عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-01-2016, 12:20 AM
ابو مهند1 ابو مهند1 غير متواجد حالياً
 






ابو مهند1 is on a distinguished road
افتراضي الفساد الاداري والمالي ومكافحته


الفساد الاداري والمالي ومكافحته


قال الله تعالى : " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ القصص (77).



فالله سبحانه وتعالى يقول " ولا تبغ الفساد في الارض " بكل انواعه وصوره وأشكاله.



لكننا لا يكاد يمر يوم ما نسمع سرا وخفية عن صورة ما من صور الفساد في المجتمع وللاسف بعض ذلك يضر بمصالح الناس وحياتهم ومعيشتهم وحقوقهم.



ولتفشي الفساد في المجتمع والقطاعات الحكوميه والخاصه بأشكال مختلفه، استشفت الدوله ذلك الخطر الناخر لمبادئ الدين والشرع والقيم والأخلاق فأنشأت هيئة الفساد محاولة منها للقضاء على الفساد او على الأقل الحد منه وربطها الملك عبد الله رحمه الله بذات الملك نفسه لئلا يكون هناك اي صوره من صور المحاباه او التقصير.



لكن لللاسف لم تكن الهيئه على قدر المسئوليه منذ انشاءها الى تاريخ اليوم ولم نرى او نسمع عن اي نشاط لها في دائرة اختصاصاتها بل لب موضوع انشاءها.




ودعوني هنا اضع بين ايديكم بعض مميزاتها وأهدافها :

1- رَبطَها الملك بنفسه ، وجعل من ذاته مرجعها الأول والأخير ، ولم يستثن من اختصاصاتها كائن من كان
2-تعتمد ميزانيتها من الملك مباشرة وتوضع في حساب باسمها في البنك المركزي.
3-تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال التام مالياً وادارياً بما يضمن لها مباشرة عملها بكل حياد ودون تأثير من أي جهة كانت ، وليس لأحد التدخل في مجال عملها.
4-تهدف الهيئة الى حماية النزاهة ، وتعزيز مبدأ الشفافية ، ومكافحة الفساد المالي والاداري بشتى صوره ومظاهره وأساليبه ،وتشمل اختصاصاتها متابعة تنفيذ الأوامر والتعليمات المتعلقة بالشأن العام ومصالح المواطنين بما يضمن الالتزام بها, والتحري عن أوجه الفساد المالي والإداري في عقود الأشغال العامة, وعقود التشغيل والصيانة, وغيرها من العقود المتعلقة بشأن العام ومصالح المواطنين.




ولكن الهيئه لللاسف أكتفت برسائل الجوال وعقد بعض الندوات هنا وهناك او بعض الدورات التدريبيه وحضور المؤتمرات.

وقد قمت بزيارة موقع الهيئه ( نزاهه ) على النت ولم اجد اي خبر او ذكر لأي محاولة تفتيش واحده لأي قطاع او مشروع كان لترى بعينها كيف تسير الأمور الماليه والاداريه بذلك القطاع عملا بأهدفها واختصاصاتها وتتحلى بالشفافيه وتخبر الرأي العام بأنشطتها اذا وجدت اصلا.



وقد تذكرت لقاء جرى سابقا بين رئيس الهيئه السابق ومجلس الشورى وقد صرح رئيس الهيئه انذاك وللاسف بأنه يشتكي من عدم تجاوب الجهات الحكوميه مع الهيئه ومن تطوع وتجاوب لم يفي بمتطلبات الهيئه حسب كلام رئيس الهيئه نفسه.



وهنا حق لنا السؤال والعجب والتعجب، اليس لدى الهيئه كل الصلاحيات من الملك نفسه لتحقيق اهداف ومسئوليات الهيئه وحتى التأكيد بقول " كائنا من كان " ؟



لماذا لم تتم مخاطبة الملك عن من يقف ويصد الهيئه عن تنفيذ برامجها اذا هناك فعليا برامج استقصاء ومتابعه وتفتيش ؟



للاسف الهيئه لا تشارك وليس لها دور في مراجعة ومتابعة المشاريع المختلفه بقطاعات الدوله المختلفه واعتقد اننا قد نحتاج الى هيئة فساد اخرى لهيئة الفساد لعل وعسى تتحرك تلك الهيئه التي استبشر بها وغرد بها المواطنين في كل ارجاء الوطن ولكن نتائجها الى اليوم منذ انشاءها جعلت اولئك المواطنين يكتئبون ويبتئسون من وجودها عبئا على الدوله والوطن بدل ما كان متوخا منها.



فالمشاريع لا زالت متعثره وريحة الفساد لا زالت تزكم الأنوف ونهب المال العام وتضييع اوقات الناس في مراجعة الجهات الحكوميه دون انجاز لمعاملات ومصالح الناس بأعذار واهيه.



والأدهى من ذلك عندما يكون هناك وفيات لأنفس بشريه بريئه مثلما حدث في مستشفى جيزان حيث لم يكون للهيئه اي دور في عدم مراقبة الفساد المالي والإداري في صحة جيزان بشكل عام والمستشفى بشكل خاص وقد طلب بعض المراقبين بالتحقيق مع نزاهه في عدم وجود دور لهم في سلامة ذلك المستشفى قبل وقوع الكارثه.



وقد علق احد اللطفاء اخيرا على موضوع الشارع الذي اقتطع لصالح احد رجال الاعمال بجده وتم كشفه من قبل المواطنين وليس الهيئه حيث قال ذلك اللطيف اعطوني راتب رئيس الهيئه وانا اعمل بنفسي كهيئة نزاهه.



ونحن نتمنى من الهيئه ان تخلع ثوب المكاتب الفارهه والنزول الى ارض الواقع والقيام بواجبها في كل مكان وعدم الاكتفاء ببعض المخاطبات العقيمه والتي يشتكي منها رئيس الهيئه ووصفها بعدم التجاوب وأن تكون عند حسن ظن القياده التي انشأتها وأعطتها الصلاحيات الكامله وعند حسن ظن ديننا وشريعتنا الاسلاميه التي تحارب الفساد بكل اشكاله وصوره وكذلك المواطن البسيط الذي علق عليها امالا كبيره في القضاء على البيروقراطيه والروتين والتطفيش وانجاز المشاريع بكل شفافيه لتتحقق راحة ورفاهية المواطن في مراجعاته الحكوميه لشئونه الخاصه ومشاريعه التي تبنيها دولته بدون اختزال او سرقات او تنفيذ بأقل مواصفات.


والله من وراء القصد.


كتبه / ابو مهنـــد

رد مع اقتباس