والأزقة وعند كل الإشارات والمحال )) لا يطاااااااق، ويسبب التوتر، وإن استمرت وتيرة زيادة أعداد السيارات فيها على هذا المنوال أو تزايدت ( وهذا هو المتوقع ) ، فالحال ينذر بكارثة !!
يُخيّل إليك أن جلّ منتوجات مصانع السيارات في العالم تسير فيها ، وإن تواضعت في تخيّلك وخفضت سقف التشائم ، فيُخيّل إليك أن شيبها وشبابها ونسائها وأطفالها المقيمين فيها أو الوافدين إليها ( سعوديين وغيرهم ) تحت يد وتصرف كل واحدٍ منهم سيارة خاصة به ، ولا هدف ولا غاية له من عيشه أو وجوده فيها ، إلا إدارة محرك سيارته صبيحة ومساء كل يوم وحساب عدد إشاراتها ومحالها ، أو استعراض امتلاكها ، شرقاً وغرباً ، شمالاً وجنوباً .. !!
زاد الأمر سوءاً مع دخول الشهر الفضيل ، في وقتٍ كنت أتوقع معه ـ ومع تمتع كثيرين بإجازاتهم المدرسية خارج جدة ـ أن الأمر سيكون خلاف ذلك وستخف درجة الزحااام
كان الله في عون أمثالي من الكسالى المسوفين المتأخرين دوماً في اللحاق بمواعيدهم ، أغرق وأتقلب يومياً من زحامٍ في زحام ، وينقضي ثلثا وقتي المقرر للخروج لقضاء حاجة أو لقاء صاحب أتتبع أرقام عداد الإشارات أحمره وأخضره أو في تدريب ساقيّ وركبتيّ ع دواسة الفرامل خفضاً ورفعاً

!!!
ناهيكم عن مأساة اللحاق بوقت الدوام !!!!!!!!!!!!
>> رأيكم ، تجاربكم ، مقترحاتكم ..