[IMG]
[/IMG]
...................................
هذا المسدس الإيطالي (براندلي) عيار 7،65 (نص) ،، ذو الـ 67 عام .. صُنع سنة 1949م.
استرعى اهتمامي ،، فأخذني التاريخ المجيد للبطل/ عمر المختار والثوار الليبيين الأحرار -يرحمهم الله- .. ضد موسوليني ودولته الطليانية الفاشيّة التي انتهى استعمارهم لـ ليبيا سنة 1952م.
أسرتني هذه القطعة النارية التي تحاذفتها الأيدي .. وتقاذفتها الأقدار .. حتى وصلت لخزنة والدي -يحفظه الله- ..
وكأني بها أُستخدمت في النزاعات الاخيرة بين الليبين والفاشيين و دول التحالف في ذلك المسرح الأخير (ليبيا) والتي انتهت عام 1952م تقريباً.
شكل وهيئة هذا المسدس توحي بأنه (مستخدم جداً جداً).
وعندما سألت والدي عن متى اقتناه ومدى استخدامه له !؟
قال: لم استخدمه إطلاقاً ولا أذكر متى اقتنيته.
صدقاً .. لم أُحب هذا المسدس .. وكأني به قد أزهق أنفس بشرية (ليبية أو إنقليزية).
............
تواردت الأفكار ..
وتذكرت رثاء أمير الشعراء/ أحمد شوقي .. للثائر الشهيد أسد الصحراء/ عمر المختار .. الذي دُفن في مكان غير معلوم في صحراء (بُرقة) الليبية بعد قتله شنقاً.
عندما خلّدة بهذه الرائعة التي قال فيها:
ركزوا رفاتك في الرمال لواء
يستنهض الوادى صباح مسـاء
يا ويحهم نصبوا منـاراً من دم
توحي إلى جيل الغد البغضـاء
ما ضرّ لو جعلوا العلاقة في غد
بين الشعـوب مودةً وأخــاء
جرحٌ يصيح على المدى وضحية
تتلمـس الحــرية الحمــراء
يا أيها السيـف المجرد بالفـلا
يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحارى غِمد كل مهند
أبلى فأحسن في العـدو بـلاء
وقبور مـوتى من شباب أميّـة
وكهـولهم لم يبرحـوا أحيـاء
لو لاذ بالجـوزاء منهم معقـل
دخلـوا على أبراجها الـجوزاء
فتحوا الشمال سهوله وجبالـه
وتوغلـوا فاستعمروا الخضـراء
وبنوا حضارتهم فطاول ركنهـا
دار السلام وجلّق الشماء
خُيرت فأخترت المبيت على الثرى
لم تـبن جـاهاً أو تلـم ثـراء
إن البطولة أن تموت من الظمـا
ليس البطـولة أن تعـبّ المـاء
أفريقيا مهد الأسـود ولحـدها
ضجت عليك أراجـلاً ونسـاء
والمسلمون على اختلاف ديارهم
لا يملكـون مع المصـاب عـزاء
والجاهليـة من وراء قبورهـم
يبكون زيد الخيل والفلحـاء
في ذمـة الله الكـريم وحفظـه
جسـدٌ (ببرقة) وُسّـد الصحـراء
لم تُبقِ منه رحى الوقائع أعظمـا
تبـلى ولم تبُـقِ الرمـاح دماء
كـ رُفاتِ نسر أو بقيّـة ضيغـم
بـاتـا وراء السـافيـات هباء
بطل البداوة لم يكن يغـزو على
تنكٍ .. ولم يكُ يركب الأجواء
لكن أخو الخيل حمى صهواتهـا
وأدار من أعرافـها الهيجــاء
لبّى قضاء الأرض أمس بمهجـة
لم تخـش إلا للسمـاء قضـاء
وافـاه مرفـوع الجبـين كأنه
سقراط جـر إلى القضـاء رداء
شيـخٌ تمالك سنـّه لم ينفجـر
كالطفل من خوف العقاب بكاء
وأخـو أمـور عاش في سرائهـا
فتغـيرت فتـوقّـع الضـراء
الأُسد تزأر في الحديد ولن ترى
في السجن ضرغامٌ بكى استجداء
وأتى الأسـير يجرّ ثقل حـديده
أسـدٌ يجـرجر حيـّةً رقطــاء
عضّت بساقيه القيـود فلم ينـوء
ومشت بهيكلـه السنـون فناء
(تسعون) لو ركبت مناكب شاهـقٍ
لترجّلـت هضـباته إعيــاء
خفيت على القاضى وفات نصيبها
من رفـق جنـد قـادة نبـلاء
والسـن تعطف كل قلب مهـذب
عـرف الجـدود وأدرك الآباء
دفعـوا إلى الجلاد أغلب ماجـدٍ
يأسو الجراح ويطلـق الأسـراء
ويشاطر الأقـران ذخر سلاحـه
ويصـفّ حول خوانه الأعـداء
وتخـيروا الحبـل المهـين منيـّةً
لليث يلفـظ حـوله الحـوباء
حرموا الممات على الصوارم والقنا
من كان يعطى الطعنة النجـلاء
إنى رأيت يد الحضارة أولعـت
بالحـق هـدماً تـارة وبنـاء
شرعت حقوق الناس في أوطانهم
إلا أُبـاة الضيـم والضعفـاء
يأيها الشعـب القريب أسامـع
فأصوغ في (عمر) الشهيـد رثاء
أم ألجمت فاك الخطوب وحرّمت
أذنيك حين تخاطب الإصغـاء
ذهب الزعيم وأنت باقٍ خـالدٌ
فانقذ رجالك واختر الزعمـاء
وأرح شيوخك من تكاليف الوغى
واحمل على فتيـانك الأعبـاء
..............