سفرٌ .. إلى أحضَانِ الألَم !
سفرٌ .. إلى أحضَانِ الألَم !
مؤلمٌ أن تُسافر بتفكيرك إلى حتفِ ماتبقّى من بَهَجة ..
أن تُسافر ونصب عينيك جموعٌ من بشرٍ لايفرحُون ..
مؤلمٌ أن تُسافر إلى حيث ينام الأطفالُ على حطام منازلهم..
ويتوسّدُون شظَايا أجسَاد ..
وحين اللّهو ،، يسْبَحون في دُموع الأمّهات.. وأحضَانهنّ..
أن تُسافر وفي مخيّلتك يموجُ مشهدُ أمٍ تصْرُخ..
وشيخٍ يتوكّأ عصَاه وقد اغْرورقتْ عيناه ..
وفتاةٌ تبكي الجُوع ، وتبكي بحُرقةٍ لأن اخوتها الصّغار يلوكُهم الألَم والضّياع..
ويلتهمُ أجسادهم النّحيلة..
مؤلمٌ أن تسَافر إلى حيثُ لاهَدايا للعيد ..
مؤلم أن تسَافر وأكوام الأحَزان تثْقل كاهل رُوحك ..
أن تُسافر وذاكرتُك حقيبةٌ تغصُّ بقُصاصَات اللّيالي المُوجعة..
أن تُسافر إلى زمنٍ الانتصار فيه لأعْداء الحُبّ والحريّة والجَمال ..
أن تُسافر إلى البَراءة في تقاسيم وجُوه الطّاعنين..!
أن تُسافر إلى حدائقَ تتزيّن بأشْواكِ الخَديعَة ..
وإلى مدينةٍ يجثُم على صدْرها شبَحُ الظّلام..
أن تُسافر إلى حيثِ ينتظرك خنجَر الغَدر ..
أن تُسافر وتنسى قلبك..!
أن تُسافر وأنت لاتعلم لماذا..؟!
أن تُسافر وأنت غارق في فوضى السّفر..
أن تُسافر ولاموعد للوصول..
ومؤلمٌ أن تسافر بلاعودة….!
والأكثر إيلاماً أن تسافر دون أن تغادرَ مكانَك…!
منقول ,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|