رد: تغريدات اليوم الاثنين 26 جمادى الثانية 1437
( إمحها يا علي )
في صلح الحديبية والذي كان بين كفار قريش وبين رسول الله ﷺ حتى يدخل المسلمون البيت الحرام ، اختار المشركون سفيراً لهم وهو سهيل بن عمرو لعقد الصلح وبعد الإتفاق على قواعد الصلح
قال ﷺ : هات أكتب بيننا وبينك كتاباً .
فدعا الكاتب ، وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال : اكتب بعد باسمك اللهم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو .
فاعترض سهيل بن عمرو وقال : والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ، ولكن اكتب محمد بن عبدالله .
فقال رسول الله ﷺ لعلي : إمحها يا علي ، واكتب محمد بن عبدالله .
فقال علي رضي الله عنه : والله لا أمحوها أبداً يارسول الله .
فقال ﷺ : هاتها يا علي فمحاها بيده عليه الصلاة والسلام لأنه يعلم تماماً أن علي لن يمحو كلمة رسول الله .
( إمحها يا علي ) : هي استراتيجية النبي ﷺ للحفاظ على مؤسسة الإسلام والتي لم يستطع لحظتها كبار الصحابة رضوان الله عليهم استيعابها.
( إمحها يا علي ) تجاوز عن الصغائر للحفاظ على العظائم التي كانت تنتظر الأمة .
( إمحها يا علي ) تحول بالمسار من الجدل الهادر للأوقات الثمينة إلى الانشغال بما ينبني عليه من الأعمال القويمة .
( إمحها يا علي ) خسارة لحظية لأجل مغانم استراتيجية .
( إمحها ياعلي ) خطوة تكتيكية للوراء ﻷجل قفزة استراتيجية مبهرة للأمام .
( إمحها يا علي ) فتح بها نبينا مكة .
( إمحها يا علي ) تلك استراتيجية نبينا مع كفار قريش ، فما بالكم مع صحبه ومع من شاطره الهدف والهم والحزن والغم !
( إمحها يا علي ) تحتاج إلى نفسيات لا تصيبها نشوة السلطة والقوة أو نشوة القدرة على الابتزاز .
( إمحها يا علي ) ما أحوج أبناء اﻷمة اﻻسلامية لترجمتها ، وما أجملها من استراتيجية نبوية قيادية .
ما أعظمك من قائد يا حبيبي يا رسول الله عليك الصلاة والسلام .
|