رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
2 (( فجريات))
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
( لمسه بيانيه قرأنيه)
قال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} [الإنسان6 )
( ما السر في فوله تعالي ( عينا يشرب بها عباد الله ) وفي قوله تعالى: { يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ} وما الفرق بين ( من كاس) وبين (يشرب بها) فهل العين يشرب بها ام منها ؟؟؟؟
الجواب : عدّى الفعل بـ (مِنْ) للابرار وفي المقرّبين عدّى الفعل بالباء { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} وفي هذا دلالة على أن جزاء المقربين أعلى من جزاء الأبرار، فكما يقال: (حسناتُ الأبرار سيئات المقرّبين)، والدليل علي ذلك جملة أمور، هي :
أولاً: بالنسبة للأبرار يُؤتى بكأس يشربون منها أما المقرّبون يشربون بها ،، فإذن صار لهم التلذذ بالنظر وبالشراب.
ثانياً: الأبرار يشربون من كأس ممزوجة بالكافور وليست خالصة {يشربون من كأس كان مزاجها كافورا} وهي تُمزج بقدر أعمالهم في الدنيا أما المقرّبون فيشربون من العين صرفة خالصة ليست ممتزجة.
ثالثاً : : قال تعالى في عباد الله ( المقربون) : {يفجرونها تفجيرا} بمعنى يُجرونها حيث شاءوا ، ويقال في الآية أن معهم قضبان من ذهب في أيديهم يجرونها حيث شاءوا ، وهذا يدل على أنه ليس فيها عناء ولكنها تتم بسهولة،
كما ان من المعلوم بالضرورة أن العين الجارية يشربُ منها، لا بها، ومعلوم كذلك أن الشرب يُشَارُ به إلى العملية الآلية المعروفة من رفع الماء نحو فم الشارب وشربه وهذه العملية لا تعني حصول الأثر المرجوّ منها، وهو الإحساس بالارتواء في النفس، وبذلك يكون المعنى المقصود: عينا يشرب منها فيرتوي بها المقربون، فثمة شاربون كثيرون، ولكنهم لا يرتَوُون، فليس كل شارب مرتويًّا. (انتهى)
نسأل الله تبارك وتعالى أن يسقينا بهذه العين لذةً وريًّا أبدا.انه سميع مجيب . هذا والله اعلم ( دمتم بخير ) والسلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|