رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
📗... الرحيق المختوم ...
📗... دروس من السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصﻻة والسﻻم ...
📗... الدرس ( 193 ) ...
💎 غزوة بني قريظة :
✏ فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا فأذن في الناس : من كان سامعا مطيعا فﻻ يصلين العصر إﻻ ببني قريظة واستعمل على المدينة ابن مكتوم ، وأعطى الراية علي بن أبي طالب ، وقدمه إلى بني قريظة فسار علي حتى إذا دنا من حصونهم سمع منهم مقالة قبيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
✏ وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في موكبه من المهاجرين واﻷنصار حتى نزل على بئر من آبار قريظة يقال له بئر أنا ، وبادر المسلمون إلى امتثال أمره ، ونهضوا من فورهم ، وتحركوا نحو قريظة ، وأدركتهم العصر في الطريق فقال بعضهم : ﻻ نصليها إﻻ في بني قريظة كما أمرنا حتى أن رجاﻻ منهم صلوا العصر بعد العشاء اﻵخرة .
وقال بعضهم : لم يرد منا ذلك ، وإنما أراد سرعة الخروج ، فصلوها في الطريق ، فلم يعنف واحدة من الطائفتين .
✏ وهكذا تحرك الجيش اﻹسﻻمي نحو بني قريظة أرساﻻ حتى تﻻحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وهم ثﻻثة اﻵف ، والخيل ثﻻثون فرسا ، فنازلوا حصون بني قريظة وفرضوا عليهم الحصار .
✏ ولما اشتد عليهم الحصار عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثﻻث خصال : أما أن يسلموا ، ويدخلوا مع محمد صلى الله عليه وسلم في دينه فيأمنوا على دمائهم وأموالهم وأبنائهم ونسائهم - وقال لهم كعب بن أسد : والله لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل وأنه الذي تجدونه في كتابكم - وإما أن يقتلوا ذراريهم ونساءهم ، بأيديهم ويخرجوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالسيوف مصلتين ، يناجزونه حتى يظفروا بهم ، أو يقتلوا عن آخرهم وإما أن يهجموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ويكبسوهم يوم السبت ﻷنهم قد آمنوا أن يقاتلوهم فيه ، فأبوا أن يجيبوه إلى واحدة من هذه الخصال الثﻻث ، وحينئذ قال سيدهم كعب بن أسد - في انزعاج وغضب - مابات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحده من الدهر حازما .
✏ ولم يبق لقريظة بعد رد هذه الخصال الثﻻث إﻻ أن ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنهم أرادوا أن يتصلوا ببعض حلفائهم من المسلمين ، لعلهم يتعرفون ماذا سيحل بهم إذا نزلوا على حكمه ، فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرسل ألينا أبا لبابة نستشيره ، وكان حليفا لهم ، وكانت أمواله وولده في منطقتهم ، فلما رأوه قام إليه الرجال وجهش النساء والصبيان يبكون في وجهه فرق لهم ، وقالوا : يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد ؟ قال : نعم !
وأشار إلى حلقه يقول إنه الذبح ، ثم علم من فوره أنه خان الله ورسوله فمضى على وجهه ، ولم يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أتى المسجد النبوي بالمدينة ، فربط نفسه بسارية المسجد وحلف أن ﻻيحله إﻻ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، وأن ﻻ يدخل أرض بني قريظة أبدا .
✏ فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره - وكان قد استبطأه - قال : أما إنه لو جاءني ﻻستغفرت له ، أما إذ فعل مافعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه .....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|