خدمات ما بعد الموت
مات جاري أمس من الجوع
"وفي عزائه ذبحوا كل الخراف"
مقال رائع :
" خدمات ما بعد الموت "
- لا بد أن تموت لنعرف فضلك ونعاملك باحترام فتلك ( خدمات ما بعد الموت)
يبقى بعض الناس في الدنيا كرصيف مهمل لا يلتفت إليه أحد، فإذا مات فاضت المحابر والحناجر بالود المتأخر ...
بعض الود والاعتذار المتأخر فاقدٌ لنصف قيمته كقهوة باردة لا فائدة منها ... إنها خدمات بعد الموت !
كان لزاما أن يموت (فرمان) الباكستاني الذي أنقذ 14 نفسا في سيول جدة ليعترف البعض أن ثمة خيرا في نفوس الأجانب ...
(غازي القصيبي) غضب عليه الجميع في حياته ثم رضي عنه الجميع بعد مماته وكأن الموت شرط الرضا ! هناك نفوس كأنها <مقبرة> لا تحب ولا تحتضن إلا الموتى فقط !!
يقول ماجد : كنت أذهب مع أخي الكبير إلى المدرسة وأنا طالب في المرحلة الثانوية كنت لا أحب سماع الأغاني وأخي مهووس بها، وفي كل صباح كنا نمرّ بمقبرة المعلاة بمكة وكان يغلق الصوت عند مرورنا بالمقبرة ،وفي أحد الأيام سألته لماذا تغلق الأغاني عند مرورنا بالمقبرة؟ قال : نحترم الأموات
قلت: والحي الذي بجانبك لماذا لا تحترمه وتغلقها طول ما هو معك؟!
علمت ان الناس تحترم الأموات ولو لم تعرفهم ، ولا تحترم بعض الأحياء التي تعرفهم !
لا أدري أكان لزامًا أن يحتاج الناس للموت ؛ ليخرج الذين حولهم من مشكلة الخرس العاطفي !
(خدمات مابعد الموت)
ظاهرة تهدف إلى تقديس الميت الذي كان مهملًا وهو حي ...
سخِر من ذلك أحد المفكرين فحكى تلك المقولة المشهورة :
"مات جاري أمس من الجوع
وفي عزائه ذبحوا كل الخراف" !!
🌹وردة واحدة أيها الأحياء لإنسان
على قيد الحياة أزهى من باقة كاملة على قبره ...
فكما تذكرون محاسن موتاكم ، لا تنسوا أن للأحياء محاسن تذكر وتشكر ...
منقول
|