القضاة أيام زمان
أشتهر عن احد القضاة حب الرطب ، فطُرق بابه في أحد الأيام ، وذهب الخادم ليرى من الطارق ، فناوله شخص طبق من بواكير الرطب ، أي - في بداية نضجه - .
فقال القاضي : أوصف لي هيئة صاحب الطبق ، فعلم من الوصف أن الشخص له قضية تعرض عليه مع شخص آخر غداً في مجلس القضاء .
قال للخادم : اذهب وراءه ورد إليه الطبق ، فذهب القاضي إلى الحاكم ، فقال : يا أمير المؤمنين أقلني من القضاء ، فسأله الخليفة عن السبب ؟
فقال : كان عندي قضية بين متخاصمين ، فقدم لي أحدهما طبق رطب قبل الجلسة فعند مثولهما أمامي في مجلس القضاء .
فو الله ما استويا في نظري ، علماً بأنني رددت الطبق .
فأدركت أنني لا أصلح للقضاء .
كيف لنا أن نقارن بين أداء هذا النموذج من
القضاة في الماضي وأحوال القضاة وأداءهم في هذه الأزمنة ، في العالم الإسلامي ؟ .
مع أن أصول التشريع : القرآن وكتب الحديث ، لم يطرأ عليها أي تغيير أو تحريف أطلع عليها القضاه في السابق ، وهي بذاتها متاحة أمام أنظار القضاة في هذه الأزمنة ؟ .
ويمكن لنا ان نزعم ان القضاة في هذه الأزمنة أكثر تأهيلاً من ذي قبل ، والمساجد مكتظة بالمصلين ، وحفاظ القرأن والأحاديث يعدون بالملايين ، وآمين المسجد الحرام للحج والعمرة بالملايين أيضاً .
لعل الدنيا وشهواتها وراء تدني مستوى العمق الإيماني ، والغفلة عن استحضار رقابة الله تعالى لدى الجمع الغفير من المتأخرين
في الحديث : ( ... فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم .
صحيفة زهران