يا دمعة طال انتظارها
عدتُ متعباً في تلك الليلة… وكاد عقلي أن ينفج
ر من كثرة المُدخلات "الحسابية
" والمُخرجات " التجارية".
وما إن فتحت باب الشقة حتى وجدتُها "ساجدة"..
سمعتُ نحيبها وهى تدعو ربها "يا غافر الذنب، ي
ا قابل التوب، اغفر لزوجي وعجّل أوبته، وأعده إل
يك أحسن مما كان في سالف الأيام"
فسقطت دمعة
كنتُ في اشتياق إليها منذ سنين جلسنا معاً…
"زوجتي ودمعتي وأنا"
ذكّرتني وعيني تدمع بأيامنا مع الله: " صلاتنا.. صي
امنا.. قيامنا..
ذكّرنا.. بكاءنا من خشيته.. تناصُحَنا
فيه.. فرارنا منه إليه "
فماذا حدث؟
زوج ألهته تجارته عن ربه ودعوته..
وزوجة ما يئست من تذكيره بربه..
ودمعة طال انتظارها..
استحلفتني بربها ألا أغضب من نصيحة ليلتنا
هذه ثم قالت:
- تخيل أنك الآن بين يدي ربك أت
ظنه سيرضى عنك وأنت بهذه الحال؟!
- تخيل انك أُصبت عافاك الله بمرض م
ا، وقعدت عن تجارتك فأي ربح بالله عليك- ي
نفعك عند ربك؟!
- تخيل أنك ملكت الدنيا كلها "ذهبُها وحريرها..
جاهها وسلطانها" ثم عشت ما عشت؛ ف
إلي أين المنتهى؟!
أجابت…
إلي طريق من اثنين:
إما إلى الجنة، وإما إلى..
ثم مدت يدها وقالت:
مد يدك وتعال نسير معا إلى الجنة……
فكانت ليلة توبة … ودمعة أوبة
أسأل الله أن يديمهما.