دورنا على مسرح الحيــاة
إذا وصفنا أحد الأشـخــاص بأنه متعدد الأوجــه فـلن ينطوي هذا التعبيــر على المديح
والإطراء إذ أنه يعنــي أن ذلك الشخص لا يثبت على مــبـدأ وأنه يتـقـلـب مع الريــح ،
ويراوغ ويـخـدع نـفســه ، ويـخـدع اللآخريــن .
ولكــن الواقــع أن ضــروف الحيــاة كثيــرآ ما تـفرض عليــنـا أن نلعــب أدوارآ مـخـتـلفـة .
ســواء أردنا ذلك أو لم نرد.
ولــن يـــستـطيـع أحد أن يواصــل طريـقه في الحيــاة بدون أن يظطر إلى تغيــر أتـجاهه من
حين إلى حين لتغير الضروف .
فالمــرأة ســواء كانت زوجــة أو أمــآ أو ربة بــيـت يجب عليها أن تلتزم بســلوك معين
يتميـز بالحــب والعطف والتفاهم والصبر والإحتمال وأيظآ القدرة على إتخــاذ القرارات الهامة .
وهناك أيظآ المرأة الموظفة ، التي تؤدي دورآ معينآ في حياتها العمليــة خارج المــنزل ،
وعند عودتها إلى البيت تتخــلى عن هذا الدور لتقوم بدور جديد في المحيــط العائلــي .
وهكــذا أصبحت تأدية هذه الأدوار المختلفـة كل يوم جزءآ من طبيعتنا الثانية
نقوم بها تلقائيآ دون الإحســاس بشيء من الحرج أو التردد .
وإلى جانب هذا توجــد أدوار لا يطلب منا القيام بها ، ولكنـنا نؤديها بمحـض إرادتنا
وتلك أدوار تدخل في نطــاق ما يمكن أن نسميه بعالم الأحلام .
فمن الرجال مثلآ العارفين بكل شيء أو الجنتلمان المهذب
أو رجل المخاطرات أو المغامرات وكذلك النســاء أيضــآ
منهن من ترى نفسها امرأة متحررة منطلـقة من كل قيد أو موظفة أو مديرة مكتب
أو امرأة رياضية أو سيدة عطوفة مهتمة لأعمال البر والإحســان .
وكثيرآ من الرجال والنســاء على حد ســواء يحلو لهم أن يقوموا بدور المظلوم ،
المضطهد ويلقون مسؤولية حظهم التعس على غيرهم من الناس ويضنون
أنهم ضحايا يستحقون عطف الآخرين وشفقتهم ،
كما هو الحال على خشبة المسرح الحقيقي حيث نجد أن بعض الممثلين والممثلات
يؤدون أدوارهم بمهارة تفوق مهارة غيرهم .
فهكذا الأمر على مسرح الحياة اليومية .
ولكن إذا قام أحدنا بتأدية دور لا يتفق مع ميوله الأصلية وطبيعتــه الحقيقية فإنـه
بدون شك سيبدو مظطربــآ غير واثق من نفســه . وإذا استمر أحد يؤدي دورآ غريبآ عن ميوله
وطبيعته فإنه سيتعرض الى الخطر ، إن عاجلآ أو آجلآ ،
ويقول علماء النفس إذا اشتد تعارض الأدوار التي يقوم بها الفرد في الحياة فإن هذا سيؤدي الى حدوث الأمراض النفسية والعقليــة .
فالشخص الذي يتظاهر فترة طويلــة لما ليس من طبيعته الأصليـة معرض للوقوع يومآ ما
في مأزق ، أما ذلك الشخص الذي يسلك طبآ لميوله وطبيعته فهو أمين مع نفسه ، صادق مع شخصيته ولن يشذ عن الدور الذي يقوم به على مسرح الحيــاة
م/ن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة الراس الصغير ; 06-08-2016 الساعة 07:04 PM.
|