رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
#فائدة: البلاء موكل بالمنطق .
كان أبوبكر الصّديق كثيراً
ما يتمثّل بهذا البيت:
احْذَرْ لسانَك أنْ تقول فَتُبْتَلى
إنَّ البَلاءَ موكّلٌ بالمَنطقِ
صح عن إبراهيم النخعي : أنه قَالَ: «إِنِّي لَأَجِدُ نَفْسِي تُحَدِّثُنِي بِالشَّيْءِ فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ إِلَّا مَخَافَةُ أَنِ ابْتَلَى بِمِثْلِهِ».
رواه ابن أبي الدنيا و غيره .
والذي يظهر - والله تعالى أعلم -
أن سبب أن يقع الرجل فيما تكلم به راجع إلى ثلاثة الأمور:
*الأول: هو ظن بربه،و ذلك لما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة . قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي )فمن تكلم بالبلاء و ظن أن ربه سيوقعه فيه ، فقد يقع فيه.
*الثاني:أن يقول هذا الكلام سخرية من الغير ، و قد صح عن ابن مسعود أنه قال : : «لَوْ سَخِرْتُ مِنْ كَلْبٍ خَشِيتُ أَنْ أُحَوَّلَ كَلْبًا» رواه هناد في "الزهد " وغيره وجاء عن طائفة من السلف نحوه.
*الثالث: أن يقول هذا الأمر و يظن أنه يمتنع عنه لقدرته. قال ابن رشد في البيان و التحصيل ( 18/ 276):
( قال مالك : كان ابن مسعود يقول إن البلاء موكل بالقول .
قال محمد بن رشد : يريد أن الرجل إذا قال لا أفعل كذا وكذا معتقداً أنه لا يفعله لقدرته على الامتناع منه قد يعاقبه الله عز وجل بأن يوقعه فى فعل ذلك. وبيان هذا التفسير قوله فى غير هذا الحديث : إنى لا أقول لا أعبد هذا الحجر ، إن البلاء موكل بالقول) ومن هذا ما جاء في تذكرة الحفاظ للذهبي (1/ 32):
( ضحاك بن عثمان عن بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار قال كنت أقسم نفسي بين ابن عباس وابن عمر فكنت أكثر ما أسمع ابن عمر يقول: لا أدري، وابن عباس لا يرد أحدا فسمعت ابن عباس يقول عجبا لابن عمر ورده الناس ألا ينظر في ما يشك فإن كانت مضت به سُنة قال بها وإلا قال برأيه قال: سمعت ابن عباس وسئل عن مسألة فارتج فيها فقال: البلاء موكل بالقول).
و قد استطرد ابن القيم رحمه الله في ذكر بعض الأسباب الأخرى كما في كتابه "تحفة المودود" منها أنه قيلت على لسان عمر في بعض القضايا فوقعت ، وعمر رضي الله عنه مؤيد مسدد ، ومنها أن بعضهم تمنى أماني سيئة فوقعت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|