ما أحوجنا لها ♥
( إمحها يا علي )
في صلح الحديبية والذي كان بين كفار قريش وبين رسول الله ﷺ حتى يدخل المسلمون البيت الحرام ، اختار المشركون سفيراً لهم وهو سهيل بن عمرو لعقد الصلح وبعد الإتفاق على قواعد الصلح
قال ﷺ : هات أكتب بيننا وبينك كتاباً .
فدعا الكاتب ، وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال :
اكتب بعد باسمك اللهم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو .
فاعترض سهيل بن عمرو وقال :
والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ،
ولكن اكتب محمد بن عبدالله .
فقال رسول الله ﷺ لعلي :
إمحها يا علي ، واكتب محمد بن عبدالله .
فقال علي رضي الله عنه :
والله لا أمحوها أبداً يارسول الله .
فقال ﷺ :
هاتها يا علي فمحاها بيده عليه الصلاة والسلام
لأنه يعلم تماماً أن علي لن يمحو كلمة رسول الله .
( إمحها يا علي ) :
هي استراتيجية النبي ﷺ للحفاظ على مؤسسة الإسلام
والتي لم يستطع لحظتها كبار الصحابة رضوان الله عليهم استيعابها.
( إمحها يا علي )
تجاوز عن الصغائر للحفاظ على العظائم التي كانت تنتظر الأمة .
( إمحها يا علي )
تحول بالمسار من الجدل الهادر للأوقات الثمينة
إلى الانشغال بما ينبني عليه من الأعمال القويمة .
( إمحها يا علي )
خسارة لحظية لأجل مغانم استراتيجية .
( إمحها ياعلي )
خطوة تكتيكية للوراء ﻷجل قفزة استراتيجية مبهرة للأمام .
( إمحها يا علي )
فتح بها نبينا مكة .
( إمحها يا علي )
تلك استراتيجية نبينا مع كفار قريش ،
فما بالكم مع صحبه ومع من شاطره الهدف والهم والحزن والغم !
( إمحها يا علي )
تحتاج إلى نفسيات لا تصيبها نشوة السلطة
والقوة أو نشوة القدرة على الابتزاز .
( إمحها يا علي )
ما أحوج أبناء اﻷمة اﻻسلامية لترجمتها ،
وما أجملها من استراتيجية نبوية قيادية .
ما أعظمك من قائد يا حبيبي يا رسول الله عليك الصلاة والسلام .
|