[الدوسـي]

لقد (اتفَقَ العلماءُ على استحبابِ الإسراعِ بالجنازةِ) [1]، (عند تحقُّق الموت) [2]، (ما لم يمت فجأة، وموت الفجأة: هو الذي لم يتقدَّمه سببٌ ظاهر، فيُنتظر به حتى يُتيقن موته، فكم من إنسان أصابته سكتة، فظُنَّ أنه ميِّت، كما جرى للهمذاني صاحب المقامات، فإنه أصابته سكتة، فظُنَّ أنه ميَِّت، فلما دُفنَ وكان الليل، أفاق من سكتته، فجعل يصيح، وسمعه أناس في المقبرة، لكن استوحشوا، فلم ينبشوه، فلما كان من الغد، نبشوا ذلك القبر، فإذا هو الهمذاني، وإذا شعره أبيض، وهو حين مات لم يكن فيه شعرة بيضاء، وإذا هو قابض على لحيته، وقد وقعَ نحو هذا كثيراً، فإذا كان موته فجأة، فإنه يُنتظر به حتى يُتيقن موته بالعلامات الظاهرة، فمنها: انخساف صدغيه، وميل أنفه، وارتخاء مفاصل رجليه ويديه، فإذا تيقن موته استُحبَّ الإسراع به)[3].
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: (قصة ابن الماجشون معروفة، فإنه تكلَّم أهلُه بوفاته، وحضرَ الناسُ عند الباب ثلاثة أيام، والذي يُريد الغسل كأنه رأى في جسده نحو عرق.
وفي هذه البلد: رجلٌ يُقال له: ابن مساعد، أعرفُه، أُصيبَ بمرض فخمدت حركته، فظنوا أنه مات، فغُسِّلَ وصُلِّي عليه، ولما كان عند شرج اللبن عليه، سمع أحدُ مَن تولَّى ذلك صوتاً خفيفاً، فأسكتَ مَن حوله، فسمعَ صوتاً آخر فوُجد حيَّاً، وعاش عشرين سنة، ثم تُوفِّي)[4].

(وقد أفادت دراسات علمية حديثة دقيقة: أنه في أمريكا يُدفن خطأً شخص واحد في كل أربع وعشرين ساعة.
وفي بريطانيا خلال 22 سنة دُفن 2175 شخصاً أحياء، أي أن موتهم كان ظاهرياً فقط.
وفي أمستردام بهولندا أنقذت جمعية خيرية حياة 990 شخصاً في 25 سنة، كما أن جمعية مماثلة في همبورج بألمانيا أنقذت 107 أشخاص في أقل من خمس سنوات)[5].
ومن علامات الموت: شخوص البصر، لحديث أُمِّ سلمةَ رضي الله تعالى عنها قالت: (دخَلَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على أبي سلمةَ وقد شَقَّ بصَرُهُ، فأغمَضَهُ، ثمَّ قالَ: إن الرُّوحَ إذا قُبضَ تبعَهُ البصَرُ) [6].
اللهم إنا نسألك لنا ولوالدينا وأهلينا حُسن الخاتمة، ونعوذ بك من ميتة السوء ومن عذاب القبر وظلمته وضمَّته وفتنته، آمين يا ربَّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

كتبه عبدالرحمن الشثري

الأربعاء 3 ربيع الثاني 1437هـ

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/web/shathary/0...#ixzz413lmRg2Q