اليقيــــــن والتــــوكـــــــل
هو التصديق الكامل الجازم، الذي لا تردد فيه، بحيث لا يعرض له شك،
ولا شبهة، ولا ريب بحالٍ من الأحوال
وهو قبول ماظهر من الحق وقبول ما غاب للحق والوقوف على ما قام به بالحق
وهذه قصة
(( ما ظنك باثنين الله ثالثهما))
وهذه القصة كانت حينما هاجر النبي صلي الله عليه وسلم من
مكة إلى المدينة، وذلك أن رسول الله صلي الله عليه وسلم
لما جهر بالدعوة، ودعا الناس، وتبعوه، وخاف المشركون، وقاموا
ضد دعوته، وضايقوه، أذوه بالقول وبالفعل، فأذن الله له بالهجرة
من مكة إلى المدينة ولم يصحبه إلا آبو بكر رضي الله عنه،
فهاجر بأمر الله، وصحبه آبو بكر رضي الله عنه. ولما سمع المشركون بخروجه
من مكة، جعلوا لمن جاء به مائتي بعير، ولمن جاء بأبي بكر مائة بعير،
وصار الناس يطلبون الرجلين في الجبال، وفي الأودية وفي
المغارات، وفي كل مكان، حتى وقفوا علي الغار الذي فيه
النبي صلي الله عليه وسلم وأبو بكر، وهو غار ثور الذي اختفيا
فيه ثلاث ليال، حتى يبرد عنهما الطلب،
فقال آبو بكر رضي الله عنه:
يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصرنا، لأننا في الغار تحته،
فقال: (( ما ظنك باثنين الله ثالثهما))
وفي كتاب الله انه قال: (ِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا )
(التوبة: من الآية40)،
فيكون قال الأمرين كلاهما، أي:
قال: (( ما ظنك باثنين الله ثالثهما))
وقال ( لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ).
فقوله: (( ما ظنك باثنين الله ثالثهما)) يعني:
هل أحد يقدر عليهما بأذية أو غير ذلك؟
والجواب:
لا أحد يقدر، لأنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع،
ولا مذل لمن أعز ولا معز لمن أذل:
وفي هذه القصة: دليل علي كمال توكل النبي صلي الله
عليه وسلم علي ربه، وأنه معتمد عليه، ومفوض إليه أمره،
وهذا هو الشاهد من وضع هذا الحديث في باب اليقين والتوكل.
------------
للفايدة