رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
مهندسو الفول والتميس !!
كتبها.. صالح جريبيع الزهراني..
حقيقة.. لا أعلم مدى الحاجة إلى الإدارات الهندسية في وزاراتنا وإداراتنا الحكومية.. خاصة إذا عرفنا أن معظم المشاريع الحكومية التي أشرف عليها أو استلمها مهندسو ( الفول ) هي مشاريع فاشلة.. مضروبة.. مخرخرة.. مخجلة..مؤلمة لكل مواطن طامح إلى التقدم.
مهندسو ( التميس) تجدهم ينتقلون من الجامعة بتقدير جيد ( بالدّف ) إلى معمعة العمل مباشرة.. في ميدان شرس ومفخخ بالحيل والألاعيب وممتلئ بالخبرات العميقة في الفساد من مهندسي ( طبطب وليّس ) ومهندسي ( ياللي بتريد ).. فيكونوا في البداية ( أضحوكة ) لأولئك.. ( ويمشّون ) بتواقيعهم ( الغضّة) وهم لا يدركون ( بلاوي متلتلة) ويغرقون حتى آذانهم في الفساد وهم لا يشعرون.. ويأكلون ( مقالب ) حتى يشبعون .
وبمجرد أن يكتسبوا الخبرة ويبدأوا الفهم يكتشفون للأسف أنهم متورِّطون حتى النخاع في الفساد.. والنزيه منهم إن أراد كشف الألاعيب فإنه يعرض مستقبله الوظيفي للخطر لأنه مشارك في الفساد مع مهندسي ( الطعمية والتبولة ) وهو لا يدري.. ولذلك تجده يسعى إلى النقل ليعمل في إدارات أخرى لا علاقة لها بتخصصه.. أو يصمت وينزوي بعيداَ عن الإشراف على المشاريع وتسليمها واستلامها.. أو يستقيل ويلجأ للعمل في القطاع الخاص..والممتاز والذكي وصاحب الضمير الحي من مهندسينا يتم ركنه من البداية هناك بين ملفات التخطيط والمواصفات والخرائط.
أما من ركن ضميره على الرفّ.. ووضع كل قيمه وأخلاقه على طرف لسانه فقط .. واختصر انتماءه بلبس الغترة والعقال..فإنه بدون شك قد وجد جنّته.. وأصبح مثل المنشار ( طالع واكل نازل واكل ) وأصبحت وظيفته بقرة حلوباَ.. لها مائة ضرع.. ابتداءً من المقاول.. مروراً بالمكاتب الهندسية .. وانتهاءً بالمناقصات.
وبما أنه بليد من الأساس فإنه سيستمر في ( الثوارة ) .. وهو ليس بحاجة حتى إلى ( فكّ الحرف ) ..وكل شيء سيأتيه إلى ( حدّه ) جاهزاً بارداً مبرداً.. حيث إن جميع مندوبي الشركات والمكاتب ومهندسيها في خدمته على مدار الساعة.. يخططون ويصممون وينفذون ويشرفون ويسلمون ويستلمون ويطلعون وينزلون ( ويودّون أغراض للبيت ) ( ويودّون ) المدام للسوق.. ( والبزران ) للمدرسة.. كل ذلك مقابل توقيع سعادته.. ويتفرغ هو للفول والتميس والجرائد والشاي والقهوة والسوالف والتبصيم وتقبّل الرشاوى.. ويصبح خبيراَ في المطاعم وفي أنواع الفول والزيت وأنواع الأفران والعجائن .. أما كبار مهندسي التميس فإنهم يصبحون خبراء في المطارات بفضل التذاكر المجانية .. بينما ثعالب المشاريع وكلابها يتفرغون للنهش في مال الوطن وفي سعادة ورفاه وتقدم وأمن وصحة واستقرار المواطن.
أقول هذا الكلام بعد اعتراف وزير الصحة شخصياَ بأن حريق مستشفى جيزان كان بأسباب مشاكل في ( مواصفات ومواد ) مبنى المستشفى .. وأنا متأكد تماماً بأن من صمم وخطط ووضع المواصفات وأشرف على التنفيذ واستلم المبنى ( أو وافق على استئجاره إن كان مستأجراَ ) هو أحد مهندسي الفول والتميس..الذين تعجّ بهم جميع الوزارات والدوائر الحكومية دون استثناء.. ونرى أثر ( ثوارتهم ) وأثر ( خيانتهم لوطنهم ) في الغالبية العظمى من مشاريعنا الوطنية.
وكحلٍّ لهذه القضية .. أقترح على وزارة الخدمة المدنية تحوير وظائف هؤلاء المهندسين .. الخونة منهم والمغفلّين الثيران.. إلى وظائف عمّال مطاعم .. ويكون التخصص الدقيق خبّازين وعاملي جرّة فول.. أما كبار المهندسين.. خاصة في الوزارات.. فيتم تعيينهم عمّال نظافة لحمامات المطارات..ويحلُّ محلهم في وظائفهم الحكومية مجموعة من السبّاكين والحدّادين والكهربائيين ( من كبري العمّال ) .. فهم أكثر نفعاً لبلادنا منهم.
صالح جريبيع الزهراني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|